بالنسبة لربيع وصيف ٢٢، تسافر بنا ماكس مارا Max Mara جميعاً إلى صيف أوروبي أيّام الـ Beatnik بحيث نرتدي كلّنا ملابس العمل الكلاسيكية بأناقة فائقة، وهي قصيدة تكريم يقدّمها المدير الإبداعي إيان غريفيث Ian Griffiths للكاتبة المسرحية الفرنسية الشهيرة فرانسواز ساغان. هنا، يكشف إلى Elle Arabia عن تلك المتمرّدة الجديدة وغير المألوفة التي تخصّه، وعن الإلهام وراءها ولماذا ينبغي علينا أن نسارع جميعاً إلى ارتداء ملابس مفكّري ومثقّفي جيل الـ Beat Generation هذا الصيف.
ELLE Arabia: ما الذي تحبّه في تصميم الملابس النسائية؟ وهل سبق وأعجبك أيّ تخصّص آخر؟
إيان غريفيث: في الحقيقة بدأت بتخصّص آخر. الهندسة المعمارية. وما زلت أحبّ الهندسة المعمارية لكنني انتقلت إلى تصميم الأزياء لأنني انجذبت إلى فوريتها واستجابتها لما يحدث في العالم: فإذا بدأت اليوم في تصميم مبنى، فقد لا يتحقق قبل سنوات عديدة، ولكن إن صمّمت معطفاً، فسيظهر في الشوارع في غضون عام تقريباً. هذا ما جذبني إلى الموضة النسائية عندما كنت طالباً، ولكن ما أبقاني فيها هو الارتباط بنفسية المرأة التي ترتدي الملابس. بعد مرور ما يقارب ٣٥ عاماً، بإمكاني أن أقول أنني تعرّفت على امرأة Max Mara جيداً وصرت أعرفها فعلاً. أفكر فيها كصديقة، لذلك بالطبع أريد دائماً الأفضل لها، ولن أتخلى عنها أبداً... لكنّني ما زلت أشعر بإلفة مع العالم المعماري، والذي يمكنني بالطبع الانغماس فيه من خلال مشاركتي في مشاريع متاجرنا. وقد مكّنني مشروع Whitney Bag الخاص بنا والذي نقوم به بالتعاون مع Renzo Piano Building Workshop، من العمل مع أحد أعظم المهندسين المعماريين والأفضل على الإطلاق على مرّ العصور.
ELLE Arabia: أنت تعبّر دائماً عن اهتمام كبير بالأدب والعمارة ولكن أيضاً بالفن. كيف تجيد الرّبط بين هذه القطاعات عندما تفكّر في مجموعاتك؟
إيان غريفيث: تستكشف كل مجموعة أقوم بتصميمها موضوعاً أو فكرة، ويمكن أن تكون المصادر متنوعة تماماً، على الرغم من أنّ الفن والعمارة والسينما هي مصادر إلهام ثابتة إلى حدّ ما. لكن الإلهام الأساسي دائماً هو امرأة Max Mara. إنّها دائماً حاضرة في ذهني وبالي عندما أعمل على مجموعة، لذلك أفكّر في كلّ هذه الموضوعات المتنوعة وأربطها بها. أفكّر في ماكس مارا باعتباره سرداً مستمراً وكل مجموعة تمثّل فصلاً جديداً في القصة التي تتكشّف. لدي فضول دائم لمعرفة إلى أين سيقودني ذلك.
ELLE Arabia: كيف تحافظ على هويّة تصميمات Max Mara أثناء ابتكار وتطوير المجموعات الجديدة؟
إيان غريفيث: من جديد، المرأة التي ترتدي Max Mara هي المفتاح؛ هي التي تقود حداثة العلامة التجارية. أركّز عليها وأبحث عن الإلهام الذي يستبق مزاجها وذوقها المتغير. أنا أفكّر في تلك المرأة لفترة طويلة، وأنا أعرفها جيداً، كما أنّ تراث الشركة وهويّتها هما جزء من هويتي الخاصة... أعتقد أنّني أعمل على التنظيم الذاتي تلقائيّاً.
ELLE Arabia: تنقلنا مجموعة ربيع وصيف ٢٢، وتعيدنا إلى عالم صيف الخمسينيات أيّام المؤلفة فرانسواز ساغان. كيف تصف هذه المرأة المتمرّدة، من الطبقة الوسطى، وما علاقتها بروح مجموعة Max Mara لربيع وصيف ٢٢؟
إيان غريفيث: أعطانا الوباء طعم الحجْر وتعلّمنا جميعاً كيف نكتشف مساحاتنا الداخلية، حريتنا الداخلية. هذا الشعور بالحرية الذّهنيّة هو سمة مركزية للفلسفة الوجودية، لذلك اكتشفت أنّ الوجودية كانت نقطة بداية جيدة للمجموعة. كانت فرانسواز ساغان تقف على الحافّة الضيقة لأسلوب "البيتنيك" لناحية لباسها، وكان هناك دائماً تلميح إلى المتمرّدة التي فيها، لكن وُصفت بأنّها "شخصية وجودية في الفنادق الفخمة" لأنّها كانت تحبّ قضاء الوقت في الأماكن الذكية، وقيادة السيارات الباهظة الثمن وما إلى ذلك. كان من المفترض أن يكون المصطلح ازدرائياً بعض الشيء، لكنني أشعر حقاً بالإلهام لمجرّد فكرة أنّ المرأة تريد أفضل الأشياء في الحياة، ولكن بشروطها. ولا يمكن ترهيبها أو إعطائها أوامر وتعليمات.
