منذ فترة طويلة، لم أتحمّس لأيّ ابتكار تجميلي، لكن مع هذا المستحضر، من المؤكّد أنّ عاداتنا التجميلية سوف تتبدّل نحو الأفضل! اكتشفته في تايوان منذ بضعة أشهر واحتفظت به لنفسي لفترة ولكنّني أخيراً قرّرت أن أتشاطره مع القارئات!
يسعنا أن نقدّر ماهيّة المستحضر فقط من خلال التأمّل في الغرفة حيث يجري عرضه. لقد تمّ إنشاء مسبح في الداخل يخوّلنا الغوص في عالم هذا المستحضر الأسطوري الجديد Micro Sérum من مجموعة Hydra Beauty. فما هو؟ إنّه ببساطة أول سيروم يحتوي على موائع دقيقة من أجل تأمين ترطيب مستمرّ وتأثير قويّ. وهو كذلك بالفعل فقد دُعينا إلى تجربته على ظهر اليد وكانت النتيجة فورية. لدى مقارنة اليدين تمكّنا من رؤية الفرق. صارت البشرة مرطّبة وناعمة. وبما أنّني كنت محظوظة وتمكّنت من إحضار المستحضر معي إلى المنزل قبل إطلاقه عالمياً في كانون الثاني/ يناير هذا، أنا أستعمله منذ ثلاثة أشهر ولم تبدو بشرتي يوماً بحال أفضل ممّا هي عليه اليوم!
ترطيب تتجدّد معه الحواس
يتّسم إرث مادوموازيل بثوابت راسخة لا شكّ فيها ولا ريب... فلدى شانيل لا يتم إنتاج أي مستحضر دون التفكير أوّلاً بالنساء وتفرّد كلّ منهنّ وجمالهنّ المتميّز. وإذ تلتزم بحوث شانيل منذ البداية برؤيتها كعلامة تجاريّة بارزة في عالم الجمال، تعمد إلى التنبّه لاحتياجات النساء، والاستماع إليهنّ والاستيحاء منهنّ. كما تجري دراسات فريدة في جميع أنحاء العالم لفهم توقعاتهنّ، ورغباتهنّ ونمط حياتهنّ.
فماذا تكشف لنا هذه الدراسات؟ أنّ المرأة باتت أكثر تطلباً من ذي قبل، وأنّها تسعى إلى تحقيق الخفة، والاشراقة، والراحة، والرفاهية. إنّها تنشد المزيد من السعادة، والأهم أيضاً المزيد من القيمة... والأحاسيس الجديدة. إنّها تحتاج إلى مستحضر استثنائي في الترطيب والعناية بالبشرة. وتسعى شانيل إلى تحقيق هذه الاحتياجات. فالإبداع يأتي طبيعيّاً وبديهيّاً بالنسبة إليها. والطبيعة هي مصدر للإلهام لا ينضب.
في خضمّ مسيرتها الابتكاريّة، اكتشفت بحوث شانيل علم الموائع الدقيقة microfluidics - أيّ الآليّة الخاصّة بالسوائل على نطاق متريّ دقيق- والتقت بأشهر الخبراء المتمرّسين في هذا المجال. ولأول مرّة، ضمّت جهودها إلى هؤلاء الخبراء، فخرجت بابتكار تجميليّ عظيم مطلقة جيلاً جديداً من مستحضرات العناية بالبشرة والترطيب التي تبهج الحواس بشكل غير مسبوق، بينما تتمتّع بالأداء العالي من حيث الترطيب، والإشراقة والحماية. ومع مصل هايدرا بيوتي مايكرو سيروم HYDRA BEAUTY Micro Sérum، تعلن شانيل عن "ثورة في الترطيب" وتقدّم أول مصل قائم على الموائع الدقيقة مع قطرات زهرة الكاميليا المصغّرة التي تلتحم بالبشرة وتمنحها ترطيباً مستمراً ومظهراً ممتلئاً ومثالياً...
