اعتماداً على تصاميم الزخرفة المتداخلة العربيّة وفنّ التخطيط العربي، يُعيد الاحتفال المترف للفنّان طارق بنعوم بمناسبة العيد الخامس لعطر سانتال رويال Santal Royal تجديدَ المخيّلة الشرقيّة.
خشب الصندل
اختار تييري واسر تكريم هذه الجوهرة العطريّة الجميلة، وأراد "التعبير عن المزيد مع خشب الصندل، وتسميته بالكامل وبشكلٍ مختلف حسب ميوله". كَونه صانع عطر "سانتال رويال" Santal Royal، قام بتركيب عطر شرقيّ وغنيّ برائحة الأخشاب يتلاعب بالتباينات الفاتحة والداكنة. "إلى جانب أوجُهه الأنيقة والزاهية والخشبيّة، يتمتّع خشب الصندل بترف غنيّ وعميق". ينطلق ماء العطر هذا بدرجات طاغية من النيرولي المشمس والياسمين، ويعزّزه الورد المتبل بالقرفة في الدرجات الوسطى؛ وهو يرمز إلى الأسلوب الفعلي لدار "جيرلان" Guerlain. ويتردّد صدى الدرجات الخفيفة مع خشب الصندل – خشب الصندل الأبيض من أستراليا تحديداً – الذي يتداخل مع درجات الجلد والكهرمان إلى جانب توافق العود وصباغ المسك من ابتكار الدار. إنّه عطر يتميّز بتباينات زاهية وداكنة، وهو يجمع بين الفرح المتألّق والإشراق المشمس للأزهار البيضاء ودرجات الكهرمان الساحرة وتوافقات العود والجلد. يأتي خشب الصندل في الأساس من آسيا، وتمّ إدخاله إلى أوروبا للمرّة الأولى خلال العقود الوسطى. تمّ استخدامه في المفروشات والبخور، وأصبح منذ ذلك الحين مكوّناً أساسيّاً في مجال صناعة العطور الفاخرة. إنّ خشب الصندل الأبيض نادر ومثمّن، وينمو اليوم في مناطق جديدة بما في ذلك أستراليا وبعض بلدان آسيا. يتمّ الحصول على خلاصة خشب الصندل من خلال تقطير خشب الصندل الذي يبلغ 15 عاماً وجذور أشجاره، وسحرت هذه الخلاصة الشرق الأوسط.
أسلوب بالأزرق والأسود
إليكم قارورة النحل الاستثنائيّة بإصدار محدود سعة لتر واحد. منذ العام 1853، شكّلت قارورة النحل إحدى العناصر الخاصّة بتوقيع دار "جيرلان" Guerlain House.
تتراكب الكلمات والصور والمعاني وتتشابك وتتداخل مع الأنماط الزخرفية العربيّة والخطوط الانسيابيّة للكشف عن كتابة غامضة وتزيينيّة. من أجل إعادة ابتكار هذه القارورة بالكامل، قام طارق بنعوم بطلائها بدرجات ثمينة من اللون الأزرق الشرقيّ وتعزيز إشراقها بكتابات ذهبيّة انسيابيّة. ووسط الزخرفة الخطيّة، يأتي اسم "جيرلان" Guerlain مُحاطاً برموز متعرّجة تتداخل على القارورة. لجأ الفنّان إلى لون أزرق الكوبالت بدرجة لازورديّة رائعة، وهو يعود إلى الحكمة والروحانيّة مع اعتماد لون أزرق كحليّ هادئ لكن رائع تمّ استخدامه لآلاف السنين في القطع الفنيّة والتاريخيّة والدينيّة. ستجدون هذا اللون الأزرق اللازوردي المميّز والذي يعزز إشراق عينَي تمثال إيبيه الثاني من مملكة ماري، والمتواجد حاليّاً في اللوفر، أو في تحف كلوحة الحرب في أور في المتحف البريطاني، حيث يشكّل خلفيّة الفسيفساء لتصوير قصّة ملحميّة عن الحرب والسلام.
ولإبراز القارورة الطليّة بالرذاذ الأزرق، زخرفها طارق بنعوم بضربات فرشاة سحريّة من الخطوط والأحرف باللون الذهبي الثمين، وهي درجة ترمز (بالنسبة إليه) إلى الخلود. ومن أجل ابتكار القطع المطليّة يدويّاً، كرّر بنعوم هذه المهارة الحرفيّة في كلّ من القوارير الفرديّة التي يبلغ عددها 22 قارورة قبل تزيينها بلمسة نهائيّة مميّزة من "جيرلان" Guerlain مع شريط الحرفيّات الأزرق والذهبي حول العنق.
من الفنّ المدني إلى فنّ التخطيط
اكتشف طارق بنعوم عالم الجرافيتي خلال مراهقته، وسرعان ما اشتهر بلقب "المستنسخ". بعد أن أصبح شغوفاً تجاه فنّ الخط، درس فنّ التخطيط اللاتيني في منسخ تولوز، حيث تعلّم بإشراف البروفيسور بيرنارد إيرن أشكالاً أخرى من الكتابة. وفي عمله، يطبّق بنعوم ما يدعوه "الخلط الدلالي"، وهي طريقة لتغيير المعاني من أجل خلق تصميم مشفّر ومثير وشبه غامض. ومن خلال استخدام طلاء الرذاذ إلى جانب الأدوات الكلاسيكيّة مثل الفراشي، غالباً ما يلجأ طارق إلى ألوان الأزرق والذهبي، وهي الألوان الرئيسيّة لعمل الإضاءة التقليدي. ومن خلال تصاميمه، تبدو الأنماط وكأنّها تلاحق بعضها البعض كمزيج من العناصر التزيينيّة والهادفة، والتي تجتمع لخلق "نصّ هجين" يدمج فنّ الخطّ والعلامات والتصاميم مثل الجرافيتي وتأثيرات رائعة مثل الأحرف الهيروغليفيّة.
وبنفس الطريقة، غالباً ما يتطرّق عمله إلى كلمات عزيزة على قلبه مثل الحب والعنف والتجربة والسعادة والحب والموسيقى – تتمّ ترجمتها جميعها مع حسّ شاعريّ وفلسفي وروحاني. يمكن إيجاد عمله على مباني في كافة أنحاء باريس ولوس أنجلوس وتونس والمغرب، وتمّ عرض أعماله في معارض عديدة تشمل معرض Art from the Streets في متحف سنغافورة للعلوم الفنيّة، ومعرض Open Letters في المؤسّسة الثقافيّة في معهد الثقافات الإسلاميّة في باريس، ومعرض Street Generation(s): 40 Years of Urban Art في روبيه في فرنسا.