إنتقلت ريتا لمع حنكش Rita Lamah من عالم الجمال إلى عالم الموضة والأزياء وأصبحت خبيرة في هذين المجالين. استطاعت أن تبني لنفسها هوية خاصة، عبرت من خلالها عن رقي ذوقها ولمساتها المميزة، وجمال روحها وشخصيتها، ووسّعت ثقافتها ومعرفتها المتعددة الجوانب والأوجه، إلى أن باتت شخصية مؤثرة في لبنان والوطن العربي بأجمعه.
ورغم براعتها في مجالها، فهي تعطي المجال الإجتماعي والإنساني حيزاً من إهتمامها أيضاً، وآخره تنظيم حملة إنسانية خيرية مميزة إستطاعت من خلالها تحقيق الكثير من المساعدات على مدار ١٢ يوماً، لاقت هذه الخطوة إستحسان كبير وأصداء إيجابية في مختلف الأوساط.
كان لموقع Elle Arabia فرصة إجراء هذا اللقاء الشيق معها، حيث حدثتنا عن عملها ومشاريعها المستقبلية.
Elle Arabia:حدثينا عن عملك الحالي، وهل أنت راضية عاما حققته ليومنا هذا؟
Rita Lamah:أنا أعمل حالياً كخبيرة موضة وتنسيق أزياء، ودرست هذه المهنة بإحتراف في لندن London College of Fashion،
كما كنت أعمل في محطة الـMTV، ولدي زبائني الذين أعمل معهم. وحالياً انا أقدم الكثير من ورشات العمل بتنسيق الملابس والأزياء، أنا على ثقة أن هذه المهنة مهمة جداً لأنها تساعدنا على إبراز نفسنا بثقة، وكل مرأة بحاجة لأن تكون جميلة وواثقة من نفسها وأن تحب نفسها. نحن لسنا عارضات أزياء، لذا من الطبيعي أن يكون هناك بعض التفاصيل التي لا نحبها في جسمنا وشكلنا لذلك أعمل على تطوير هذه التفاصيل وإبرازها بشكل صحيح.
بفضل عملي إستطعت أن أستقطب الكثير من المتابعين على صفحات مواصل التواقع الإجتماعي مما جعلني "شخصية مؤثرة"، أنا لا أحب التسمية لاسيما أن أي فتاة تريد أن تصل وتدخل هذا المجال تطلق على نفسها هذا اللقب. لكن انا ما أقوم به مختلف خصوصاً ان هناك الكثير من التحدي والمنافسة في هذا المجال الواسع، وأعمل على أن اكون إنتقائية بالعلامات والمنتوجات التي تشبهني، وبذلك أستطيع أن أقنع الناس أكثر. أنا أعمل من قلبي لذا أحب أن أقدم كل شيء بالطريقة الصحيحة، لا أقوم بالإعلانات لأسباب غير مجدية بل على العكس انا لا أروج لأي شيء لست مقتنعة به.
E.A.:هل يمكنك أن تطلعينا على حملتك التي قمت بها مؤخراً؟
R.L.:قمت بحملة خيرية تحت عنوان "Twelve Days of Christmas"، وهي حملة كانت لموسم الأعياد المجيدة، تعاملت مع 12 علامة مختلفة، شعرت أنه ينبغي علي أن أقدم شيء لعائلتي الجميلة على الإنستقرام، فما أنا عليه اليوم وصلت إليه بفضل المتابعين الحقيقين الذي وثقوا بـ ريتا. التعاون الذي قمت به كان مدفوع، والمبلغ الذي جمعته قدمته لعائلة محتاجة تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم. إخترت هذه العائلة لأنني شعرت أنها الأكثر حاجة بين العائلات المطروحة. أنا لست سيدة سطحية تعمل فقط في هذا المجال من أجل نفسها، بل أنا فتاة واقعية على يقين أن هناك أناس محتاجين في العالم، وعلى أمل أن أستطيع مساعدتهم. كعملي في جميعة "بسمة"، نساعد سنوياً حوالي 200 عائلة، وأنا ممتنة كثيراً.
معظم متابعييّ هم من السيدات وهذا امر طبيعي، وهناك الكثير من النساء الملهمات اللواتي يشبهونني لذلك أحب أن اقدم لهم مثال جيد.
بدأت الحملة عندما كنت أنا وأولادي نسمع الأغنية الشهيرة Twelve Days of Christmas، فسألوني ماذا تعني الأغنية بالتحديد، فسردت القصة لهم مما لفت إنتباهي لهذه الفكرة- إعطاء هدايا لمدة 12 يوم، وتقديم المساعدة.
E.A.:هناك الكثير من الحملات الخيرية ما الذي يميز حملتك عن غيرها؟
R.L.:لم أفكر كثيراً إذا كانت مميزة أو مختلفة، ولكن أكثر ما يميزها أنها امتدت لـ12 يوم وليست ليوم واحد فقط. وبرأيي أن أي شخص يقوم بإنشاء أي حملة للتبرعات والأسباب الخيرية هو شخص رائع يستحق الشكر والتقدير، كما وانني أؤمن أن المساعدات يجب أن تكون دائمة وألا تقتصر على فترة الأعياد.
