حلمٌ سعودي في الحلبة

من شاب حالم إلى أيقونة وطنية، زياد "زيزو" المعيوف لا يكسر الحواجز كأول ملاكم سعودي دولي محترف فحسب، بل هو أيضاً في مهمة لإلهام الجيل القادم من الرياضيين. يتحدّث مع ELLE Man عن رحلته في الحلبة، وعن اللحظات المحورية التي شكّلت مسيرته، وكيف يخطّط لتمهيد الطريق أمام الملاكمين السعوديين القادمين وفي المستقبل.

 

دعوةٌ حقيقية

اللحظة المحورية التي عزّزت قناعتي بأنّ الملاكمة هي رسالتي الحقيقية جاءت في وقت مبكر من رحلتي، عندما كنت لا أزال شاباً مبتدئاً أتدرّب وأتنافس مع أحلام التحوّل إلى الاحتراف يوماً ما. كنت أبحث عن قدوة، شخص في هذه الرياضة يمكنني أن أتبع خطاه، ويمكنني تقليد مخطّطه. انطلاقاً من هذا المسعى، أجريت بحثاً سريعاً على غوغل عن ملاكمين سعوديين ولم أجد شيئاً. لقد وسّعت بحثي ليشمل الملاكمين السعوديين المحترفين، وخرجت فارغاً مرّة أخرى. استمرّ سعيي أثناء بحثي عن الملاكمين العرب، لأكتشف فقط حفنة قليلة منهم، على الرغم من إعجابهم بها، فقد ولدوا ونشأوا في الخارج وكان لديهم إمكانية الوصول إلى فرص ومعدات وبيئات مختلفة تماماً مقارنة بما هو متاح في المملكة العربية السعودية. هذا الإدراك الصارخ أصابني بعمق. إنتابني إحساس عميق بالشوق وتحرّك العزم في داخلي. إنّ غياب شخصية يتطلّع إليها الشباب السعودي والعرب في الملاكمة، أضاء شعلة قوية في قلبي. أصبح من الواضح أنّني لا أريد أن أصبح أول ملاكم سعودي فحسب، بل أريد أيضاً أن أحقّق مكانة مميّزة كأول ملاكم عربي عالمي من نوعي. لقد تصوّرت مستقبلاً حيث سيجد الأطفال العرب والسعوديون اسمي في عمليات البحث على غوغل، وأن أكون شخصاً يمكن أن يرتبطوا به ويستلهموا منه. لقد ملأتني هذه الرؤية بإحساس هائل بقيمة الذات والتصميم، مما عزّز التزامي بالملاكمة باعتبارها رسالتي الحقيقية.

لقد شعر عالم الملاكمة وعالم الرياضة بالصدمة لأنّنا نواصل مواجهة منافسين دوليين ذوي تصنيف عالي. أنا ممتنّ للغاية للدعم والتشجيع المستمرّ من قيادتنا الملهمة ـ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومعالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ. لقد كان دعمهم فعّالاً في دفعي إلى الأمام، ويشرّفني أن أمثّل المملكة العربية السعودية بهذه الطريقة الفريدة والهادفة.

 

رحلة ملاكم في التطوّر والنمو

يمكن تصنيف رحلتي في الملاكمة إلى بدايتين مختلفتين، تتميّز كلّ منهما بالتحدّيات الشديدة والنمو الشخصي. البداية الأولى عندما كنت في الحادية عشرة من عمري، حيث كنت أتدرّب بجدّ في المملكة العربية السعودية لأصبح من أفضل الملاكمين الهواة والأولمبيين. بعد الانتهاء من المدرسة في الثالثة بعد الظهر، كنت أتوجّه مباشرةً إلى ممارسة الملاكمة، حيث أمارس هذه الرياضة من الساعة الرابعة عصراً إلى ما بعد غروب الشمس في السابعة مساءً. كان شغفي بالملاكمة طاغياً لدرجة أنّ نهاية كلّ جلسة تدريبية كانت تبدو وكأنّها الجزء الأكثر حزناً في يومي. لقد أسرتني هذه الرياضة تماماً، وكانت كلّ لحظة في صالة الألعاب الرياضية بمثابة شهادة على التزامي وتفانيّي. كان والدي يعلم مدى صعوبة هذه الرياضة، لكنّه كان يعلم أنّها أكثر تطلّباً خارج الحلبة من داخلها. كان والدي يصرّ دائماً على أنّه إن أردت حقّاً أن أصبح ملاكماً، وعظيماً في هذه الرياضة، فعليّ أن أظهر له ولله أنّني أستحقّ ذلك، خارج الحلبة. في أيّ وقت أنام؟ في أيّ وقت أستيقظ؟ أين أخرج؟ مع من أخرج؟

