على مدى عقدين من الزمن، أنشأت عبير صقر جسراً بين المجتمع الطبي المزدهر في هيوستن- تكساس والشرق الأوسط، كما جعلت من تطورات تلك المدينة الطبية الأميركية في متناول الناس من جميع أنحاء العالم. أما عملها الدؤوب فدفعها لتصبح واحدةً من أكثر الاستشاريين ثقة في العالم في إيجاد العلاجات الطبية المبتكرة والمتوفرة في كافة الولايات المتحدة ورائدة من رواد السياحة الطبية.
Elle Arabia : نوّد التعرف عن قرب على عبير صقر او عن سبب توجهك نحو مجال الرعاية الصحية والسياحة الطبية؟
حبي للعلم والطب كان منذ طفولتي، ولما مرضت أمي وعانت من سرطان الرحم، أصبح لديّ رغبة شديدة بالاطلاع عن هذا المرض الخبيث. كم تابعت عن قرب تطوّر العلم والطب وتمنيت أن ينقذ أمهات وأناس كثر. وقد قادتني الظروف دون تخطيط مسبق لما وصلت إليه اليوم.
Elle Arabia : لنتكلم عن "شبكة ميموريال انترناشونال للمرضى الدوليين"، وما هي أهم أنشطتها وإنجازاتها؟
إيماناً مني بحاجة كل مريضٍ إلى دراية واهتمام، كان العمل جاداً ومتواصلاً لتوفير خدمة تمكن المرضى من جميع أنحاء العالم وفي المقام الأول في الشرق الأوسط من العثور على أحدث العلاجات الصحيّة والخدمات الطبية المزدهرة في هيوستن ولوس انجلوس.
نحن نوفر خطط لعلاج كل مريض بما تتوافق حالته المرضية مع مراعاة كل الظروف المرافقة وباستشارات متخصصين في حالتهم المرضية. لدينا أيضاً تطبيق على الهاتف الذكي ليتابع المريض مواعيده الطبية يومياً مع إرشادات تحضيرية لكل موعد، كما نوفر الترجمة الطبية في كل المواعيد. ونستكمل التواصل مع المريض حتى بعد عودته لبلده مع فريقه الطبي المحلي لاستكمال العلاج وتقديم المشاركة في أي تطوّر في العلاج وذلك لتسهيل أي عقبات حتى ولم يكن في أمريكا.
الرعاية الصحيّة تتجاوز بكثير الاحتياجات الطبيّة العاجلة، ومن خلال العمل الحثيث والمتواصل في هذا المضمار تمكنت من التعامل مع كل فرد باهتمام ومحبة وعلى مستوى عالٍ من الاحترام لثقافاتهم وأيضاً عاداتهم وتقاليدهم.
Elle Arabia : كيف تجدين الإقبال على السياحة الطبّية اليوم؟
أسميه أكثر الاقبال على السفر بهدف العلاج الطبي في أمريكا... أما القبول عليه فكبير ووتيرته مستمرة دائماً على الرغم من الظروف الصعبة التي يمرّ فيها العالم. على سبيل المثال الإقبال على الجراحات التجميلية يفوق العادة في مثل هذا الوقت. أما الإقبال على السفر للعلاج من أمراض السرطان مثلاً، فهو دائم بسبب التطور الكبير في توفر العلاجات الحديثة ذات الاعراض الجانبية القليلة والفعالة، والتي تعتمد على الفحوصات الجينية الخاصة بكل شخص بغض النظر عن مصدر الورم.
Elle Arabia : ما الذي يميّز هيوستن ولوس انجلوس عن غيرها من البلدان التي تُعنى بالسياحة الطبية؟
تعتبر هيوستن بمراكزها الطبية أحد أبرز المدن الأمريكية وأفضلها، فقد احتلت المرتبة الأولى بين المستشفيات في أمريكا وتتميز بأحدث الإبتكارات والخدمات في المجالات الطبية التشخيصية والجراحية المتنوعة، بالإضافة إلى وجود أفضل وأشهر الاختصاصيين في العالم. أما لوس أنجلوس فهي المنافس الثاني لمدينة هيوستن، وقد اشتهرت وذاع صيتها تحديداً في الجراحة التجميلية والترميم لتصبح المدينة الأكثر إقبالاً في هذا المجال من جميع أنحاء العالم.
