قد لا يبقى للحبيب إلا أن ينتظر محبوبه حين تصدر الجغرافيا حُكم المسافة فيما بينهما، أو حين يتلاشى الحلم مع واقع مرير لا إرادة للحبيب في تقريره، فلا يبقى لهذا الأخير سوى الذكريات... أما حبيب ميس دروزة، فانتظرها عند بحر يافا، وكان اللقاء بالصوت والصورة، وبالرسم وبالشعر.
"حبيبي بيستناني عند البحر" هو عنوان الفيلم الوثائقي الطويل للمخرجة الأردنيّة الفلسطينيّة ميس دروزة والذي سيشارك في الدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي المقرر انعقادها من 6 إلى 14 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وينافس الفيلم ضمن فعاليات المهرجان على جائزة المهر العربي للأفلام الوثائقية، والتي تتضمن جائزة أفضل فيلم، جائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل مخرج.
وثائقي "حبيبي بيستناني عند البحر" هو أول إنتاج طويل للمخرجة ميس دروزة، ويروي قصة المخرجة نفسها التي قامت لأول مرة برحلة العودة إلى وطنها فلسطين. غادرت واقع عزلتها، ولحقت بحبيبها حسن الذي لم تلقه أبداً. حسن، الفنان الفلسطيني الذي كشف لها النِقابَ عن عالمٍ طوباوي جميل، في صورة سينمائية تجمع ما بين الصورة التي توثّق الواقع الفلسطيني والرسم والشعر، في تكريمٍ للفنان الفلسطيني الراحل حسن حوراني مؤلف كتاب الشعر والرسم للأطفال، "حسن في كل مكان".
عبر المزج ما بين الواقع الموثّق والخيال الشعري، يطرح الفيلم إشكالية التملّص من واقع المكان حين لا يعود لهذا الأخير وجود إلا في ذهن الشخص، وعن حاجة الإنسان للإيمان بصيغة حياة طبيعية في الوقت الذي ينتفي الواقع بجميع مكوّناته.
يُذكر أن الفيلم قد شارك في مهرجان كوبنهاغن الدولي للأفلام الوثائقية الشهر الماضي، كما استضاف مهرجان تورنتو السينمائي الدولي العرض العالمي الأول للفيلم في سبتمبر/ أيلول الماضي.
يُعرض الفيلم ضمن مهرجان دبي السينمائي يومي الأحد 8 ديسمبر/ كانون الأول والثلاثاء 10 ديسمبر/ كانون الأوّل في صالات العرض في مول الإمارات.
للمزيد من التفاصيل عن الفيلم وعن باقي عروض المهرجان، يمكنكم زيارة الموقع التالي: www.dubaifilmfest.com
لمحة عن المخرجة ميس دروزة
بعد أن عملت في منطقة الشرق الأوسط في مجال الهندسة المعمارية، تصميم الغرافيك والأفلام الوثائقية للتلفزيون، بدأت ميس دروزة مشوارها المهني كمخرجة أفلام مستقلة بإخراجها لأفلام تجريبية قصيرة كان منها، "لم تكن حكاية زيتون" (٢٠٠١)، "الدمية البشرية" (٢٠٠٥)، "بعدني أنتظر" (٢٠٠٧) و"رحلة عائشة" (٢٠٠٩). بعد أن تخرجت من جامعة كينغستون البريطانية (١٩٩٧) من قسم التصميم الداخلي، وحصلت بعدها على منحة "تشيفنينغ" الدراسية من المجلس الثقافي البريطاني، لتكمل شهادة الماجستير في إخراج الأفلام الوثائقية من كلية أدنبرة البريطانية للفنون (٢٠٠٧). تم عرض فيلم تخرجها "خذني إلى أرضي" (٢٠٠٨) في أكثر من ٢٠ مهرجاناً سينمائياً عالمياً. أخرجت فيلم "العشاء" (٢٠١٢)، ضمن مجموعة أفلام عربية عن الهوية بعنوان "موسم حصاد"، الذي كان إنتاجاً مشتركاً مع قناة "آرتي" الفرنسية، والذي نال جائزة الجمهور في مهرجان "سيني ميد" ٢٠١٢. تقيم ميس وتعمل حاليّاً في الأردن.
شاهدوا هنا الفيلم الإعلاني ل"حبيبي بيستناني عند البحر":
