تعانق جيسيكا عايدي فيراتي لحظاتها في دائرة الضوء، عاكسةً مسيرتها ومجسّدةً الثقة والفخر الثقافي. في أحدث مجموعة من Burberry لربيع وصيف ٢٠٢٥، تحتفل باتحاد التراث الخالد والحداثة الجريئة.
ما الذي ألهمك لمتابعة عرض الأزياء بعد دراسة الاقتصاد والأعمال؟
لطالما كانت الموضة والجمال محطّ اهتماماتي الشخصية الرئيسية، لذلك عندما أتيحت لي الفرصة لبدء عرض الأزياء، كان هذا تحقيقاً لرغبتي في استكشاف مجال إبداعي حيث يمكنني استخدام التعبير عن نفسي وتطوير الجانب الفنّي لشخصيتي. كما أصبح ذلك بمثابة نقطة انطلاق لإنشاء علامتي التجارية الشخصية باستخدام مهاراتي في التسويق والأعمال.
معطف للسيارة بسحّاب من خليط الفيسكوز مطبوع بأزهار دايزي بلون Eccles، حقيبة Messenger بمشبك B كبيرة جداً من الجلد السويدي بلون Sweep، كلّه من Burberry.
انطلقت مسيرتك المهنية بسرعةٍ كبيرة، وفي مدينة نيويورك! إن عدت إلى تلك الفترة في الولايات المتحدة، ما هي المشاعر أو الذكريات التي تتبادر إلى ذهنك؟ وما هي الدروس التي رسخت؟
أذكر اليوم الأول الذي وطأت فيه قدماي الجادة الخامسة في مدينة نيويورك ـ كان مستوى الإثارة والطاقة الذي شعرت به لا يوصف. المدينة نابضة بالحياة وأرض الفرص التي لا نهاية لها. كنت مليئة بالطموح والرغبة في النجاح. لقد كانت تجربة فريدة تشعرني الآن ببعض الحنين. وكانت أفضل الذكريات هي التجارب الثقافية ـ مشهد الطعام والفنّ والأزياء ـ ولكن أيضاً أخلاقيات العمل الأميركية. كمن يقول لك، إن كنت تريدين شيئاً، فاذهبي وخذيه! لقد أحببت الطريقة التي يمنحك بها الأميركيون فرصة لتنجح حتى دون أن يعرفوك. الدروس الرئيسية التي تعلّمتها هي أنّ المثابرة تؤتي ثمارها إذا بذلت جهداً متسقاً، حتى في مواجهة الرفض والنكسات. التواصل أيضاً مهم بشكلٍ لا يصدّق، خاصةً في مدينة تنافسية مثل مدينة نيويورك. وأخيراً، تعلّمت أن أقدّر مسيرتي دائماً، سواء كان ذلك لتحقيق أهداف كبيرة أو مجرّد السعي وراء النمو الشخصي ولحظات الفرح الصغيرة. لقد ساهم الوقت الذي أمضيته في الولايات المتحدة في تحويلي إلى نسخة أقوى وأكثر ثباتاً من نفسي.
ما هو أكثر ما يعجبك في وجودك في الدوحة الآن والعمل في الشرق الأوسط؟
التعامل مع ثقافة جديدة. قطر، مثل العديد من دول الشرق الأوسط، هي مزيج من التقاليد والحداثة. رحّب بنا الناس بأذرع مفتوحة وساعدونا على الشعور بأنّنا في منزلنا، بعيداً عن منازلنا. الدوحة مكان ملهم للعيش، حيث تحتلّ الثقافة ـ سواء كانت فنّاً، أو رياضة، أو ابتكاراً ـ مكاناً مهماً، وأنا أحبّ ذلك. يجذب الشرق الأوسط قوى عاملة متنوّعة وعالمية، مما يوفّر فرصاً لا مثيل لها للتواصل والتعاون. لقد التقيت بالعديد من الأشخاص الملهمين من خلال رحلاتهم. وكما يقولون جميعاً: بمجرّد أن تتذوّق طعم الشرق الأوسط، فلن تعود أبداً (إلى بلادك). دعونا نرى!
فستان من حرير التفتا بلون Cellar، صندل Wave من الجلد المنسوج Burberry Check بلون القطن، والفضّة والكونياك، أقراط Shield من الفضّة، قلادة Shield من الفضّة والأونيكس، كلّه من Burberry.