E.A.:شاركت في مسابقة ملكة جمال لبنان لعام 2003 وإستطعتِ أن تحتلي مركز الوصيفة الثانية، ماذا قدمت لك هذه المشاركة؟
R.L.:إن مشاركتي بملكة جمال لبنان ساعدتني كثيراً، وفتحت أمامي أبواب متنوعة، ولكنني كنت في مجال الأزياء والأضواء منذ صغري. أول حملة دعائية قمت بها كان عمري 7 سنوات فقط، وبعدها حملات أخرى وأول غلاف مجلة كان لي في عمر الـ14 سنة، ثم عندما أصبح عمري 18 سنة عملت في تلفزيون زين الذي كان تابع لتلفزيون المستقبل اللبناني- كانت محطة موجة للفئة الشابة. وعندما أصبح عمري 22 سنة قدمت على المسابقة، ولم يكن هذا بالأمر الجليل لأنه كما ذكرت، كنت في مجال الجمال والإعلانات منذ زمن. وفي عام 2003 كان لمسابقة ملكة جمال لبنان تصوير جديد (تلفزيون الواقع)، فتحمست للمشاركة، وحققت مركز الوصيفة الثانية ومن هنا كانت إنطلاقتي أوسع. بعدها أردت أن أعمل في وظيفة طبيعة في مجال أحبه وهنا عملت مع المصمم اللبناني العالمي زهير مراد لمدة 3 سنوات وكنت مديرة التسويق والعلاقات العامة.
E.A.:ما هي الرسالة التي تحبين أن تقدميها من خلال عملك للمرأة العربية وللعالم أجمع؟
R.L.:أحبوا أنفسكم، لأنه عندما تحبين نفسك سيحبك الجميع، حب النفس يمدك بالطاقة والثقة وهذا أجمل ما يمكن للمرأة إمتلاكه.
E.A.:ما رايك بالمرأة العربية اليوم، وما الذي يميزها عن نظيرتها الغربية؟
R.L.:المرأة العربية مميزة، جمالها مميز له رونق خاص، أحب أن تحافظ المرأة على جمالها من دون عمليات التجميل المبالغ بها، معيار الجمال عندنا هو المرأة الأجنبية الشقراء صاحبة العيون الملونة ولكن هذا خطأ، فالمرأة صاحبة العيون البنية أو السوداء جميلة جداً، وللجمال العربي ميزات متعددة. ليس من الضروري أن تكون المرأة كاملة بجمالها وخالية من العيوب هي جميلة بطريقتها الخاصة وهذا ما يميزها. كما أحب بالمرأة العربية إهتمامها بنفسها، وذوقها المرهف.
E.A.:كيف توفقين بين عملك وواجباتك المنزلية كونك زوجة وأم؟
R.L.:أنا شخص كثير الإنشغال، ومنذ أنجبت أطفال واصبح لدي عائلة أصبح الوقت خارج السيطرة (تضحك)، لذا أعتذر من أي شخص تأخرت على موعدي معه. لدي الكثير من المسؤوليات وأحاول أن لا أقصر بأي جزء من حياتي، أنا لدي 3 أطفال ومع وجود الأطفال يكبر الحمل فهم بحاجة الى الإهتمام والمتابعة الدائمة، هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتقي، ولكن طبعاً الأولوية لعائلتي وأطفالي، ولكن كما قلت أحاول أن أعطي كل شيء في حياتي وقته الخاص وأن أكون منظمة من ناحية تقسيم إهتماماتي.
E.A.:ما هي مشاريعك المستقبلية؟
R.L.:أعمل على تطوير البلوغ الخاص بي سأعيد نشره بطريقة أحدث وهو موجه لكل إمرأة عربية، هو متنوع وغني بمعلومات كثيرة تفيد وتعني كل إمرأة من الجمال، الأزياء، الأكل، السفر، الصحة، الأولاد وكل هذه الأمور.
البلوغ والموقع (قيد الإنشاء): www.ritalamah.com
الإنستقرام Rita Lamah
E.A.:ما رايك بموجة التواصل الإجتماعي حالياً، وما هي حسناتها وسيئاتها؟
R.L.:مواقع التواصل الإجتماعي بدأت بطريقة إيجابية ودخلت حياتنا بطريقة مرحة مثلاً توسيع دائرة العلاقات الاجتماعي، كما أنها وسيلة فعالة للترويج، بالإضافة الى أنها ساعدت الكثير من الناس العاديين على إبراز مواهبهم فأصبحوا نجوم.
ولكن مع كل هذه الإيجابيات ومع مرور الوقت بدأت ألاحظ أنه لديها الكثير من السيئات فهي تفصلنا عن العالم الخارجي، كما مخاطر الاحتيال أو سرقة الهوية (البلطجة الإلكترونية)، إضاعة الوقت فبدأنا نقضي معظم أوقاتنا على هذه المواقع، الخصوصية باتت شبه معدومة، أي شخص يمكنه أن يتكلم ويسيء للشخص الآخر بسهولة.
E.A.:صفي لنا نفسك بـ3 كلمات؟
R.L.:عاطفية، موسوسة وملتزمة أي أنني مثابرة ودقيقة، وحساسة.
E.A.:نصيحة تقدمينها للمرأة العربية ولأي فتاة جديدة في هذا المجال؟
R.L.:إبقوا صادقين مع أنفسكم، لا تتكبروا، لأن مواقع التواصل الإجتماعي خلقت الكثير من الشهرة الوهمية التي تجعل من الشخص شخص غير متواضع وبسيط، لذا علينا أن نكون حذرين من هذه الناحية.
E.A.:ما هي المقولة التي تؤمنين بها؟
R.L.:"إفعل أشياء صغيرة بحب كبير"، و "الفائز هو الشخص الحالم الذي لا يستسلم أبداً".
E.A.:كلمة أخيرة لقراء Elle Arabia؟
R.L.:إبقوا مترقبين لأعمالي المستقبلية، شكراً لهذه المقابلة الشيقة! أحبكم كثيراً!
حاورتها فدى رمضان