تشارك المملكة العربية السعودية في بينالي البندقية للمرة الرابعة، وهي في النسخة الستّين منه، تسلّط الضوء على دور المرأة السعوديّة، من لال عمل فنيّ للفنانة منال الضويان التي ستمثّل المملكة خلاله. فهي ستقدّم عملًا فنيًّا نفّذته بعد سلسلة ورش عمل نظّمتها في جدّة والرياض والخبر، أتاحت فيها لأكثر من ألف امرأة وفتاة سعوديّة إيصال أصواتهنّ عبر نشاطات شاركن فيها، بدأت بعرض عناوين حول المرأة السعوديّة كانت نشرتها سابقًا صحف محليّة ودوليّة.
وعن هذه الجلسات قالت منال الضويان: "قمنا بجلسات الغناء وطلبت من النساء أن يتناغمن مع صوت الكثبان الرملية. كان هذا القرب من الأرض عنصرًا مهمًا للغاية بالنسبة لي، وقد طلبت منهم أولاً أن يدندنّ ويتناغمن، ثم يصدرن صوت "آه". "في الجولة الثالثة، جمعت كل رسوماتهنّ، واخترت مجموعة من ستة من كل مدينة وطلبت من التي كتبت النص أن تقرأه في الميكروفون، ومن جميع النساء أن يكرّرنه."
وتعليقًا على مشاركتها، قالت :"أصبحت وسائل الإعلام اليوم، المحلية والغربية، مهووسة بالمرأة العربية، المرأة المسلمة، جسد المرأة. وللأسف، اللغة الموجودة هناك والتي تحدد ما هي المرأة العربية، وما هي المرأة المسلمة، مشوهة للغاية وتأتي من وجهة نظر واحدة، وهي "الأخرى".
أوّل ما سيجذب الزوّار في الجناح، التسجيلات التي سيسمعونها، وهي لنساء يصدرن أصواتًا ترتفع وتنخفض مع وجود طبقات من الكلمات المنطوقة في بعض الأحيان. يتميّز العمل الفنيّ من أربع منحوتات ضخمة من وحي بلورات وردة الصحراء، وهي بلوّرات تتشكل طبيعيًّا عندما يهطل المطر الغزير ويعقبه جفاف شديد في الصحراء. الأشكال، التي تذكرنا تقريبًا بالكثبان الصحراوية نفسها، مصنوعة من رسوم توضيحية وكتابات مطبوعة بالشاشة الحريرية، ومبطَّنة لتشكّل ألواحًا ثلاثية الأبعاد، ومصفوفة مثل الكريستال. باستخدام وردة الصحراء كرمز للمرونة والتحول تحت الضغط، استعانت الضويان بهذا الشكل في مشاريع سابقة، مع إنشاء أكبر نسخة حتى الآن لمدينة البندقية.
ومن بين المنحوتات، اثنتين طُبِعَت عليهما كلمات من المقالات الإخباريّة، مثل “مظلومين ومقموعين ومكتئبين”، وهذا يحثّ من يراها على التفكير بشكل نقديّ في وسائل الإعلام وكيف يمكن لكلمات وصور محدّدة أن يكون لها تأثير على المجتمع الأوسع. على هذا النحو، تمت طباعة المقالات فوق بعضها البعض بلغات مختلفة، وغير مقروءة عمدًا في بعض الأماكن. أمّا المنحوتات المركزيّة،فهي تمثّل ردود فعل النساء السعوديات اللواتي شاركن في المشروع، مع مجموعة مختارة من رسوماتهن المطبوعة على المنحوتة، مما يدحض الادعاءات ويعطين آرائهن الخاصة.