ماذا يعني لك أن تكوني نجمة غلاف ELLE Arabia لشهر فبراير مرتديةً Burberry في هذه اللحظة من حياتك المهنية؟
يمثّل هذا علامة فارقة في مسيرتي المهنية. أنا فخورة جداً بخلفيتي الشمال إفريقية، والآن باعتباري مقيمة في الشرق الأوسط، فإنّ كوني نجمة غلاف ELLE Arabia لشهر فبراير يعني لي الكثير. أنا فخورة بتمثيل ثقافتي وإلهام المواهب من المنطقة لتحقيق أحلامهم. ولا شكّ أنّ العمل لهذا الغلاف وجلسة التصوير بالشراكة مع Burberry هو دليل تقدير لي واعتراف بي. فعلامة Burberry، تمثّل بالنسبة لي التراث والابتكار معاً. إنّها مرموقة بشكلٍ لا يصدّق.
صندل Wave من الجلد المنسوج Burberry Check بلون القطن، والفضّة والكونياك، كلّه من Burberry.
من أو ما الذي يلهمك بينما تواصلين تطوير منصّتك في المنطقة؟
يتمتّع الشرق الأوسط بالعديد من النماذج التي يحتذى بها في مجالات الموضة، والأعمال، والأعمال الخيرية، والذين يستخدمون أصواتهم وقوّتهم لكسر الحواجز. مصدر إلهامي يأتي من المجتمعات الداعمة، وتشجيع الجماهير المحلية، وإبداع جيل الشباب وشغفه بإعادة تعريف المعايير. إنّ رؤية الشرق الأوسط وهو ينهض كمركز ثقافي، واقتصادي، وإبداعي يلهمني للمساهمة في سرده المتطوّر. أريد أن أنمو، وأتحدّى نفسي، وأن أصنع تأثيراً ذا معنى في المنطقة.
كيف يمكنك التوفيق بين الجانب الإبداعي لعرض الأزياء والجانب التجاري لهذه الصناعة؟
بالنسبة لي، يعدّ تحقيق التوازن بين الجوانب الإبداعية والتجارية لعرض الأزياء عملية مستمرّة تتطلّب الانضباط والعاطفة والتفكير الاستراتيجي لتحقيق النجاح على المدى الطويل. فكلّ عارضة أزياء ليست مجرّد عارضة، بل هي بحدّ ذاتها علامة تجارية شخصية تحدّدها صورتها، وأسلوبها، وقيمها. من خلال فهم كيفية عمل الصناعة من جميع الجوانب، يمكنك الاستثمار في نفسك وإطلاق العنان لإبداعك. يتضمّن ذلك تعلّم أساسيات الصناعة، وكيفية التفاوض، وبناء علاقات قوية مع المتخصّصين في هذا المجال، أو طلب الإرشاد من أولئك الذين أتقنوا هذه الجوانب. في الوقت الحاضر، من المهم أيضاً البقاء منفتحة على الصيحات الجديدة والتطوّر مع سرعة التغيّر التي تميّز هذه الصناعة، خاصةً مع التقنيات والمنصّات الجديدة.
سترة من مزيج القطن بقصّات متقاطعة باللون الأبيض الفاتح، سترة جيرسيه من النايلون والقطن باللون الأسود، تنورة ماكسي ذات طيّات من الفيسكوز باللون الأسود، قبقاب Potter من الجلد بلون Loch، حقيبة Messenger بمشبك B من الجلد متوسّطة الحجم باللون الأسود، خاتم من الزجاج الملوّن مطلي بالفضّة والذهب، كلّه من Burberry.
ما هي المفاجأة غير المتوقّعة في حياتك المهنية كعارضة أزياء؟
كانت صورة الغلاف الأولى التي التقطها لي كارل لاغرفيلد هي أكثر اللحظات غير المتوقّعة في مسيرتي المهنية في عرض الأزياء. كانت تلك أول جلسة تصوير لي، وحصلت عليها من خلال اختيار العارضات في الشوارع. لم يكن لدي بعد وكالة أو وكيل أعمال في ذلك الوقت، إذ كان عمري ١٩ عاماً ولم أكن أعرف شيئاً عن الموضة. أتمنّى أن أعود إلى ذلك اليوم لأقدّر كلّ ثانية وأعانق السيد لاغرفيلد مرّة أخرى لأقول له شكراً من أعماق قلبي. من دون أن أعلم، فتح لي الباب لدخول عالم الموضة.
فستان من حرير التفتا بلون Cellar، صندل Wave من الجلد المنسوج Burberry Check بلون القطن، والفضّة والكونياك، أقراط Shield من الفضّة، قلادة Shield من الفضّة والأونيكس، كلّه من Burberry.
