كان لELLE عربيّة فرصة إجراء حوار عفوي مع نينا أوبهي Nina Ubhi ،والتي هي من أصول بريطانية. فافتتحت خبيرة المكياج وسفيرة الجمال العالمية، أول صالون تجميل خاص بالمكياج والعناية بالشعر في لندن، حيث قامت بتدريب أكثر من 3000 خبير مكياج، وكانت قد عملت جنباً إلى جنب مع خبيرة المكياج التي تهتم بجمال عارضة الأزياء العالمية كايت موس.
وتقيم حالياً في دبي وتقوم بتنظيم دورات تدريبية لتعلم المكياج في المنطقة، كما أنها بصدد التخطيط للتوسع في دبي من خلال افتتاح أول صالون تجميل خاص بها.
شاركت مؤخراً في لجنة التحكيم ضمن فعاليات حفل توزيع جوائز الجمال Beauty Awards وقد اشتهرت بكونها خبيرة في مجال الكونتورينغ ورسم الحواجب. كما أنها تقوم بصورة منتظمة، بكتابة مقالات خاصة بقسم الجمال في عدد من الصحف المكتوبة.
Elle Arabia: أخبرينا عن بداياتك
Nina Ubhi: بدأت مشواري في مجال الماكياج وأنا في الـ 15 من العمر بعد عرض الأزياء لفترة وجيزة. أدركت في تلك المرحلة أنّ قوّتي تكمن في الوقوف وراء عدسة الكاميرا لرتوشة الماكياج وليس في الوقوف أمامها. أذكر بوضوح كيف كنت أرتوش ماكياجي قبل التقاط الصور! أصبح الأمر هواية نالت اهتمامي ومن ثمّ شغفت بها وتحوّلت إلى مهنة بعد أن اشترت لي جدّتي أوّل عدّة ماكياج. وبما أنّني ترعرعت في كنف عائلة تضع العلم نصب عينيها، كان والداي يصرّان على ضرورة أن أكمل دراستي وأصبح "محترفة"، شعرت بأنّ عليّ أن أثبت لهما أنّ بإمكاني تحويل هذه الهواية إلى مهنة مربحة. يفخران بيّ جدًّا اليوم وأعتقد أنّ ذلك يعود إلى عدم استسلامي على إطلاق وإلى رغبتي في التطوّر. إنّهما الآن أهمّ مشجعيّ!
Elle Arabia: من المملكة المتحدة إلى دبي... أخبرينا عن تجربتك وعمّا علّمك إيّاه كلّ بلد؟
Nina Ubhi: وُلدت وترعرعت في المملكة المتحدة، في واندسوورث جنوب لندن على وجه التحديد ومن ثمّ انتقلت إلى ريدنغ، غرب لندن عندما كنتُ في الـ 13 من عمري وبقيت هناك حتّى تعرّفت إلى زوجي وانتقلنا معًا إلى وكينغهام. لطالما شعرتُ بأنّ قدري هو الاستقرار خارج المملكة المتحدة وقد وقعت في غرام دبي عندما زرتها في عام 2007. انتقلت بعدئذ برفقة زوجي إلى دبي في أغسطس 2015 بعد أن أقمتُ زفافي على الشاطئ هنا في العام 2013. لذلك لطالما كانت دبي عزيزة على قلبينا! تعلّمت فنّ الماكياج في المملكة المتحدة. علّمت نفسي بنفسي وذاع صيتي في المجال بفضل المجلّات والأعمال المطبوعة. أهمّ ما علّمتني إيّاه المملكة المتحدة هو أنّ لندن قد تكون إحدى عواصم الموضة في العالم ولكنّها لم تكن بالتأكيد إحدى عواصم الماكياج. شعرتُ أنّني بلغت القمّة في مجالي وأردت أن أتطوّر أكثر وهذا أحد أسباب انتقالي إلى دبي. أعشق وجوهًا كثيرة من أوجه دبي ولكن أهمّها أنّ السماء هي الحدود. يجعلك جوّ دبي تؤمن أنّ بإمكانك تحقيق كلّ ما تحلم به. أشعر أنّ دبي هي إحدى عواصم الماكياج في العالم. يكفي أن تقصد دبي مول في أيّ وقت نهارًا أم ليلًا وسترى سيّدات يتنزّهن وهنّ متزيّنات بماكياج وجه كامل موضوع بحرفية عالية. بإيجاز، علّمتني لندن حرفتي وتعلّمني دبي كيف أرتقي سلّم التطوّر.
