عطر L’Ombre dans l’Eau الجديد

هو ليس بالعطر الأول، ولا الأفخم، لكنّه من دون شكّ العطر الأشهر. أبصر عطر L’Ombre dans l’Eau الفريد النور سنة 1983، وتميّز بشذا آسر يبقى محفوراً في الذاكرة، بنفحاته التي تدغدغ حاسة الشمّ وتدوم طويلاً أينما حلّت.

 

قد يبدو عطر L’Ombre dans l’Eau بسيطاً في الظاهر، لكنّه في الواقع مكوّن من تدرّجات فائقة الدقة، تتناغم فيها نفحاته العليا بوئام تام.

تتكوّن النفحات العليا من عصارة الورق وبراعم الزبيب الأسود، فأتت خضراء ونباتية جداً، لا بل باردة نوعاً ما، يليها البرغموت، المعروف أيضاً بالليمون التونسي، والأفندي، اللذان يتّسمان برائحة حادّة ولاذعة بعض الشيء، لكن حلوة بما يكفي لتلطّف العطر.

 

تنكشف بعدها الوردة الجورية الحمراء من بلغاريا، ذات الرحيق القوي على الرغم من نعومتها. إنّها وردة حقيقية كتلك الورود العطرة في الحدائق المصانة جيداً التي تأسر الحواس. لا يشمل العطر وردة واحدة فحسب، بل وردتين على الأقل، قُطفتا واستُقطرتا عند مراحل مختلفة من النضوج. الأولى مشرقة وحادة، تشكّل صلة الوصل مع النفحات العشبية التمهيدية، فيما الثانية عميقة وأكثر نعومةً، تُضفي على العطر حسّه المرهف. يكتمل هذا المزيج الطيّب مع لمسة من الياسمين.

وأخيراً، يتعانق الكهرمان الرمادي والمسك في قلب العطر، الأول يغلّفه بنفحات حادة، والثاني يمنحه الدفء والنعومة المخملية.

المزيد
back to top button