عازبون.. مطلقون.. أصحاب تجارب حزينة
هؤلاء يكرهون الزواج!
لم يعد الرجل "سندها" الذي تستظل به، ولم تعد المرأة تنظر إلى عقد الزواج كما لو كان عقداً ملكياً، وتحلم بفستان ليلة العمر. في المقابل بات بعض الرجال، ينظرون إلى الزواج على أنه عقده وكبت للحريات، فأصبح الزواج بالنسبة لهم مخاطرة كما وصفها، فولتير، بأن الزواج هو المخاطرة الوحيدة التى يقبل عليها الجبان. هذه كانت بعض التعليقات التي تم رصدها لرجال ونساء شعارهم: " لا لمبدأ الزواج".
(م،ع) محامية – 47 سنة- على الرغم من كثرة الخطاب الذين تقدموا لها في مرحلة شبابها إلا أنها كانت دائماً متمسكة بقرار الرفض، واليوم بعد تقدمها بالعمر ترى بأن فكرة الزواج مرفوضة وهي ليست بحاجة لها، تفاصيل قصتها، توريها لنا، وتقول: " توفي والدي وأنا في عمر 20 سنة وكان لدي 3 أخوات، والدتي التي لا تعمل، قررت العمل من أجل إعانة أسرتي، والحمد لله أكملت تعليمي الجامعي، وتمكنت من تعليم شقيقاتي البنات، وأيضاً تزوجيهن، وفي تلك الأثناء كان يتقدم لى العديد من الشبان للزواج، وكنت أرفضهم من أجل إعانة عائلتي، لأني أدرك عقلية الرجل الشرقي الذي يرفض فكرة عمل المرأة من أجل اعانة عائلتها، لكن الآن بعد هذا العمر، أرفض هذا المبدأ، كما أن فرصة الارتباط بزوج مناسب وتكوين أسرة أصبحت ضعيفة، أما حلم الأمومة والإنجاب فما زال بداخلي وألتمسإخوتي إلتمست فيهم حلم الأمومة الذي يشغل تفكير كل أنثى، كما وأن حالتي المادية مستقرة، ومهنة المحاماة استطيع ممارستها مع التقدم في العمر، ولهذا لا أرى ان إرتباطي سيضيف شيء في حياتي، فضلاَ عن نظرة المجتمع إذا تزوجت برجل في هذا العمر، وأيضاً من هو الرجل الذي سوف أرتبط به؟ ربما متزوج بأخرى أو مطلق أو أرمل، لست بحاجة إلى الخوض بهذه التجربة".
في المقابل، تقول أليسار نافع، 28 سنة- ما يجعلني استبعد فكرة الارتباط حالياً، نوعية عملي كصحافية و ممثلة مسرحية ومخرجة، فعملي يتطلب الكثير من التفرغ والتحضير والمتابعة، لذا أشعر بان فكرة الارتباط ستعيق تحقيق أهدافي وأحلامي. وتصف الزواج إذا لم يكن "عائق" لها في تحقيق الطموح فهو سيؤخرها وستكون فرصة تحقيق ذاتها و مكانتها في الوسط العملي أقل بكثير، وبالنسبة لها فإن نجاحها سيؤثر مستقبلاً بإيجابيه عليها وعلى عائلتها، لذا تفضل في الوقت حالي التريث بفكرة الارتباط إلى أجل غير مسمى. وتضيف: " الزوج له الحق بان أهتم به وبمتطلباته، فضلاً عن مسؤولية الأطفال والمنزل وحالياً لا أرى نفسي مستعدة أو قادرة على التنسيق بين عملي وعائلتي ".
ويقول أحمد راضي - 29سنة- موظف خدمة عملاء في فندق، " لست بحاجه إلى الإرتباط، لدي اشباع من النساء، بحكم عملي الذي تتردد عليه العديد من النساء، كما أني رجل أعزب ولدي متسع من الوقت لإقامة العلاقات العاطفية مع النساء المتعددات، صحيح أتمنى ان يأتي اليوم الذي ألتزم به بفتاه تكون شريكة عمري، ولكن ليس في الوقت الحالي، ولا اتمنى الاتباط بهؤلاء النساء اللاتي أصادقهن، أعتقد أنه مازال الوقت مبكراً للحديث عن الإرتباط وبناء أسرة، لأن الاسرة بالنسبة لي إلتزام عاطفي ونفسي ومادي، ومن خلال الحياة التي أعيشها في الغربه، لم أجد حتى الآن فتاه مناسبة للإرتباط".
تعديل الاتجاهات
إن عملية التخوف من الإرتباط تحتاج إلى تعديل سلوكي وتأهيل نفسي، لذلك يحدد طبيب علم النفس، محمد النحاس الطرق المتبعة في تعديل سلوك لكل من ينفر أو يتخوف من مبدأ الزواج ، ويقول: " قبل الزواج يتم علاج الشخص صاحب السلوك المضطرب بعمل ما يسمي " تعديل الاتجاهات" التي تؤثر في فكرة الارتباط،، أما فكرة تعديل الأفكار من الصعب تعديل أفكار شخص ما، إنما الطبيب المعالج يعدل الاتجاهات التي من خلالها تؤثر على الأفكار، أي: تقبل الفكرة في البداية وبعدها التفكير فيها ثم التحفيز و البدء في خوض التجربة. على سبيل المثال: إقناع الشخص بأن الإرتباط فيه نوع من تحقيق الذات، بعدها محاولة مصادقة الشخص وتقبل أطباعة والإحساس بالميل وبعدها اطلاق العنان للمشاعر، في البداية إطلاق العنان تكون لا إرادية وبعدها تصبح إرادية ويبدأ بتقبل فكرة الارتباط".
يشير النحاس، أن الشخص الذي لا يتحمل المسؤولية في الإرتباط أو الذي ينتقم من نفسه، لديه عدة خصال، منها، المشاعر الكاذبة الواضحة، التي يستطيع المرء ملاحظتها بسهولة وتأتي عن طريق الكلام المتباين أي أن يقول الشخص كلام مليء بالحب والمسؤولية المطلقة، وبعدها ينقذ سلوك لا علاقة له بالمسؤولية. من هنا نستطيع أن نطلق على ذلك اسم " لعوب أو مزيف".
فوبيا الزواج
عقدة الزواج أو الخوف من الإرتباط، مرض نفسي وسلوكي يحتاج إلى إعادة تأهيل من قبل المختصين، الدكتور. محمد النحاس، يحدثنا عن الأسباب التي تجعل البعض ينفر من فكرة الإرتباط، وهي:
خوض الفتاه أو الشاب تجربة غير سارة أو غير محمودة، تؤدي إلى الاعتقاد بأن الزواج فيه نوع من السيطرة وتضييق الخناق.
إطلاع الشاب أو الفتاه على تجربة زواج سيئة لأحد الأقارب أو الوالدين، من هنا تبدأ مرحلة التخيل من أن جميع العلاقات الزوجية تأخذ نفس المسار.
الإطلاع على علاقة زوجية ركيكة لأحد الأصدقاء وربطها بالتجارب السابقة القاسية، منها تتكون فكرة الفتور والفرار النفسي من الزواج.
قد يضطر الشخص للزواج وفي نفس الوقت لديه نفور من مبدأ الزواج، من هنا يمر الشخص بنوع من الرفض الجنسي والنفور من الطرف الآخر.
تحقيق رنا إبراهيم