Elle Arabia: ما هي آخر صيحات موضة الماكياج حاليًّا؟
Nina Ubhi: لدى رسوم محدّد العيون المبدعة شعبيّة واسعة وتزيد اللمسات الفنّيّة فيها. أفضّل شخصيًّا الإطلالة الكلاسيكيّة لذا لن أعتمد هذه الإطلالة قريبًا! كما تلقى العيون السموكي والشفاه الداكنة اللون ( ليس بالضرورة معًا) رواجًا الآن. أحبّ إطلالة العيون السموكي وأعتبر مزج الألوان حتّى تتداخل بشكل مثالي من نقاط قوّتي لذا بدأت أمهّد لهذه الإطلالة مع درجات ألوان مختلفة على العينين. كما أخذت الشفاه الماتية حصّتها من النجاح ولكن ستعود موضة الشفاه اللمّاعة كما أطلّت عارضات كريستيان ديور في أسبوع الموضة.
Elle Arabia: ما الفرق بين أساليب ماكياج المرأة الشرقيّة والمرأة الغربيّة؟
Nina Ubhi: ثمّة فارق كبير بين هاتين الثقافتين. لاحظت بما أنّني عشت في كنفهما، أنّ أسلوب الماكياج الغربي أنعم بكثير ويعطي انطباعًا بأنّه بالكاد يُلاحظ. لن تري مثل هذه الإطلالات التي "بالكاد تُلاحظ" هنا في دبي! أشعر أنّ المرأة في دبي تتزيّن بالماكياج أكثر وتفضّل إطلالات العيون الجريئة التي أعشقها. مع ذلك أحبّ من حين إلى آخر أن أطلّ بلا ماكياج عيون ولكن مع أحمر شفاه لافت. أشعر أنّ المرأة في الثقافة الغربيّة يمكن أن تتخطّى زينتها فكرة التبرّج، لذا لا تشعر بحاجة إلى وضع الكثير من الماكياج. أمّا المرأة العربيّة فتصبّ اهتمامها على معالم الوجه. حاولت أن أسدّ هذه الهوّة بإضفاء لمسة من الخفّة على فنّ الماكياج هنا في دبي وذلك بعرض إطلالات مثاليّة وإنّما من دون طبقات ماكياج متشقّقة.
Elle Arabia: من أكثر نجمة يليق بها الماكياج من بين كلّ المشاهير (العرب والأجانب)؟
Nina Ubhi: أعتقد أنّ ماكياج معظم النساء يناسب وجوههنّ. يبدو أسلوب الماكياج نفسه مختلفًا على كلّ امرأة. ولكن أحبّ ماكياج جنيفر لوبيز فهو أنيق وناعم وإنّما يظهر جمالها كما يعجبني تزيين العينين باللون البرونزي وهي ملكة هذه اللمسة! أعتقد أيضًا أنّ منى أبو حمزة تبدو جميلة على الدوام. يناسبها ماكياجها تمامًا وليس مبالغًا فيه على الإطلاق.
Elle Arabia: من أفضل خبير ماكياج ولماذا؟
Nina Ubhi: أضع شخصيًّا قلّة متنوّعة في مصاف خبراء الماكياج لأسباب عدّة. أعتبر بات ماك غارثي إلهامًا لي. إذ لم يتراجع إبداعها على مدى العروض التي تولّت فيها تزيين العارضات. وما زالت مستحضراتها حتّى آخر إصداراتها الجديدة، تعكس إبداعها. كما أنّني معجبة بشارلوت تيلبوري فهي خبرة ماكياج متميزة تمكّنت من تحقيق حلم كلّ خبير ماكياج وهو إطلاق مجموعة مستحضرات تجميل معتمدًا على براعته.
Elle Arabia: يقدّم مدوّنون كثر دروسًا في التحديد ووضع الماكياج، ما تعليقك على ذلك؟
Nina Ubhi: أنا خبيرة ماكياج أوّلًا ومدوّنة ثانيًا. تخصّصت في الماكياج منذ أن كنتُ في الـ 15 من العمر كما ذكرت آنفًا وحقّقت الكثير ونلت جوائز عديدة في هذا السياق. وبما أنّني فهمت التقنيّات وبرعت فيها، بدأت أكتب عنها وأشاركها مع باقي العالم. استعملت أنواع مستحضرات ماكياج عدّة على وجوه ذات أشكال ودرجات ألوان وأنواع بشرة مختلفة وفي مناسبات عديدة. كلّها كانت فريدة وتناسب الشخص. أشعر أنّني أتمتّع بالخبرة اللازمة لمشاركة مهاراتي ومعرفتي مع العالم.
