يختزل العطر الثاني من شوبارد Chopard، لقاءً خياليًا بين شجرتَين أسطوريّتَين، وهما الأرز الأطلسي من المغرب، والأغار من مدينة سيلهت شمالي شرقي بنغلاديش التي تشتهر بإنتاج العود. وقد اجتمعا مع الورد لإضفاء لمسة ناعمة ومرهفة إلى طابعهما القوي والمتّقد.
يُعتبر زيت الأرز العطري مادةً ثمينة في مجال العطور منذ قرون من الزمن. يستعين به العطّارون لإضفاء الروح والهيكلية إلى التوليفة، فخشب الأرز يليق بالنفحات العليا والأساسية وقلب العطر. يتميّز أرز الأطلس المغربي بمزايا عطرية استثنائية بفضل نفحاته الخشبية الجافة والخضراء والراقية والنابضة بالحياة.
باعتبارها من الأشجار المهدّدة بالانقراض، أصبحت أشجار الأرز تحت حماية الحكومة المغربية، ومعترفًا بها من قبل منظّمة اليونسكو. وقد تعاونت شركة Firmenich مع شركات الإنتاج والتقطير المحليّة لتأمين الزيوت بأكثر طريقة مسؤولة. تستورد الشركة هذا الزيت العطري من مدينة أزرو، في جبال الأطلس في المغرب، حيث تُعتبر هذه الشجرة المهيبة كنزًا وطنيًا. فغابات الأرز التي تغطّي هذه المرتفعات الجبلية تأوي نصف التنوّع الحيوي في البلاد. يتمّ حصد خشب الأرز على مدار السنة، تحت إشراف الحكومة، تجنّبًا لفرط استغلال الأرض، الذي قد يؤثّر على تغيّر المناخ. أمّا الزيت، فيتمّ تقطيره محليًا من النشارة، أحد مخلّفات صناعة المفروشات.
الأكيد أنّ خشب الأرز الأطلسي الذي تستخدمه شركة Firmenich فريد من نوعه، ومستورد في إطار برنامج Naturals Together.
لابتكار عطر Bois Nomades الملكي بامتياز، اختارت شوبارد إلى جانب نفحات الأرز أندر وأنقى وأثمن أصناف العود في العالم، وهو العود الصافي من شركة Jalali Agarwood.
ينتمي العود الهندي إلى عائلة المثنانية (Thymelaeaceae)، التي تشمل نحو 40 صنفًا، وهي النبتة التي ينمو فيها العود. وللحصول على هذا المكوّن الثمين، يتمّ زرع قطع صغيرة من المعدن في جذع الشجرة، لتقوم بإنتاج فائض من الصمغ كردّة فعل. تحوّل الأنزيمات هذه المادة إلى صمغ ثمين. والملفت في الأمر أنّ مزارع العود الهندي نادرة، وبالتالي غير مربحة جدًا، إذ يستغرق نضوج الخشب واستخدامه قرابة 30 عامًا.
ثمّ تُقطّع الشجرة إلى قطع صغيرة، وتُستخدم الأجزاء المسودّة منها فقط. فكلما كان الخشب داكنًا أكثر، كلما احتوى على صمغ أكثر. تُنقع بعدها قطع الخشب في المياه، والسرّ يكمن في مدّة النقع. فإذا لم تكن كافية، لن يتمّ استخراج الزيت من الخشب، وإذ طالت كثيرًا، قد تفسد رائحة الزيت. يجمع خبراء العود الزيت يدويًا، ويوضع في مقطر مع الماء ويُقطَّر لفترة تتراوح بين يوم واحد و10 أيّام. يخضع بعدها الزيت العطري لعملية تعتيق.
من الصعب تقليد رائحة العود بالجزيئات المركّبة، إذ أنّه يملك مئات الأوجه. ويُعزى سعره الغالي إلى ندرته ومردوده المنخفض: فإنتاج 20 مل فقط من العود الخالص يتطلّب 70 كلغ من الخشب، وقد يصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 30 ألف دولار.
يستحضر عطر Bois Nomades إلى البال المشاوير الطويلة التي كان يقطعها المسافرون في الماضي، فيجتازون القارّات بحثًا عن أماكن جديدة. كانت مشاوير حافلة بالأشعار والموسيقى والثقافة والروائح والعطور والنكهات المختلفة. ينقلنا إلى عالم آخر، إلى زمن آخر.