Elle Arabia : ما هي سبل التواصل مع المرضى وكيف يتم رعايتهم؟
باعتقادي التواصل مع المرضى هو العنصر الأكثر أهمية أثناء رحلة علاجهم، لأنه جزء لا يتجزأ من العلاج. ونحن نسعى دائماً لراحتهم النفسية وراحة عائلتهم، من خلال الاهتمام بأدق التفاصيل ومحاولة تأمين كل ما هو ضروري ولازم أثناء فترة علاجهم وحتى بعد انتهائها. لذا كي نبقى على تواصل دائم مع مرضانا، لدينا تطبيق "عوافي" الذي يربطنا بهم أينما تواجدوا وبإمكانهم من خلاله الإطلاع على المواعيد والعناوين، كما لدينا خط هاتف يعمل 24 ساعة على الدوام، سواء كان اتصالاً هاتفياً أو رسالة مكتوبة عبر الواتساب أو البريد الإلكتروني. كما قمنا بربط مرضانا مع الطبيب من خلال المواعيد الإفتراضية في حال تعذر وجودهم في أميركا، ونؤمن المترجمين الذين يسهلون طرق التواصل بينهم وبين الطبيب لتوطيد الثقة بينهما التي هي جزء من أسس العلاج الناجح. بالإضافة لتأمين الخدمات التكميلية التي تشمل الإقامة والمواصلات وتزويد المرضى وعائلتهم بما يلزم من قوائم للأماكن والمطاعم وغيرها لجعل إقامتهم أكثر سهولة لهم.
Elle Arabia : ما هي أحدث انجازاتك؟ وما هي مشاريعك المستقبلية؟
تطوير التواصل عبر تطبيقات الأجهزة الذكية والحفاظ على الخصوصية والأمان في التواصل، أكان للاستشارات أو لتحديد المواعيد. فمن خلال تطبيق "عوافي" الذي بات يستخدمه مرضانا للتواصل معنا يستطيعون معرفة مواعيدهم اليومية والتحضيرات الضرورية مثل الفحص القادم والتفاصيل الأخرى، وهو تطبيق يسّهل في التواصل الآمن ويحافظ على الخصوصية. كما بات هناك قدرة على توفير الإستشارات الطبية عن بُعد من خلال تطبيقات آمنة يُحمل عليها المريض كل معلوماته الطبية الكاملة وإذا كانت مستوفاة نُنسق الإستشارة الطبية في لوس انجلوس في مجال التجميل وكافة التخصصات الأخرى في هيوستن.
Elle Arabia : كيف تقييم نشاطك في العالم العربي؟
وجودي في هيوستن والتعمق في مجال الرعاية الصحية جعلني أصمم على تسهيل تقديم الخدمات الطبية لكل من يبحث عنها في عالمنا العربي، فكسرت حاجز المسافات وأمّنت العبور لكل المرضى في العالم العربي. وباعتقادي إن كل ابتسامة على وجه مريض أو دعوة أتلقاها من أحد مرضاي من بعد يوم طويل لأنني استطعت أن أضيف إيجابياً في سيرة علاجه هو أهم تقييم وإنجاز ممكن أن أحصل عليه في حياتي.
Elle Arabia : ما هي طموحاتك؟
أطمح إلى تأسيس جمعية خيرية تضم العديد من المانحين هدفها مساعدة وتأمين كل رعاية وعناية طبية لكل من يحتاجها ولا يستطيع تأمين مصاريفها، لأني أرغب دائماً أن أكون رسالة عنوانها الصحة وراحة البال في قلوب من يتواصل معي ومع فريقي الإداري والطبي. أنا بطبعي لا أحب أن أرى الآلام والوجع في عيون الأخرين وأن أقف مكتوفة الأيدي بسبب عدم توفر الإمكانيات المادية.
Elle Arabia : ما هي كلمة الحكمة التي تؤمنين بها؟
العطاء شرف ولا يحتاج مقابل.
Elle Arabia : كلمة أخيرة، ما نصيحتك للجيل الجديد وبالتحديد فيما يخص بالإهتمام بصحّتهم؟
الجيل الجديد جيل مختلف، يتمتع بحماسٍ شديد ويحمل في داخله طاقات هائلة، وأنا أرى ذلك في أولادي، لذلك أنصحهم بالتصميم والإستمرارية للوصول إلى مبتغاهم. بالتأكيد ستصادفهم عقبات وصعوبات، لكن عليهم النظر للأمور بإيجابية والتحلي بالصبر والإستفادة من تجارب الأخرين التي ستذلل تلك العقبات أمامهم. كما أوصيهم بالإصغاء إلى صوتهم الداخلي والإيمان بتحقيق مرادهم. إضافةً إلى الاهتمام بصحتهم وترك أساليب الحياة الضارة والسيئة والابتعاد عن كل ما قد يؤثر على قدرتهم النفسية والجسدية، يجب ألا يجعلوا صحتهم عبئاً عليهم، فكلما كان العقل والجسم سليماً كلما كانت القدرة على الحياة برفاهية الصحة كبيرة.
كما أتوّجه أيضاً بنصيحتي إلى كل أم وأب، وأدعوهم للإصغاء لأبنائنا والتعلم منهم أيضاً، فقد انتهى إلى غير رجعة ذلك الزمان الذي كانت فيه التربية فقط تعليمهم، إذ أصبح لديهم الآن نظرة واسعة بعمق وإدراك لم تكن لدينا في الماضي.