البداية الثانية جاءت عندما كنت في التاسعة عشرة من عمري، عندما انتقلت إلى الولايات المتحدة لمتابعة مهنة الملاكمة الاحترافية بينما كنت أعمل أيضاً للحصول على درجة البكالوريوس في علم النفس. كان هذا الفصل الجديد يتطلّب جهداً بدنياً أكبر، لكن التحدّي الحقيقي يكمن في الصراع العقلي. لقد تطلّب مني هذا التحوّل أن أبذل جهداً مضاعفاً أو حتى ثلاثة أضعاف ما بذله الملاكمون الأميركيون والعالميون للوصول إلى مستواهم وإلى تجاوزهم في النهاية. كنت أصل إلى صالة الألعاب الرياضية قبل الجميع وأغادرها بعد فترة طويلة من قيامهم بذلك، مدفوعاً بالحاجة إلى سدّ الفجوة. كان العبء الذهني الناتج عن الابتعاد عن عائلتي وأصدقائي كبيراً، وقد تفاقم بسبب فارق التوقيت الذي يعني أنّهم كانوا نائمين عندما كنت في أمسّ الحاجة إليهم بعد يومٍ شاق من التدريب أو يومٍ شاق خارج الحلبة. كانت السنة الأولى مرهقة بشكلٍ خاص، حيث واجهت سلسلة من الهزائم في جلسات السجال والمباريات، وتحمّلت فترة قاسية من التعرّض للضرب قبل أن أبدأ في رؤية التحسّن. كان عليّ حقاً أن أتعمّق وأثق في العملية وأؤمن بنفسي وهدفي. كان عليّ أن أكرّر لنفسي بالعديد من الطرق أنّه لا مجال للتراجع وعدم الإستمرار طالما أنّني أستمرّ في التمسّك بالهدف مهما حدث. ببطء ولكن بثبات، بدأت في الصمود أمام خصوم رفيعي المستوى، وفي النهاية ارتقيت للتنافس مع الملاكمين الرفيعي المستوى المدرَّبين لدى نخبة المدرِّبين، وأهزمهم.

أما البداية الثالثة والأكثر عمقاً فقد حدثت عندما اعترفت المملكة العربية السعودية بموهبتي في الملاكمة ودعمتها. لعب صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان دوراً محورياً في تمكيني، حيث قدّم لي الدعم الهائل والإيمان بقدراتي لأكون حاملاً لعلم المملكة العربية السعودية في هذه الرياضة. وكان لهذا الدعم دور فعّال في ضمان عرض معركتي على أعظم منصّات وسائل الإعلام العالمية والسائدة، بما يتماشى مع رؤية ٢٠٣٠ وإلهام شبابنا ورياضيينا في المملكة.

 

دروسٌ داخل الحلبة

حدثت لحظة محورية في تطوّري في الملاكمة بعد حوالي عام من انتقالي إلى الولايات المتحدة لمتابعة مسيرتي المهنية. في ذلك الوقت، كنت قد انتقلت للتو إلى صالة ألعاب رياضية احترافية للملاكمة، محاطة حصرياً بملاكمين رفيعي المستوى ويتمّ تدريبهم على يد نخبة من المدرّبين. على الرغم من أنّني لم أكن قد تدرّبت بعد تحت قيادة مقاتل Hall of Fame ومدرّب العام السابق Buddy McGirt، إلا أنّني كنت أتدرّب في صالة الألعاب الرياضية الخاصة به وأتنافس مع مقاتليه. تبيّن أنّ إحدى جلسات السجال مع ملاكم يُدعى ماركوس، المشهور بقوّته الهائلة في اللكم، كانت بمثابة تجربة تعليمية مهمة. خلال هذه الجلسة، وجّه لي ماركوس لكمتين قوّيتين بشكلٍ لا يصدّق على جسمي مما أدى إلى كسر في الضلع الأيسر. كان الألم مبرحاً ـ شديداً لدرجة أنّ السعال أو الضحك أو العطس بدوا وكأنّ الإصابة تتفاقم من جديد. نصح الأطباء بأخذ استراحة لمدّة ستة أشهر من الملاكمة، لكن نظراً لظروفي، لم يكن أخذ هذه الإجازة الطويلة خياراً. كنت بحاجة إلى اللحاق بالملاكمين الأميركيين والعالميين من حولي، لذلك قرّرت أن أتدرّب رغم الألم، مع التركيز على تجنّب اللكمات التي قد تؤدي إلى تفاقم إصابتي. كانت فترة التكيّف القسري هذه تحويلية. ومع جلسات التدريب الأقصر، بدأت في الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة التي كنت أتجاهلها سابقاً. لقد قمت بتعيين مدرّب للأداء العقلي لتعزيز مهاراتي في حلّ المشكلات، والصبر، والعمل على وقت ردّ الفعل. لقد قمت أيضاً بدمج تمارين ارتكاسية وتمارين خاصة بالقدرة على التنسيق باستخدام كرة التنس للحفاظ على حدّة ذهني. وقد أبرزت هذه التجربة درساً بالغ الأهمية: الملاكمة الاحترافية لا تقتصر على توجيه اللكمات لتسجيل النقاط، كما هو الحال في رياضة هواة الملاكمة، ولكن على توجيه ضربات قوية مصمّمة لإيذاء الخصم وضربه في النهاية. لقد كان ذلك بمثابة تذكير صارخ بالسبب الذي يشار فيه إلى هذه الرياضة في كثير من الأحيان باسم "الأعمال المضرّة".

