لطالما اتبعت نظاماً صحيّاً طوال حياتي. فأنا أمارس اليوغا بشكل يومي تقريباً، كما الرياضة في الطبيعة كلّ أسبوع. وعلى الرغم من ذلك، تصيبني أحياناً التخمة والنفخة بسبب بعض أنواع المأكولات الجاهزة التي أضطر لأن أطلبها، نظراً لضيق الوقت للطبخ في البيت. كما أن الحياة العملية الصاخبة والمسؤوليات المتراكمة لا تجعل مهمة الحفاظ على الرشاقة سهلة كما ينبغي. كنت قد سمعت بحميّة العصير التي يُروّج لها مؤخراً على أنها تساعد على التخلص من السموم وتمنح الشخص إحساس عام بالخفة والنشاط. فقرّرت الإنضمام إلى برنامج الحميّة لمدة ثلاثة أيام مع "فايف أي داي" Five A Day الذين أمنوا لي خمسة قناني عصير لشربها في أوقات محددة خلال النهار. وهنا ما اختبرت:
اليوم الأول:
بدأ اليوم طبيعيّاً، غير أنني أحسست بالجوع عند الساعة الخامسة، في الوقت الذي آكل فيه شيئاً مالحاً، كلفّة الخبز بالزعتر. ولكني قاومت والتزمت بالساعة المشار إليها على قنينة العصير الأخيرة لليوم نيابة عن العشاء.
اليوم الثاني:
استيقظت مع إحساس بالخفة فعلاً. فمعدتي خاوية ولكني لا أحس بالجوع ولا بالحاجة لأن أتناول غذاء صلباً. عند المساء أحسست بالدوخة الطفيفة التي سرعان ما اختفت حين قمت بالتمارين اليومية للتنفس ووضعيات اليوغا.
اليوم الثالث:
قررت أن أصعد إلى قريتي في المنطقة الجبلية. وهنا كان الإحساس مغايراً لما كان عليه في المدينة. لا بدّ من أن الهواء النقي والطبيعة بحدّ ذاتها تفعل فعل الحمية في الجسم. ذهبت أتمشى كعادتي في الغابة ولاحظت عند عودتي إلى المنزل بأني لم أفكّر ولو بلحظة واحدة بالجوع أو بما عليّ أن أشرب تالياً.
أما اليوم الرابع، بعد أن انتهت الحميّة، صعدت على الميزان لأكتشف بأني نقصت كيلوين! بالطبع، وبحسب استشارة أخصائية التغذية، كنت أتوقّع بأن أخسر الماء الزائد في جسمي. المثير في الأمر بأني رأيت وجهي أصفى، وبشرتي مشرقة أكثر، ولا نفخة مزعجة أو ثقل في الجسم.
ماذا كان استنتاجي بعد هذه التجربة؟ قلّ ارتيابي حيال الحميّة المبنيّة فقط على العصير، وزادت ثقتي بقدرتي على الإلتزام الإيجابي لصحّة أفضل. ثلاثة أيام من تغيير النظام الغذائي مفيد لا سيّما للأشخاص الذين يتّبعون عادات سيّئة في الغذاء كالمأكولات السريعة المشبّعة بالدهون والسكر المؤذي ويعانون من الإدمان كالتدخين وغيره. الأهمّ، هي استغلالهم الفرصة لاختبار الحلّ الصحي لربما تساعدهم على تغيير العادة، على أن تزيد السعادة!
دلال حرب
الحميّة بالتفاصيل:
كلّ يوم كنت أستلم خمسة قناني عصير، لكلّ منها فائدة تظهر من عنوانها: "العصير المضاد للأكسدة"، "العصير المنشّط"... وتحوي على خلطة فواكه وخضار كالبروكولي، والأفوكادو، والليمون، والأناناس، والفراولة، والموز، والبقدونس، والكايل، والسبانخ، واللوز...
نصائح مفيدة للراغبات باتباع حمية العصير:
- إتّبعي الحميّة لمدة ثلاثة-خمسة أيام لا أكثر. إذ أن الجسم بحاجة للبروتين والمواد الأخرى التي لا يوفّرها العصير. 3-5 هي مدة كافية لأن يتخلّص الجسم من السموم ولكي تمنحيه الفرصة لتتجدد خلاياه وتعيدي تشغيل جهازك الهضمي بطريقة أسلم.
- إلتزمي بالأوقات المًشار إليها على القناني لشرب العصير. فهي تناسب الأوقات الطبيعية التي يحتاج فيها الجسم لأن يتغذى.
- من الأفضل أن تستشيري أخصائية تغذية موثوق بها قبل بدء الحمية. إطرحي أسئلتك، شاركي مشاكلك الصحية إن كنت تعانين من أيٍّ منها. أما إذا كنت تتناولين دواء معين أو تتلقين علاجاً محدداً، فمن الضروري أن تستشيري طبيبك.
سؤال جواب مع أخصائية التغذية غنوى زبير:
ELLE ARABIA: هل عليّ أن أتحضّر قبل المباشرة بحميّة العصير؟
غنوى زبير: نعم. يقتضي التحضير على أن تقلّلي من أكل الدهون والمقالي والسكر، وتخفيف التدخين إن كنت مدخّنة. وذلك لتهييء الجسم للحميّة دون أن تكون الصدمة قويّة.
E.A.: هل هناك عوارض جانبية للحميّة؟
غ.ز.: من المُحتمل أن يحسّ الشخص بدوخة طفيفة في اليوم الثاني والثالث من الحميّة أو بقلّة نشاط ناتجة عن الإنقطاع عن أكل السكر والأغذية الصلبة. ولكن سرعان ما ستخفّ هذه العوارض لو ترقّب لها الشخص ولم يقم بمجهود جسدي قد يزيدها حدّة.
E.A.: هل يمكن مواصلة التمرين خلال الحميّة؟
غ.ز.: بالتأكيد، ولكنني أنصح بالتمارين الخفيفة والتي لا ترهق القلب (تمارين الكارديو)، كالمشي، واليوغا، والسباحة البطيئة والبيلاتس.