عطور لا تُعدّ ولا تُحصى تعتلي الرفوف في بوتيكات ديبتيك diptyque، منها ما يفيض بنفحات الأزهار، وأخرى بالأعشاب والفاكهة والخشب والحامض، كلها تخاطب الروح والحواس بتركيبتها الآسرة. لكن هناك عطر واحد يتميّز عن غيره، وينفرد بجوهر خاص. يفيض برائحة، أو بالأحرى بروائح ذكيّة تخاطب الروح. نحن نتحدّث عن تشكيلة عطور TRENTE-QUATRE BOULEVARD SAINT GERMAIN.
مثلما كانت المكتبات في الأيّام الغابرة تفوح برائحة الجلد والشمع الملمِّع والغبار، ومثلما تفوح رائحة الأوراق المتساقطة وجذع شجر القسطل ورائحة الطبشور من ملعب المدرسة، كذلك البوتيك الرئيسي للعلامة ينبض برائحة خاصة به، تتغيّر من موسم إلى آخر، وتشمل رائحة الخشب في الواجهات والرفوف، ورائحة الشمع المنتشرة في أرجاء المحل، وروائح الكحول المختلفة المستخدمة في العطور، فضلاً عن رائحة توابل غريبة تنبعث من السجّاد...
طبعاً استمدّ العطر الجديد وحيه من المصدر ذاته، ومن العنوان نفسه، لكن من حقبة زمنية مختلفة عن العطور السابقة. حملت التوليفة الجديدة مرة أخرى توقيع العطّار Olivier Pescheux، لكنها أتت أعمق ومشرقة أكثر، تفيض رونقاً وفخامةً.
يوحي العطر بنفحات الخشب التي تنبعث من المناضد والواجهات والطاولات المغمورة بأشعة الشمس، وتشمل تركيبته خشب الصندل الهندي الذي يُصفي قاعدة مخملية (حادة) إلى العطور وجاذبية شرقية بوضوح. أمّا فانيليا مدغشقر، الموجودة أصلاً في تركيبة ماء العطر Eau de Toilette ، فتُعزز هذا الشعور الغامر قبل أن تتفتّح على نفحات فول التونكا (البسيطة والموجزة) مع جرعة مركّزة من الكومارين. تُضفي القرفة والقرنفل نفحة توابل آسرة إلى التركيبة.
يأتي العطر ضمن قارورة من الزجاج المدخّن، قعرها ثقيل، ويعتليها غطاء أسود مصمّم من بلاستيك Bakelite. أمّا العلبة فمزدانة بنقشة Basile الهندسية باللونين الأبيض والأسود، التي ابتكرها كريستيان عام 1963. اكتمل التصميم مع الرقم 34 المنقوش على الغطاء البيضاوي.