كيف ترين تطوّر مشهد الموضة العربية خلال السنوات القليلة المقبلة؟
تشهد ساحة الموضة العربية تحوّلاً ديناميكياً للغاية، حيث يمتزج تراثها الثقافي الغني مع الابتكارات الحديثة. أعتقد أنّها ستكتسب المزيد من الاعتراف على الساحة الدولية. تضع العديد من المدن في الشرق الأوسط نفسها كمراكز أزياء رئيسية من خلال استضافة الأحداث الدولية مثل أسابيع الموضة، ومهرجانات الأفلام، وعروض الرحلات البحرية. ونشهد أيضاً موجة جديدة من المصمّمين العرب الذين يتعاونون مع العلامات التجارية العالمية والمشاهير، مما يُكسبهم المزيد من الشهرة. يتمّ تسليط الضوء بشكلٍ متزايد على الدول العربية، مما يمهّد الطريق للتعاون المستقبلي. أصبح مشهد الموضة أكثر شمولية، حيث كسرت عارضات الأزياء، والشخصيات المؤثّرة، والمشاهير العرب الحواجز وضمنت تمثيلاً رائعاً في الحملات العالمية كما على منصّات العرض، وأغلفة المجلات.
ما هي الصورة النمطية التي يُساء فهمها أكثر في رأيك عن الشرق الأوسط؟
إحدى أكثر الصور النمطية التي يُساء فهمها عن الشرق الأوسط هي الافتراض بأنّ المنطقة متجانسة، وتحدّدها ثقافة واحدة، أو نمط حياة، أو منظور واحد. في الواقع، يتميّز الشرق الأوسط بالتنوّع بشكلٍ لا يُصدّق، حيث يضمّ العديد من اللغات، والتقاليد، والتاريخ، والأديان. هناك فكرة خاطئة أخرى تتعلّق بدور المرأة. وبطبيعة الحال، هناك تحدّيات، ولكن العديد من النساء في المنطقة هنّ من القائدات، ورائدات الأعمال، وكذلك في السياسة، والأعمال التجارية، والفنّ. في السنوات الأخيرة، واصل العديد من دول الشرق الأوسط الضغط والدفع إلى الأمام من أجل تمكين المرأة.
سترة من مزيج القطن بقصّات متقاطعة باللون الأبيض الفاتح، سترة جيرسيه من النايلون والقطن باللون الأسود، تنورة ماكسي ذات طيّات من الفيسكوز باللون الأسود، قبقاب Potter من الجلد بلون Loch، حقيبة Messenger بمشبك B من الجلد متوسّطة الحجم باللون الأسود، خاتم من الزجاج الملوّن مطلي بالفضّة والذهب، كلّه من Burberry.
ما هي الخطوة التالية بالنسبة لك؟ هل هناك أي مشاريع أو خطط جديدة أنت متحمّسة لمشاركتها؟
مع مرور الوقت، أشعر برغبة متزايدة في بذل المزيد من أجل الآخرين. أنا شغوفة بشدّة بحقوق الأطفال والنساء. بعد قضاء سنوات عديدة في بناء مسيرتي المهنية وصورتي كعارضة أزياء، أريد أن يكون لهذه الصورة صوت يساعد في كسر الحواجز. أشعر بالحاجة إلى إعطاء معنى أعمق لعملي من خلال الدفاع عن أولئك الذين لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم أو النضال من أجل حقوقهم.
سترة من القطن بسحّاب مع حزام بلون Sail، قميص مخطّط من الحرير بأكمام قصيرة بلون Clam، بنطلون Capri من القطن بلون Quartz، صندل Twine من الجلد بلون Adder، أقراط Shield Slim مطلية بالذهب، خاتم من الزجاج الملوّن مطلي بالفضّة والذهب، كلّه من Burberry.
الملابس الخارجية...
سترة سوداء، بنطلون جينز أزرق فاتح وجزمة.
بعد يومٍ حافل...
أحبّ الركض على جهاز المشي مع الموسيقى الصاخبة، والغناء، والجري بأسرع ما يمكن للتخلّص من التوتّر.
لا أستطيع مقاومة...
كلّ أنواع الشوكولا وما يتعلّق به.
معطف للسيارة بسحّاب من خليط الفيسكوز مطبوع بأزهار دايزي بلون Eccles، فستان من الحرير المضلّع بكشكشة بلون Wisteria، صندل من الجلد بلون Clay، حقيبة Messenger بمشبك B كبيرة جداً من الجلد السويدي بلون Sweep، كلّه من Burberry.
الوجهة المثالية لعطلتي...
هي إيبيزا للاستمتاع بالشمس، والأطعمة المختلفة، والأجواء.
يلهمني في الدوحة...
متحف الفنّ الإسلامي الذي يعكس الحداثة والتقاليد.
أفضل هدية تلقّيتها مؤخّراً...
هي رسمة من ابنة أخي تقول إنّني أفضل عمة على الإطلاق!
------------------------
تصوير: Amer Mohamad
تنسيق: Sarah Ruxton
خبيرة الماكياج: Sonia Abad
تصفيف الشعر: Dani Hiswani
تصوير فيديو: Augusta
ساعد في الفيديو: James
عارضة الأزياء: Jessica Aidi
