يعد النشاط البدني عنصراً حيوياً في الحصول على صحّة مثالية، خاصة فيما يتعلق بحالة الهيكل العظمي. وقد أثبتت الدراسات أن رياضة الركض، على وجه الخصوص، هي وسيلة فعالة لتعزيز لياقة القلب والأوعية الدموية وقوّة العضلات وصحة العظام.
ما هي كثافة المعادن في العظام؟
هشاشة العظام هي مشكلة تولد نتيجة عدم كفاية كثافة المعادن في العظام، وهي كمية المعادن، وخاصة الكالسيوم والفوسفور، الموجودة لكل وحدة حجم في العظام، والتي تشكل بدورها بلورات الهيدروكسيباتيت، التي تساهم في صلابة العظام وقوتها. وتعد كثافة المعادن بالعظام (BMD) أحد العوامل الحاسمة في تحديد خطر الكسور، وبالتالي، هي تؤدي دوراً مهماً في تقييم صحة الهيكل العظمي ككلّ. وبحسب دراسة أجريت عام 2009، تبين أن النشاط البدني المنتظم، مثل الركض، يعزز كثافة المعادن بالعظام عن طريق تحفيز إعادة تشكيل العظام وتكاثر الأنسجة العظمية المعدنية.
ولا يقتصر تأثير الركض على كثافة المعادن بالعظام فحسب، بل يؤثر أيضاً على سلامة العظام بشكل غير مباشر من خلال التنظيم الهرموني. يتضمن التحكّم الهرموني لإعادة تشكيل العظام استجابة للجري، تفاعلًا معقدًا لعوامل الغدد الصماء مثل هرمون الغدة الدرقية، وهرمون النمو، وفيتامين د، والإستروجين، بالإضافة إلى العوامل الجهازية والمحلية التي تعدل عملية إعادة تشكيل العظام. يوضح هذا التفاعل الهرموني الآليات التنظيمية المعقدة التي تحكم إعادة تشكيل العظام ويؤكد التأثيرات الجهازية والمحلّية للهرمونات على صحة الهيكل العظمي.
أهمية النظام الغذائي
يوفّر الركض حافزاً قوياً لتكيّف العظام، ويكمّله النظام الغذائي المتّبع من خلال تحفيز صحة العظام المثالية. لذا يحرص اخصائيو التغذية والصحّة والخبراء الرياضيون على وجوب استهلاك سعرات حرارية كافية من قبل العدائين، بما في ذلك كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د والمغذيات الدقيقة الأخرى لتحفيز تمعدن العظام. ويعد اتباع نظام غذائي متوازن أمراً إلزامياً لتلبية المتطلبات الأكبر على صحة العظام الناتجة عن النشاط البدني المعتاد.
ولكن في المقابل، ورغم فوائد الركض لصحّة العظام، يجب تحقيق التوازن وتجنب الإفراط في التدريب تجنّباً لأي إصابات وتأثيرات عكسية على حالة العظام، فإذا لم يحصل الجسم على الوقت الكافي للتعافي بين جلسات الجري، قد تحدث إصابات ناتجة عن الإفراط في الاستخدام، مثل كسور الإجهاد.