تعرّفي على أصول صيحة التقليمات وتطوّرها في عالم الموضة

تعتبر صيحة التقليمات من أكثر الصيحات التي تتلاءم مع أجواء الصيف، كونها تعيدنا بالذاكرة إلى ملابس البحّارة. لهذه الصيحة تاريخ عريق في عالم الموضة، وهي من الصيحات التي تكاد لا تغيب عن أي موسم من المواسم، وإن بنسب متفاوتة.
لنجول معاً على تاريخ صيحة التقليمات ونشأتها، وكيف استطاعت أن تثبت نفسها كواحدة من أبرز صيحات الموضة العالمية.

 

التقليمات في العصور الوسطى: خيار المنبوذين

المضحك في تاريخ صيحة التقليمات، أنها كانت تدلّ على الطبقة المنبوذة في المجتمع خلال العصور الوسطى. حتى أن بعض الروايات تقول إنه في عام 1310 شمال فرنسا، حُكم على إسكافي بالإعدام لمجرد ارتدائه هذا النمط من الملابس. وبالتالي، كانت الأزياء المقلّمة تدّل على المنبوذين في المجتمعات وعلى المُدانين والمساجين.

شانيل Chanel

 

التقليمات في القرن الثامن عشر: رمز وطني

دعت الثورة الأمريكية عام 1783 إلى تصميم علم يتضمن 13 خطًا باللونين الأحمر والأبيض، من أجل الدلالة على المستعمرات البريطانية الثلاث عشرة التي ناضلت من أجل الحرية واستعادة قوّة إنكلترا. وفي العام 1789 أصبحت التقليمات رمزًا للثورة الفرنسية، ظهرت على الوردة المطوية التي كان الفرنسيون يضعونها على قبعاتهم والتي تعرض الألوان الأحمر والأبيض والأزرق، تكريماً للجيش الفرنسي. إلا أن التحوّل الأكبر في صيحة التقليمات كان مع ارتداء ابن الملكة فيكتوريا، ألبرت، بدلة بحار لركوب اليخت الملكي في العام 1846، إذ سرعان ما اكتسبت التقليمات شعبية كبيرة في عالم الموضة. 
كان البحارة يرتدون الأزياء المقلّمة بشكل أفقي لأسباب عدّة، منها تسهيل عملية العثور على من يسقط منهم في البحر، ولاعتبارها أزياء عملية يسهل ارتداؤها وتميّزهم عن ضباطهم وقاداتهم.

سكياباريللي Schiaparelli

 

التقليمات في القرن العشرين: إلهام كوكو شانيل

كانت مصممة الأزياء غابرييل شانيل تمضي عطلة في الساحل الشمالي لفرنسا عندما لفتها الزيّ الرسمي للبحارة. استلهمت كوكو شانيل من هذا الزيّ مجموعتها ذات الطابع البحري البسيط لعام 1917. ويُنسب إليها الفضل في تصميم توب بريتون الشهيرة بخطوطها البيضاء والكحلية، والتي ارتدتها أشهر النجمات مثل مارلين مونرو وأودري هيبورن، لتنتشر بعد ذلك بين مختلف طبقات المجتمع.

لويس فويتون Louis Vuitton

 

التقليمات في الموضة المعاصرة: صيحة لكل المواسم

تطوّرت صيحة التقليمات سنة بعد سنة حتى أثبتت مكانتها على لائحة صيحات الموضة العالمية التي لا تغيب. شرع المصمّمون تقديمها بأساليب مبتكرة، سواء من ناحية شكل التقليمات (عمودي، أفقي، ملتوي) أو ألوانها التي خرجت عن نمطية الأبيض والكحلي لتُحاكي حاجات كل موسم وكل إطلالة. هذه الخطوط التي تضيف لمسة حيوية وشبابية على الإطلالات، نراها بشكل شبه دائم في مختلف المواسم وفي مجموعات معظم الدور العالمية التي تحرص على تقديمها بأساليب وتنسيقات تناسب مختلف الأذواق.

ميو ميو miu miu
المزيد
back to top button