تحتوي الطائرات أكثر بكثير ممّا تعرفينه، ومن بين ذلك، غرفًا سريًّا لا يعلم بها سواء طاقم الطيران، ويستحيل أن يتمّ السماح لأيّ راكب دخولها، رغم أنّ أبوابها في كثير من الأحيان تكون ظاهرة، إنّما مقفلة. فما هي هذه الغرف، وما الغاية منها، ولمَ يُمنَع على الركّاب دخولها؟
مهما كانت الظروف، يُمنَع على أيّ راكب دخول هذه الغُرَف، حتّى أنّ استخدام طاقم الطيران لها ينطبق على شروط معيّنة، وهم ممنوعين من الإفصاح عن وجودها. فقد تمّ تصميمها ليحصل فيها أفراد طاقم الطائرة على القسط الذي يحتاجونه من الراحة خلال الرحلات الطويلة جدًّا، حيث يتوجّب عليهم أن يكونوا بكامل نشاطهم ويقظتهم لتكون الرحلة آمنة. أمّا عن سبب عدم السماح للركاب بدخولها أو معرفة الكثير عنها، فهو لضمان عدم إزعاج أفراد الطاقم بمحاولاتهم الدخول إليها، أو الاستفسار عنها.
ولا يكون القرار بمكان تصميم هذه الغرف منوطًا بالشركة المصنّعة أو التي تشتريها فحسب، بل إنّ ذلك يتمّ تحديده وفقًا لمعايير تضعها الهيئات التنظيميّة مثل إدارة الطيران الفيدراليّة. فمن الأمور التي تنصّ عليها القيود على سبيل المثال، أن تكون هذه الغرف في أقلّ الأماكن على متن الطائرة تأثّرًا بالضوضاء والاهتزازات والروائح، مع إمكان التحكّم بدرجة الحرارة داخلها وضبط الإضاءة. وتشبه مساحات الاستراحة هذه، تلك الموجودة في الفنادق المؤلَّفة من كبسولات، حيث إنّ مساحاتها تكون صغيرة، ويتمّ تحديدها في الطائرات عادة ليحتلّ السرير أو السطح الذي يتمّ تخصيصه للنوم، مساحة 198x76 سم، إضافة إلى 35 قدمًا مكعّبًا حول ذلك.