ELLE Arabia: ما هو المظهر المفضّل لديك وما هي ألوانك المفضلة لهذا الموسم؟
إيان غريفيث: أحبّ جاكيتاتنا "البلوزون" الواسعة من الدنيم الزاهي boxfresh، لارتدائها كـمظهر كامل مع فستان أو تنورة من نفس القماش. وتثير الخطوط لدينا، تلك الشبيهة بقماش كرسي الاستلقاء، ذكريات الطفولة الحنينية عن فصول الصيف المثالية على شاطئ البحر، وإذا كان بإمكانك شراء ولو قطعة ملونة واحدة فقط هذا الصيف، فلتكن برتقالية وهو اللون الأمثل أو اختاري معطفنا "الترنش" الأيقوني الضخم الواقي من المطر، وهو قطعة كلاسيكية حقاً ولكن بلون جديد تماماً.
ELLE Arabia: قرأنا أنّك تكتب البيانات الصحفية لمجموعاتك بنفسك. فهذا غير تقليدي تماماً مثل قصتك الأصلية.
إيان غريفيث: نعم، بالنسبة لي، تعدّ كتابة البيان الصحفي طريقة للتحقّق ممّا إذا كانت المجموعة تتوافق مع السرد. أكتب القصة في البيان الصحفي ثم أعود إلى المجموعة وأسأل نفسي ما إذا كانت كل هذه العناصر موجودة بالفعل. يمكنني بعد ذلك تعديل المجموعة لتتوافق مع السرد. نادراً ما يحدث العكس، لكنني أدرك تماماً أنّه ينبغي على مجموعاتنا أن تحظى بجاذبية فورية وخالدة. هناك الكثير والكثير من النساء اللواتي لم يقرأن "Bonjour Tristesse" لفرانسواز ساغان، وأريد أن يتمكنّ من الشعور بالارتباط بهذه المجموعة بنفس سهولة النساء اللواتي قرأنها.
ELLE Arabia: ما هي القواعد الجديدة لأزياء ما بعد الجائحة من وجهة نظر علامتكم التجارية؟
إيان غريفيث: أعتقد أنّنا سنعود إلى حياتنا بحماس وتقدير كبيرين. هذا يعني أنّنا سنرى في كل مناسبة، وحتى في اجتماعات العمل المملة، فرصة ثمينة لإظهار أفضل ما لدينا، ولارتداء الثياب الأنيقة. وسنستمتع بالتخطيط لما سنرتديه في موعدنا التالي؛ وسنستعيد التعزيز العاطفي والنفسي الذي يمكن أن تقدّمه لنا الموضة. وسنعيد اكتشاف شاعرية الملابس الجميلة.
ELLE Arabia: كان مرور حليمة عدن على منصّة عرض أزياء Max Mara لحظة رائعة. كيف حدث هذا؟
إيان غريفيث: نحن علامة تجارية عالمية حقاً ـ نوزّع مجموعاتنا في أكثر من ١٠٠ دولة ـ لذلك من الطبيعي جداً أن نحتضن قاعدة من العملاء متنوعة للغاية. نحن نعمل على توفير الملابس التي تعطي شعوراً بالتمكين للمرأة التي ترتديها، بغضّ النظر عن العرق أو الدين أو العمر أو نوع الجسم. الشيء المشترك بينهنّ هو تصميمهنّ على رفع التحدّيات و"اختراق الأسقف الزجاجية" أينما وجدنَ. يتوافق ذكاء حليمة وتصميمها وشجاعتها تماماً مع قيم علامتنا التجارية، لذا فهي تستحقّ مكانتها في عالم Max Mara.
أعتقد دائماً أنّ منصّات أزياء Max Mara يجب أن تعكس واقع Max Mara. فإن تجوّلت في أي منطقة تسوّق فاخرة، لن تفاجأي برؤية امرأة ترتدي معطف Max Mara مع الحجاب. فلماذا يجب أن تكون منصّات العرض مختلفة، ولماذا لا يجوز للنساء، من أي منطقة في العالم تتواجد فيها Max Mara، أن يرين أنفسهنّ بالطريقة التي نعرض بها صورتنا؟
ELLE Arabia: ما الذي يجعل Max Mara علامة جذابة بالنسبة لزبائنها في الشرق الأوسط؟
إيان غريفيث: تتجاوز لغة Max Mara الحدود الوطنية والجغرافية. تتمتع Max Mara بأسلوب مبدع، والعالم بأسره يرغب ويريد ذلك المظهر المميز عالمياً. Max Mara تُلبس النساء من جميع المناطق الجغرافية، وجميع الخلفيات والفلسفات والأديان. إنّها علامة تجارية تحترم النساء من أينما أتينَ.
ELLE Arabia: ما مدى أهمية الشرق الأوسط لـ Max Mara؟
إيان غريفيث: أينما يوجد نساء ذكيات، متكاتفات، رائعات، وطموحات، فهذا هو المكان الذي تريد Max Mara أن تتواجد فيه، ولهذا السبب فإنّ الشرق الأوسط مهم بالنسبة لنا.