عندما يشدّد علماء النفس على أهميّة تمضية الوقت في الطبيعة، لا يسعون نحو تشجيعك على ذلك عن عبث، إنّما لتعزّزي صحّتك النفسيّة، إذ إنّ لذلك تأثيرًا إيجابيًّا كبيرًا عليها. فمن الضروريّ أن تجعلي التقرّب من الطبيعة عادة أساسيّة في نمط حياتك، وذلك عن طريق الاختيار بين ممارسات عدّة، من بينها، التنزّه في الطبيعة أو بجانب البحر، وركوب الدرّاجة الهوائيّة بين الأشجار الخضراء في الحدائق، والاستمتاع بمشهد مغيب الشمس أو شروقها. وليس بالضرورة أن تَخرُجي من منزلك لتشعري بروعة الطبيعة، إنّما يمكنك ذلك عن طريق توزيع النباتات في منزلك، ووضعها أيضًا على الشرفة في حال لم تمتلكي حديقة، إذ إنّ الاهتمام بها يعزّز صحّتك النفسيّة أيضًا. فتعرّفي في ما يلي على أبرز الحالات النفسيّة التي يعالجها التقرّب من الطبيعة.
الاكتئاب
مَن يعاني من الاكتئاب، يجب أن يتواجد أكثر في الطبيعة، حيث يمكنه الجلوس بمفرده والاستغراق في التفكير بأمور جيّدة، لأنّ المناظر الجميلة المحيطة به، والأصوات التي تبعث على الاسترخاء، مثل حفيف الأوراق، وخرير المياه، وزقزقة العصافير، تطرد الأفكار السلبيّة من رأسه، وتشجّعه على التفكير بأمور جميلة تسعده. إن كنت تعانين من حزن شديد، سواء كان قد تطوّر إلى حدّ الاكتئاب أم لا، امضي وقتًا أطول في الطبيعة، وليس بالضرورة أن تكوني بمفردك، إنّما يمكنك أن تصطحبي شخصًا تشعرين بارتياح لتواجدك معه، والذي من المهم أن يك ن مستمعًا جيّدًا، لا مُنتقدًا.
قلّة حبّك لذاتك
إن كنت لا تثقين بنفسك، وتشعرين بقلّة تقدير تجاه ذاتك، فإنّ تمضية الوقت أكثر في ربوع الطبيعة سيضمن لك تخطّي ذلك. فمع التزامك ممارسة أي هواية تقومين بها في مكان هادئئ مُحاط بمناظر طبيعيّة، سواء كان التنزّه، أو ممارسة الرياضة، أو الرسم، أو ركوب الدراجة الهوائيّة، ستشعرين بسعادة ذاتيّة كبيرة، حيث ستركّزين على نفسك، وتفكّرين بالصفات الجميلة في شخصيّتك ومظهرك، وتقدّرين نفسك أكثر عندما تنجزين ولو أمرًا صغيرًا. فليس بالضرورة أن تكون الرسمةأو الحرفة اليدويّة التي تنفّذينها مذهلة، وليس بالضرورة أن تخسري الكثير من وزنك، إنّما مجرّد تمكّنك من إتمام أمر صغير سيشعرك برضىً أكبر عن نفسك.
التقلّبات المزاجيّة
إن كنت تعانين من تقلّبات حادّة في مزاجك، فإنّ الطبيعة هي ما سيساعدك بالتقليل من ذلك تدريجيًّا لتتمكّني أخيرًا من التخلّص من العوارض كلّها أخيرًا. فعندما تجلسين في الطبيعة، تقلّ نسبة هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتّر، فتشعرين براحة نفسيّة أكبر. ولذا، تتمكّنين مع الوقت في التحكّم أكثر بعصبيّتك، وتصبحين أكثر هدوءًا ووعيًا في التعامل مع المواقف المختلفة.