للتشاؤم صور عديدة تختلف على حسب ثقافات الشعوب ومعتقداتهم، فالبعض يتشاءم من الغراب اعتقاداً منهم بأنه علم قابيل كيف يدفن أخاه هابيل بعد قتله فارتبط الغراب بالموت، كما يتشاءم البعض من القط الأسود بأنه يحمل الحظ الأسود وتسكنه الشياطين والجان، أما البومة يعتبرها البعض نذير شؤم على الإطلاق، وهناك اعتقاد بدائي يذهب إلى أن روح الميت تخرج على هيئة طائر البومة لتصرخ حزنا على جسده المدفون في القبر، وفي بريطانيا يعتقد إذا مر الشخص من تحت سلم عليه البصق على حذاءك وحذاري من النظر إليه إلى أن يجف وإلا تبعتهم التعاسة، وغيرهم يتشاءم من المقص المفتوح وسكب الماء الساخن ليلاً، والنعل المقلوب... وفي العالم الغربي يعتقد أن الرقم 13 رقماً مشئوماً، لذا لا يستخدم الرقم على90% من ناطحات السحاب والفنادق في الولايات المتحدة كما لا ترقم طبقاتها وتقفز من 12 إلى 14 – أحيانا يستبدل الرقم 13 بالرقم 12A، وهذا الأمر يشمل المستشفيات حيث لا وجود لغرفة تحمل الرقم 13، وفي فرنسا الحكومة ترقم المنازل لتصل إلى رقم 12 ثم تتجاوز رقم 13. وفي روما القديمة كانت تجتمع الساحرات في مجموعات تضم 12، أمّا الرقم 13 فهو الشيطان. والإسكندنافيون القدماء كانوا يعقدون حبل المشنقة 13 عقدة. وغيرها من المعتقدات حول الرقم 13، ولكن هل فعلاً يتشاءم العرب من الرقم 13؟
يقول المخرج الفلسطيني سعود مهنا: " شخصيا لا أتشاءم من رقم 13 واعتقد أن البشر هم الشؤم بعينه أما الأرقام فهي بريئة ولولا الأرقام ما استطعنا أن نبنى حضارة وثقافة".
لا يتشاءم الفنان والإعلامي علي الصافي من الأرقام، ويفضل الرقم 6 لأنه يقع بين أوسط الأرقام فهو كما يقول إنسان وسطي ومعتدل يتعامل مع الأمور دون الإقلال أو الإكثار، يضيف الصافي: " أنا ضد التشاؤم لأن الرسول ( صلى الله عليه وسلم) وصانا بالتفاؤل وقال: تفاءلوا بالخير تجدوه".
يقول بلال نبيل، بالتأكيد لا أتشاءم، أنا لست من أولئــك اللذين يؤمنون ويصدقون تلك الخرافات والأساطير المتعلقة بالتنبؤات الغير جيدة والتي تقودنا نحوه التشاؤم والاكتئاب! ومن مبدأ الدين الإسلامي الحنيف وقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: ((لا عدوى ولا طيرة)) والطيرة بمعنى "التشاؤم"؛ فقط حثنا على عـدم التشاؤم في الحياة والإسلام، فقد التزمت قاعدة أن لا تشاؤم آتٍ من أمر الله تعالى.
مزاجية الأرقام
تقول رندا نادر: أن الأرقام لا تحدد مزاجنا أو توقعاتنا المستقبلية على العكس تماماً طبيعة الإنسان وطموحة وانجازه لذاته هي من تحدد مستقبلة، وبالتالي فإن رقم التشاؤم لا يعني شيء، وإذا كان الإنسان أسير للخرافات بالتالي هذه الخرافات سوف تؤثر عليه، من هنا أؤمن بالأرقام والانجاز، ويقال أن الأرقام الفردية تجلب الحظ وهذا ليس بالضروري، على سبيل المثال لكل دولة رقم مميز فمثلاً في روسيا يتفاءلون بالرقم 9، وهذا بالنهاية هذه معتقدات وخرافات".
الاقتران الشرطي للتخلص من التشاؤم
كيف نتخلص من التشاؤم؟ يجيب طالب خزعل طبيب علم النفس، ويقول: إن التشاؤم قبل البدء بالعمل يحبط السلوك والدافع " الإثارة" وهذا إما تكون إيجابية أو سلبية على حسب دافعية الشخص، من هنا يستطيع الإنسان التغلب على هذا التشاؤم بنفسه على سبيل المثال، الإكثار من الصلاة والصدقة وقراءة القرآن، وقال تعالى: )ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير، لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ). كما يستطيع الإنسان التخلص من التشاؤم عن طريق الاقتران الشرطي بين المحب واللامحب. على سبيل المثال، اسم " فيروز" يدل على الصوت العذب والشخصية الجميلة والزمن الرائع فإذا اقترن اسم فيروز بالرقم يصبح عندها رقم محب.
حقيقة الرقم 13
ثمة آراء عديدة حول سبب التشاؤم من الرقم 13، إلا أن ياسين الزبيدي، ماجستير علوم حاسبات ومتخصص في معالجة صور الأقمار الصناعية (GIS) وأستاذ جامعي بدولة الإمارات العربية المتحدة يرجح الرواية التي تقول بان السبب متعلق بعدد تلاميذ أو رسل السيد المسيح، فكما هو معروف فان عدد الرسل هو 12، واحد منهم هو يهوذا الإسخريوطي الذي وشى بالسيد المسيح مقابل ثلاثين قطعة من فضة، وقد تم استبداله برسول آخر، وقد وعُـد يهوذا التلميذ رقم 13، ومن هنا جاءت فكرة التشاؤم من هذا الرقم لأنه يذكّر بالخيانة والكذب وانهزام الذات.