 

قوّة الإرشاد

يعود الفضل بشكلٍ كبير بتأثيراتي المبكرة وإرشاداتي في الملاكمة لوالدي، الذي كان تأثيره على تطوّري قبل وأثناء مسيرتي المهنية لا يُقاس. منذ صغري، غرس والدي في داخلي حبّاً عميقاً للانضباط وشغفاً لا يتزعزع لجعل المستحيل ممكناً. لم يكن مجرّد حضور إرشادي بل كان حجر الزاوية في رحلتي في الملاكمة. لقد علّمني أنّه لكي أحصل على مكانتي في الحلبة، يجب أن أثبت خلال حياتي خارج الملاكمة أنّني أستحقّ أن أكون فيها. لقد فهم خطورة الرياضة وشدّد على أنّ انضباط البطل يتطلّب أن يعيش حياة من الالتزام والنزاهة قبل فترة طويلة من تحقيق هذه المكانة. حتى يومنا هذا، لا أتخذ قراراً مهماً، سواء كان ذلك نصّاً مهمّاً، أو منشوراً على وسائل التواصل الاجتماعي، أو خطوة مهنية كبيرة، دون استشارة والدي أولاً. لقد أرشدتني دائماً حكمته وتفاؤله وإيمانه الذي لا يتزعزع بالله، وتبقى نصيحته منارة مضيئة في عالم الملاكمة المضطرب في كثير من الأحيان.

كان مؤثّراً بنفس القدر في مسيرتي المهنية مدرّبي في Hall of Fame وهو James "Buddy" McGirt. معروفٌ بإنجازاته الاستثنائية كملاكم ومدرّب، أخذني تحت جناحه خلال مرحلة حرجة في رحلتي الاحترافية. كان قراره بإرشادي ومتابعتي، على الرغم من نهجه الانتقائي في التدريب، بمثابة تأكيد كبير على إمكاناتي. على الرغم من أنّني لم أسأل Buddy بشكلٍ مباشر عما رآه فيّ، إلا أنّ إيمانه واستثماره كانا مصدراً عميقاً لتحفيزي. لقد زوّدتني خبرة Buddy McGirt الواسعة ونجاحه في عالم الملاكمة، والذي تمّ تسليط الضوء عليه من خلال دخوله إلى Hall of Fame، برؤى وتوجيهات لا تقدّر بثمن. إنّه يجسّد كل ما أطمح إلى تحقيقه، بعد أن وصلت إلى قمّة الرياضة بأهمّ طريقة. إلى جانب دوره كمدرّب، إتّخذ Buddy شخصية الأب في عالم الملاكمة، مقدّماً التوجيه، والدعم، والحكمة التي تمتدّ إلى ما هو أبعد من صالة الألعاب الرياضية. لقد كان لتأثيره دور فعّال في تشكيل أسلوبي في ممارسة هذه الرياضة، حيث ساعدني على صقل مهاراتي واستراتيجيتي وعقليتي بينما أسعى جاهداً للوصول إلى أهدافي الخاصة في الملاكمة.

 

قوّة غير مرئية: العائلة

لقد كان دعم الأسرة حجر الزاوية في رحلتي ومسيرتي المهنية، حيث وفّر لي الملاذ العاطفي والتوجيه العملي الذي كان لا غنى عنه. الوقت الذي أقضيه مع عائلتي بين المعارك لا يقدّر بثمن؛ فهو يسمح لي بالانفصال تماماً عن ضغوط التدريب الشديدة والمشاركة الإعلامية. عندما أكون في خضمّ التحضير للقتال أو إدارة جنون وسائل الإعلام والصحافة خلال أسبوع القتال، يجب أن أتحوّل إلى نسخة من نفسي مركّزة ولا هوادة فيها، وغالباً ما تكون مختلفة تماماً عن نفسي الحقيقية. هذا التحوّل ضروري ولكنّه متطلّب، لأنّني بحاجة إلى توجيه شخصي مكثّف لأداء أفضل ما لدي. تلعب عائلتي، وخاصةً والدي، دوراً حاسماً في هذه العملية. إنّه بمثابة المنبر الخاص بي في كلّ قرار، بدءاً من أصغر الاختيارات وحتى التحرّكات المهنية المهمة. قبل أن أقوم بأي خطوة أو حتى أرسل رسالة نصية، أستشيره. حكمته ودعمه النفسي هما العمود الفقري في استعداداتي، خاصةً أثناء الاستعداد للقتال.