إحساس لا مثيل له
تعدّ الموائع الدقيقة إنجازاً تكنولوجياً فعليّاً، فبفضل هذا العلم، بات من الممكن الحصول على تركيبة مائيّة غير مسبوقة. وتتمتّع هذه التركيبة بالقدرة الخاصّة على "التحوّل" بمجرد ملامستها البشرة. فلدى اتصالها بالطبقة الجلديّة، "تتكسّر" المرحلة المائية، فتتدفّق موجة من المزايا على البشرة لتنعشها، وتملّسها، وتجددّها. ومن ثم تنتشر حبيبات الكاميليا ألبا أو. أف.آي )التجزّؤ الدهني للمكوّنات النشطة) المصغّرة بدورها لتتماهى كالحرير على البشرة، وتندمج بنعومة معها، فتغلّفها فوراً بإحساس الراحة، وتنثر عليها لمسة من الرقّة الخفيّة.
عندما يتعلق الأمر بالترطيب، تعدّ اليابانيّات أكثر النساء تطلّباً، وهنّ يعرفن تماماً كيفيّة وصف احتياجاتهنّ في هذا المجال بتعابير مفصّلة وواضحة. فبالنسبة إليهنّ، تتمثّل مستحضرات العناية بالبشرة والترطيب العالية الجودة بتلك التي لا تقتصر على جعل البشرة ناعمة ومفعمة بالراحة الفورية وتمليس ملامح الوجه بشكل واضح وتعزيز إشراقتها فحسب، بل كذلك تلك التي تستجيب لمعايير دقيقة للغاية ومتعمّقة باحتياجات البشرة، وتعبّر عن مفهوم "الترطيب المثالي للبشرة".
Shimikomu •: تعني هذه الكلمة أنّ المستحضر تمتصّه البشرة بشكل تامّ.
Tsuya Ga Deru •: معناها الاشراقة التي تمنحها المياه أو منحى "وهج الترطيب".
Motchiri •: تشير إلى الشعور بأنّ البشرة مرطّبة للغاية، وناعمة، ومرنة، وكثيفة وممتلئة.
Uruoi No Jizoku-Sei •: تدلّ على نوعيّة الترطيب الذي يدوم ويستمر مع الوقت.
علم الموائع الدقيقة Microfluidics
علم الموائع الدقيقة microfluidics حديث للغاية، فهو مجال جديد من الدراسات التي كُشفت للمرة الأولى في الستينيات، ولم تشهد تطوّراً حقيقيّاً إلّا في التسعينيات بفضل جهود جامعة هارفرد والإنجازات التي حققتها في هذا المجال. ويتمّ اليوم استخدام علم الموائع الدقيقة في العديد من التطبيقات في مجال البيولوجيا والكيمياء الدقيقة، والمجالات الطبيّة والصيدلانية، والالكترونيات، وتكنولوجيا المعلومات. ويمثّل هذا العلم ثورة تكنولوجية حقيقية في مجال مستحضرات التجميل، فبفضل الموائع الدقيقة بات من الممكن إنتاج حبيبات من المكوّنات النشطة في قلب صيغة معيّنة لفعاليّة مثاليّة وتأثير غير مسبوق.
إنطلاقاً من الاهتمام الكبير ببيولوجيا الشبكات، تقيم بحوث شانيل العديد من الشراكات مع فِرق بحوث تابعة لجامعات ومراكز بحوث وتصنيع من جميع أنحاء العالم. وكذلك الأمر بالنسبة لابتكار هذا المصل الجديد، فقد تواصلت بحوث شانيل مع شركة رائدة خبيرة ومتمرّسة في مجال التقنيّة الصحيحة للموائع الدقيقة. وقد ضمّت كفاءاتها وإمكاناتها إلى هذه الشركة لابتكار عمليّة تصنيع محددة والخروج بصيغة استثنائيّة.
تحتوي الحبيبات على مكوّن نشط جديد قابل للذوبان في الشحوم هو Camellia Alba OFA.
وتحتوي المرحلة المكمّلة على مكوّنات قيّمة نشطة قابلة للذوبان في الماء، وهي العنصر الأساسي في خطّ مستحضرات "هايدرا بيوتي" هي الكاميليا ألبا بي. أف. آي، والزنجبيل الأزرق بي. أف. آي.
