ترتبط الثّرثرة في معظم المجتمعات بالنّساء، وتعتبر من الصّفات غير الحميدة في المجتمع، لأنّها إضاعة للوقت ومضّرة بسمعة الآخرين.
لكنّ الدّراسات الحديثة أثبتت أنّ الثرثرة مع العائلة والأصدقاء مفيدة للصّحة وتلعب دور في توطيد الصّلات مع الآخرين. هل هذا صحيح؟
نعم. وفقاً لما نشرته صحيفة "الديلي ميل" البريطانيّة، فقد توصّل باحثون إيطاليون بعد دراسات عديدة تم إجرائها على مجموعة من النّساء، إلى أنّ "القيل والقال" يزيد من نسّبة إفراز هرمون الحب، ممّا يحسن مزاج المرأة ويشعرها بالسّعادة.
بحسب الدّراسات إنّ دماغ المرأة أثناء الثّرثرة وتبادل أخبار الآخرين مع أصدقائها أو عائلتها، يفرز كميّات كبيرة من هرمون الإكسيتوسين Oxytocin المعروف ب"هرمون الحب" مقارنةً مع مستويات إفراز هذا الهرمون في ظل المحادثات العادية. والجدير بالذّكر أن الإكسيتوسين Oxytocin هو نفس الهرمون الذّي يتم إفرازه أثناء ممارسة العلاقة الحميمة.
كما أوضحت الدّراسات أنّ معدلات ضربات القلب للنّساء اللواتي شملتهم الدّراسة، ارتفعت لدى رؤيتهم لأشخاص يقومون بتصرفات سيئة، إلا أنّها عادت لطبيعتها عندما كانوا قادرين على إخبار الآخرين بما شاهدوا.
إنّما أكد الباحثون الذين قاموا بهذه الدّراسة أنّ النّتائج التي تم التوّصل إليها لا تعني التّشجيع على النميمة والثّرثرة، إلّا أنّها توضح مدى شعورنا بالسّعادة والقرب من الآخرين بعد قيامنا بذلك، بمعنى أنّ الثّرثرة جيّدة للدّماغ، ولكنّها في المقابل سيئة جداً للمجتمع، وقد يتم نبذ الأشخاص بسبب اللذين يقومون بمثل هذا الأمر.