أودّ الإشارة إلى أنّ بعض المدّونين هم مدوّنون أوّلًا وخبراء ماكياج ثانيًا. بعبارة أخرى، إذا أردت أن أتعلّم كيف أقود بسرعة في حلبة، سأشاهد فيديو توضيحي لسائق فورمولا 1. لديه المصداقيّة والخبرة بحيث يمكنني أن أتبع نصائحه. لن أستطيع الوثوق بشخص لم أسمع اسمه في المضمار مهما كانت مدوّنته أو مقاطع الفيديو جيّدة. إذا أردنا تطبيق ذلك على الماكياج، فإن أردت مشاهدة فيديو توضيحي عن الماكياج، يجب أن تجدي خبير ماكياج تستطيعين الوثوق به لتتعلّمي منه وليس أيّ شخص يبرع في وضع الماكياج لنفسه. أعتبر الشخص القادر على وضع الماكياج لنفسه موهوبًا بالطبع. ولكن أرتاح أكثر للأخذ بنصيحة خبير تجميل زيّن وجوهاً لا تُعدّ ولا تُحصى ولديه خبرة ذات ثقل في هذا المجال.
Elle Arabia: ما هو سرّ النجاح؟
Nina Ubhi: أعتقد أنّ سرّ النجاح ألّا يكون هو الهدف. أعمل ما بين 12 و14 ساعة في اليوم، 6 (وأحيانًا 7) أيّام في الأسبوع وأفعل ذلك لأنّني أحبّ عملي ويمتعني وهو شغفي. أدرك أنّ بمقدوري تغيير شكل الشخص وشعوره تجاه نفسه ويغمرني ذلك بالفرح. كما أحبّ تعليم خبراء الماكياج الناشئين مهارات تطلّب صقلها أيّاماً وأسابيع وشهوراً وسنين. الحياة أقصر من ألّا نساعد الآخرين في تحقيق أحلامهم وصدّقيني حينما أخبرك أنّ بعض الأشخاص الذين ساعدتهم طعنوني في الظهر ولكن لا يمنعني ذلك من مساعدة الآخرين. أؤمن بالله وبأنّ الخير الذي أقوم به سيعود عليّ بالخير.
Elle Arabia: من قدوتك؟
Nina Ubhi: لديّ عدد من القدوات كلّ لسبب مختلف، لم أستطع اختيار شخص واحد. بعضهم تخطّوا كلّ الحدود وأثبتوا أنّ المرأة قادرة على تحقيق ما تصبو إليه إذا ما حزمت أمرها وبعضهم بدؤوا من الصفر فعلًا وارتقوا سلّم النجاح خطوة بخطوة. أطمح أخيرًا إلى أن أصبح امرأة يتطلّع الآخرون إليها في عالم الجمال وتتميّز بالنزاهة والتواضع.
Elle Arabia: ماذا عن خططك المستقبليّة؟
Nina Ubhi: لديّ مؤسّسة في المملكة المتحدة علّمت فيها طلّابًا ووضعت الماكياج ولديّ وكالة تجمع خبراء الماكياج الذين تدرّبوا على يدي وما زلت أرسلهم تلبية لحجوزات تمّت بفضل اسمي وعلامتي. أعمل حاليًّا على تعديل نموذج عملي بما يتناسب مع سوق الإمارات العربيّة المتحدة بحيث أستفيد من نقاط قوّتي والشهرة التي حقّقتها. جئت إلى دبي كي أتطوّر كشخص وكفنّان وكرائد أعمال فهي المنصّة المثلّى لمساعدتي على تحقيق ذلك. أنطلق بإعطاء صفوف متقدّمة وأتبعها بصفوف تلائم الصيحات السائدة في دولة الإمارات. لديّ خطط أخرى تتبلور حاليًّا وأفضّل ألّا أكشف عنها الآن ولكن لديّ مهمّة متمثّلة بأن أحقّق نجاحًا باهرًا ليس هنا فقط وإنّما في العالم!
Elle Arabia: ما هي رسالتك في الختام لكلّ امرأة ولكلّ قرّاء مجلّة ELLE؟
Nina Ubhi: يشرّفني فعلًا إجراء هذه المقابلة وأن تقدّر آرائي مجلّة على مستوى ELLE. لطالما وثقت بنفسي وقد أوصلتني هذه الثقة إلى ما أنا عليه اليوم. لذا أقول لكل امرأة ثقي بحدسك وأحبّي ما تفعلينه فالحياة أقصر من أن تقبلي بما لا يُمتعك وثقي بأنّ الأمور ستسير كما تتمنّين، هذا ما يحصل دائمًا!