وتجمع بين العنصرين تكنولوجيا حديثة تشكّل تداخلاً شبه خفيّ بين اثنين من البوليمرات التي تتفاعل مثل "الفيلكرو الجزيئي". ويتفكك هذا التداخل المستقرّ، والواقي والفائق الخفّة، مباشرة لدى استخدام المستحضر فينشر مكوّناته النشطة الثمينة بعمق داخل البشرة.
وتقبع آلاف من القطرات الخفيفة بأمان تام داخل زجاجتها، وكلّ واحدة تعطي بالضبط القدر نفسه من المكوّنات النشطة. وبعبارة أخرى، تلج الجرعة الصحيحة مباشرة إلى صميم البشرة، مع ضمان الالتحام النموذجيّ بها. لذا فإنّ هذه المكوّنات النشطة تبقى سليمة حتى لحظة استخدام المستحضر. ولا تُستخدم هذه الحبيبات لأسباب تجميليّة، بل هي توفّر العديد من المزايا الحقيقيّة. فبفضل علم الموائع الدقيقة، يمنح مصل هايدرا بيوتي المكرويّ HYDRA BEAUTY Micro Sérum البشرة أعلى درجات الترطيب الكامل والشامل. إنّ صيغة المصل التي تراعي البشرة وتتماهى معها، والتي تخلو من الكحول وعناصر التوتر السطحي، تتلاءم تماماً مع البشرة الحساسة.
بقلم ماريا عزيز
ابتكار صنع مارسيليا
نقطة بنقطة، وقطرة بقطرة، يتمّ ابتكار مستحضرات المستقبل التجميلية في هذا المختبر بالتحديد. أهلاً وسهلاً في Capsum القابع في مارسيليا جنوب فرنسا. يتّصف هذا المكان بكونه "حرفياً علمياً"، يديره سيباستيان باردون الذي كتب أطروحة حول الفيزياء وتخرّج من MIT العريقة في بوسطن وقد أسّس Capsum عام 2008 مع عالمَين أحدهما أستاذ في جامعة هارفرد. أمّا طموحهم فكان ابتكار مستحضرات مميّزة للعناية بالجمال تقوم على علم جديد هو علم الموائع الدقيقة. "كعلم، تعدّ الموائع الدقيقة فريدة لأنّها تُقحم سوائل مثل الماء والزيت وكلّ أنواع الموائع – بكمية قليلة وبطريقة محكمة للغاية. كان التحدّي يكمن في البداية في استعمال علم الموائع الدقيقة الجديد لتطوير مستحضرات للتجميل تكون حديثة وأكثر ثباتاً وفعاليةً..."، حسب سيباستيان. انضمّ كريستيان ماهي مدير الأبحاث لدى شانيل إلى فريق Capsum عام 2009 وقد التمس أنّ الموائع الدقيقة قد تكون قادرة على ابتكار تركيبات لا مثيل لها للعناية بالبشرة. "تتحلّى تلك القطرات بالقدرة على حماية بعض المكوّنات النشطة. وقد كانت هذه حسنة واضحة. أمّا الحسنة الأخرى فكان لها بعد حسيّ أكثر. فكرت في ذاتي: يبدو هذا الأمر واعداً. فكانت نقطة الانطلاق من هنا".
بدأت شانيل بتمويل أشهر عديدة من الأبحاث في مارسيليا وحظي Capsum بالحرية المطلقة لإيجاد تركيبة إستثنائية. فجاءت النتيجة قطرات تجميلية صغيرة تقوم على التكنولوجيا الحديثة وتنخرط مع المكوّنات النشطة. وخلافاً للحبيبات الصغيرة، ليس لها غلاف هلامي بل تبقى معلّقة في التركيبة. أمّا الكلمة الأخيرة فتعود إلى سيباستيان: "صنعنا حوالى 143 نسخة من المستحضر وهذا يجسّد حوالى أربع نسخ أسبوعياً لمدة سنة. ومن الحسنات الكبرى للعمل مع شانيل هو أنّنا نملك الوقت للعمل والعمل جيداً. وهذا أمر مُرضٍ للباحثين الموجودين في المختبر".