النجمة زهرة لاري، الرياضية الإماراتية الشهيرة والبطلة الوطنية للتزلّج الفنّي على الجليد خمس مرات، دخلت التاريخ كأول متزلّجة على الجليد في الإمارات العربية المتحدة ترتدي الحجاب، بروحٍ لا يمكن إيقافها تتميّز بالتواضع والمثابرة. تتحدّث إلى ELLE Arabia عن كسر الجمود وإيجاد الحلول وتحقيق الأحلام لكلّ من يجرؤ على تحقيقها.
تتذكّر زهرة لاري مشاهدة فيلم ديزني "أميرة الجليد" عام ٢٠٠٥ الذي صوّر الاضطراب العاطفي لكيسي كارلايل التي لعبت دورها الممثلة ميشيل تراختنبرغ، التي تابعت شغفها بالتزلّج على الجليد، بدلاً من الذهاب إلى جامعة هارفارد مثل والدتها، التي لعبت دورها الممثلة جوان كوزاك في الفيلم. كان هذا كلّ ما يتطلّبه الأمر بالنسبة لزهرة الشابة لتنطلق نحو ما تحوّل في النهاية إلى حلم مستوحى من ديزني لفتاة إماراتية طموحة من أبو ظبي رفضت التوقّف عند أي عقبة. "كان عمري ١٢ عاماً عندما شاهدت الفيلم ووقعت في حبّ هذه الرياضة على الفور. حاولت التزلّج على الجليد في اليوم التالي ولم يكن الأمر كما توقّعته. لقد واصلت السقوط ولكنّني واصلت النهوض ولم أستسلم".
تشرح قائلة: "عام ٢٠١٢، شاركت في أول مسابقة دولية لي وأدركت أنّني أريد أن آخذ الأمر على محمل الجد وأبذل قصارى جهدي". ومنذ تلك اللحظة لم يمض وقت طويل حتى فازت زهرة باللقب المرموق لتصبح أول متزلّجة على الجليد من الإمارات والشرق الأوسط للمنافسة دولياً. تخرّجت زهرة من جامعة أبو ظبي، وتخصّصت في الصحة والسلامة البيئية، وكلّ ذلك أثناء تدريبها للبطولات للوصول إلى القمة، على الرغم من التحدّيات العديدة التي كان يتعيّن عليها مواجهتها. "كان عليّ التغلّب على الكثير من التحدّيات طوال مسيرتي المهنية، وما زلت أواجه بعضاً منها حتى اليوم. أنظر إلى التحدّيات كما أنظر إلى الجبال وأبحث دائماً عن الحل". تقول: "هناك حل لكلّ شيء"، وهي تتذكّر كيف تمّ خصم نقاطها خلال منافستها الأولى بسبب حجابها. ولم يتمكّنوا من فهم وجهة نظرها واختياراتها إلا بعد أن التقت بمسؤولي وحدة دعم التنفيذ، حيث كانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها الحكام متزلّجة محجّبة. "ما تعلّمته من كلّ هذا هو أنّه في بعض الأحيان عندما تبدين مختلفة عن الأشخاص من حولك، فقد يعاملونك بشكلٍ مختلف. وتشرح بتواضع: "هذا ليس لأنّهم لا يحبّونك، بل لأنّهم لا يعرفون كيفية التعامل معك، ومن واجبنا أن نعلّمهم ونبيّن لهم أنّنا مثل أي شخصٍ آخر دون أي اختلاف على الإطلاق".
إحدى الحلول التي أرادت أن تقدّمها لكلّ حالمة مثلها هي أن توضح لها كيفية الوصول إلى القمة، بغضّ النظر عن عمرها أو قدرتها أو أفكارها الداخلية المتضاربة عندما تكون على المسرح العالمي. واليوم، باعتبارها الشريكة المؤسّسة والرئيسة التنفيذية لنادي الإمارات للتزلّج ـ الأول في البلاد، تقوم بتوجيه وتدريب كلّ من يأتي إليها. "حلمي بالنسبة لنادي الإمارات للتزلّج هو الاستمرار في النمو والتحسّن. نحن نركّز على تطوير الرياضة واستقبال الجميع. مهما كان عمرك أو مستواك، فلدينا مكان لك"، تقول لنا بحماس.
وفي مهرجان الإمارات للآداب ٢٠٢٣، قدّمت زهرة كتابها الأول للأطفال بعنوان "ليس بعد: قصة متزلّجة لا يمكن إيقافها" لإلهام الأطفال بناءً على تجارب حياتها الخاصة. إذا كان هناك شيءٌ واحد يمكنها تغييره في العالم اليوم، تقول زهرة إنّه سيكون إحلال السلام في العالم، وتذكّرنا بمدى أهمية رعاية أحلام الأطفال، ومنحهم السلام والأمان والثقة التي يستحقّونها ليصبحوا نجوم الغد.