بدأت مبادرة لوريال-اليونسكو "من أجل المرأة في العلم" قبل 20 عاماً، ومنذ تأسيسها وهي تهدّف إلى تمكين المرأة في مجال العلوم وتسليط الضوء على قيمة إنجازاتها في مجال العلم ويُكرّم البرنامج 5 من العالمات البارعات كل عام. صرحّت لنا الدكتورة سجى فخر الدين عن مجال اختصاصها وأهم الأبحاث التي تعمل عليها حالياً.
تعمل الدكتورة سجى فخر الدين كباحث مساعد في معهد الكويت للأبحاث العلمية وتخرّجت بدرجة بكالوريوس الهندسة الحيوية وبعدها حصلت على الماجيستر والدكتوراه في علوم السرطان بأمريكا عام 2015. تشرح الدكتورة لنا عن كيفية استخدام الموارد البحرية من خلال حلول بديلة تُقلل الاضّطراب البيئي وتعزيز الاستفادة منها. إلى جانب هذا، فهي تهدّف إلى تحديد المصادر المحلّية للمواد النشطة بيولوجياً للحد من الاعتماد على موارد من خارج نطاق منطقة الخليج العربي.
نتعرّف في حوار خاص لنا معها عن آخر الأبحاث التي توصلّت إليها وعن تطلعاتها المُستقبلية.
ELLE Arabia: أخبرينا أكثر عن تعاملكِ مع لوريال –اليونسكو.
الدكتورة سجى فخر الدين: أعلن معهد الكويت للأبحاث العلمية عن هذه الجائزة وتحمسَت كثيراً للمشاركة لأن الجائزة ستوفّر التمويل والتشجيع والدعم للباحثات المُشتركين.
E.A: لماذا اخترتِ أن تخوضي دراستكِ في هذا المجال؟
د.س: هو فعلاً مجال صعب جداً من الناحية العلّمية، وأكثر ما حمسّني للخوض فيه هو نقص الأبحاث من هذا النوع الموجودة في المنطقة العربية. إلى جانب هذا، فهو مجال شامل لعدة مجالات أخرى كالطب والهندسة فلم أضطر لاختيار مجال واحد لأتخصص فيه.
E.A: أشرحي لنا أكثر عن تفاصيل البحث الذي تُشاركي به في هذا البرنامج.
د.س: يتمحور البحث الذي أشارك به حول التطبيق في المياه المحلية، بالأخص مياه الخليج العربي، لاستخلاص مواد لها قيمة حيوية من الناحية الطبيّة أو من الناحية الغذائية أو المواد التجميلية لأن التوجه العام الآن هو استخدّام الموارد الطبيعية لاستخلاص المواد الكيميائية. اهم ما نُركز عليه هو استخدام الموارد الطبيعية الغير مصّنعة. مياه الخليج العربي لها خصائص استثنائية مثل الحرارة العالية التي تصل إليها في فصل الصيف ونسبة الأملاح العالية التي تحتوي عليها. كل هذه الخصائص تُساعد إلى توليد مواد جديدة لأن الكائنات التي تعيش في هذه البيئة تُنتج مواد مختلفة كي تُساعدها على التأقلم في مياه الخليج العربي. إنتاج هذه المواد يتطلب منّا دراستها لنستكشف إذا كان بإمكاننا استخدماها في مواد طبيّة أو تجميلية. حالياً استخلصنا 70 إلى 80 مادة وسأجري بعض الأبحاث لاستكشاف مدى تأثيرها على الخلايا لسرطانية أو في استخراج مواد موجودة تُستخدم حالياً في مجال التجميل من مصدر غير طبيعي وتُستورد من بلاد خارج الوطن العربي.
E.A: تتخصص دراستكِ في مجال الخلايا السرطانية، كيف تقومي بربط هذه الأبحاث بمجال تخصصكِ؟
د.س: من ناحية استخلاص المواد من مياه البحار هناك باحثين أخصائيين في هذا المجال. أنا أقوم بالأبحاث على المواد المُستخلّصة للتعرّف على فوائدها الصحية إذا كان لها دور في مُكافحة خلايا السرطان أو التقليل من تكاثرها ليكون لها نتيجة إيجابية في العلاج.
E.A: أنتِ في أي مرحلة من البحث الآن؟
د.س: لقد قمنا باستخلاص 70 إلى 80 من المكونات ولكننا سنبدأ بعمل الأبحاث الازمة على هذه المكونات قريباً بعد تجهيز المعامل وشراء المُعدات للزمة لإجراء الأبحاث.
E.A: ما هي النصيحة التي تُحبي أن تُقدمّيها لكل امرأة عربية؟
نصيحتي لكل امرأة عربية أن تُحدد هدفاً وتسعى لتحقيقه ولا تدّع أي عوامل خارجية مثل ضغوطات المجتمع لتحبطها أو تعوق من وصولها إلى هذا الهدف.
E.A: ما هي تطلُعاتك الفترة القادمة؟
د.س: سأستمر في مواصلة الأبحاث على مياه الخليج العربي، فنحن الآن نٌركز على خوض هذه الأبحاث على كائن واحد فقط، ولكن بعد ذلك يمكننا استكشاف واستخلاص مواد مفيدة من كائنات أخرى. فأنا أتطلع لتعزيز جهود مختبر التنقيب البيولوجي البحري بتجهيزه مع إمكانية تحليل التسلسل النووي لدي الكائنات الحية المُستخلصة بالإضافة إلى تأسيس أول منشأة لزراعة الخلايا في المهد وتطوير بروتكولات ومقايّسات من اجل تحقيق الاستخدام الأمثل لها. تحليل هذه الكائنات على المستوى الجيني يساعدنا على استخلاص مواد بنفس الخصائص من دون التأثير السلبي على البيئة البحرية.
حاورتها ندى قبّاني