لحظة مؤثّرة تؤكّد عمق تأثير عائلتي حدثت معي في مباراتي الثانية عندما خسرت في الجولة الأولى. ورغم هدير الملعب وهتافاته التي تحثّني على النهوض، إلا أنّ عقلي صمت باستثناء صوت أختي الصغرى. كان تشجيعها يخترق الفوضى، وكان صوتها هو الذي ساعدني على استجماع القوّة للنهوض. إن شاهدت اللقطات، يمكنك أن تراني أشير إليها بخفض صوتها وسط نشاز حشد قوامه ٣٠ ألف شخص ـ وهي شهادة سحرية على تواصلنا. ودور والدتي لا يقلّ أهمية. هي التي لا تنام أبداً، موجودة دائماً مهما كانت الساعة. خلال أيام التدريب الصعبة، خاصة في ظلّ فارق التوقيت بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، فهي مصدر دائم للدعم. بغضّ النظر عن الوقت الذي أتصل فيه، فهي تجيبني وتوفّر لي التشجيع الذي أحتاجه لمواصلة الطريق والمضي قدماً. إنّ دعمها الذي لا يتزعزع، إلى جانب دعوات والديّ، ساهم بلا شكّ في النجاح الذي حقّقته.

 

بذور أساطير الغد

لإلهام الجيل القادم من الرياضيين، هناك عدّة عناصر أساسية ضرورية. أولّها وقبل كلّ شيء هو الرؤية. ومن خلال مشاركة قصتي وتجاربي، آمل أن أظهر للشباب السعودي أنّ النجاح في الملاكمة، أو أي رياضة، أو حتى لأي مواهب ناشئة، هو في متناول أيديهم. من المهم بالنسبة لهم أن يروا شخصاً من بلدهم يكسر الحواجز ويحقّق العظمة. يمكن لهذه الرؤية أن تشعل شغفهم بالرياضة وتشجّعهم على تحقيق أحلامهم. ومن الضروري أيضاً بناء بنية تحتية داعمة. أدّى النمو السريع للملاكمة في المملكة العربية السعودية، مدفوعاً بمبادرات مثل رؤية ٢٠٣٠، إلى تحسين الوصول إلى مرافق التدريب والموارد بشكلٍ كبير. ومع ذلك، من المهم التأكّد من أنّ هذه البنية التحتية ليست متاحة فحسب، بل يتمّ استخدامها أيضاً بشكلٍ فعّال لرعاية المواهب الشابة. وهذا يعني الاستثمار في البرامج الشعبية، وتطوير صالات رياضية محلية للملاكمة، وتوفير الوصول إلى التدريب العالي الجودة منذ سنٍّ مبكرة. ومن واجبي أيضاً أن أواصل تبادل الأفكار من وحي رحلتي الخاصة، بما في ذلك الانتصارات والتحدّيات، مع التركيز على أهمية الانضباط والصلابة الذهنية والتفكير الاستراتيجي الذي يمكن أن يساعدهم على فهم المتطلّبات الأوسع لهذه الرياضة. بالإضافة إلى ذلك، من المهم خلق فرص للإنفتاح دوليّاً. ينبغي تشجيع الرياضيين الشباب على المشاركة في المسابقات والمعسكرات التدريبية الدولية لاختبار أساليب ومعايير الملاكمة المختلفة. يمكن أن يؤدّي هذا التعرّض إلى توسيع منظورهم ومساعدتهم على رفع مهاراتهم إلى مستوى عالمي. في نهاية المطاف، دوري كرائد هو أكثر من مجرّد إنجاز شخصي؛ يتعلّق الأمر بتعزيز ثقافة التميّز والفرص في مجال الملاكمة في السعودية. من خلال إلهام الرياضيين الشباب، والدعوة إلى أنظمة دعم قوية، وتوفير مسارات للنجاح الدولي، آمل أن أساهم، جنباً إلى جنب مع القيادة الملهمة في المملكة العربية السعودية، في مشهد ملاكمة مزدهر يستمرّ في النمو والتطوّر. إنّ التزامي، وهدفي الحقيقي من وراء هذه المهنة، هو التأكّد من أنّ الجيل القادم من الملاكمين السعوديين ليس لديه أحلام كبيرة فحسب، بل لديه أيضاً الموارد والدعم لتحقيق هذه الأحلام.

المزيد
back to top button