تشكل الاكتشافات الأثرية عالما بحدّ ذاته نظراً لاهميتها بتعريفنا على التاريخ القديم للدول والحضارات. فعلى مدى سنوات طوال، نجح الخبراء باستكشاف الملايين من الآثار حول العالم حيث كان بعضها مذهلا ومؤثرا بنتائجه. ويجري علماء الآثار حول العالم أعمال تنقيب مستمرة للتعرف عن كثب على الحضارات القديمة، والكشف عن المزيد من أسرارها.
وفيما تعددت الاكتشافات الأثرية التي شهدها عام 2022 ، سنسرد لكم في هذه السطور ما تضمنته قائمة أكثر الاكتشافات الأثرية إثارة للاهتمام عام 2022:
طريقة العقاب القديمة
فقد اظهرت دراسة حديثة ان من بين اهم الاكتشافات في عام 2022 كان عالعثور على المئات من الألواح التي كتبها الطلاب في مصر القديمة كـ"قصاص"، أو كأسلوب للعقاب، إذ كتب الطلاب على اللوح الرمز نفسه مراراً وتكراراً.
وقد وجد الباحثون 18 ألف قطعة فخار منقوشة بالحبر في موقع أتريب الأثري في بنها المصرية في وقت مبكر من هذا العام، ومن بينها مئات القطع التي تحمل رمزاً واحداً متكرراً من الأمام والخلف.
واشارت النتائج الى ان هذه "الخربشات" تدل على أنّ "التلاميذ المشاغبين" كانوا يُجبرون على كتابة هذه السطور كنوعٍ من العقاب، وفقاً للباحثين في جامعة توبنغن الألمانية، والذين أشرفوا على هذه العملية.
دليل محتمل على قبر كليوباترا المفقود
لا يزال علماء الآثار يتعطشون لاكتشاف قبر كليوباترا المفقود، ولاسيما بعدما عثر فريق من جامعة سانتو دومينغو على ما يعتقد أنّه مدخل يوصل إليه.
وكانت وزارة السياحة المصرية قد أعلنت، في تشرين الثاني الماضي، أن الفريق قد رصد نفقاً بطول 4281 قدماً، يقع على عمق أكثر من 40 قدماً تحت الأرض، في موقع يقع بالقرب من معبد في مدينة تابوزيريس المدمرة.
خاتم زواج من القرون الوسطى
ومن مصر الى بريطانيا ، حيث شهد العام 2022 على عثور الشاب ديفيد بورد في الريف الإنكليزي على خاتم زواج من القرون الوسطى من الذهب والألماس أثناء استكشاف المعادن.
وقد اعتقد ديفيد بورد في البداية أن ما وجده مجرّد خردة معدنية، لكنّه بيع مقابل 46 ألف دولار في 29 تشرين الثاني الماضي.
بلدة رومانية شاسعة في بريطانيا
وفي بريطانيا ايضا، أدى العمل على مشروع للسكك الحديدية عالية السرعة في إنكلترا إلى اكتشاف بقايا مستوطنة تجارية رومانية بالقرب من نورثهامبتونشاير.
وشمل الاكتشاف، في كانون الثاني الماضي، طريقاً وأكثر من 30 بيتاً مستديراً، بالإضافة إلى ورش عمل وأفران وآبار ومجوهرات ومستحضرات تجميل وفخار وأكثر من 300 قطعة نقدية رومانية.
أشباح برونزية في حمام حراري
وفي ايطاليا ، تم الثور في حمام حراري في توسكانا الإيطالية، على أكثر من عشرين تمثالاً رومانياً قديماً من البرونز محفوظة جيداً ومغطاة بحوالي 6 آلاف قطعة نقدية.
وتصوّر التماثيل الآلهة اليونانية الرومانية مثل أبولو، ووُجدت في موقع موحل لحمام قديم نقّب فيه العلماء مدّة ثلاث سنوات.
ماسة وردية ضخمة في مناجم أنغولا
ومن ايطاليا الى استراليا التي كانت شاهدة ايضا على احد اهم الاكتشافات حيث أعلنت شركة لوكابا دايموند الأسترالية هذا الصيف أنّها عثرت على ما يحتمل أن يكون أكبر ماسة وردية خلال القرون الثلاثة الماضية. وعُثر على الحجر الكريم الذي يبلغ وزنه 170 قيراطاً، ويطلق عليه اسم "لولو روز" في أنغولا، واحتفلت به الحكومة معتبرةً إياه اكتشافاً تاريخياً.
هرقل في نسخة شابة
كما ابى العام 2022 ان يغادر قبل ان يترك بصمة اكتشاف هامة في اليونان حيث اختتم علماء الآثار في أيلول الماضي، عملية حفر كشفت عن قطع كبيرة تصوّر البطل الأسطوري هرقل في فيليبي، شمال شرقي اليونان.
ووفقاً لأرشي دن من جامعة برمنغهام، فإنّ التمثال الكلاسيكي يعود إلى القرن الثاني الميلادي، والذي وصفه بأنّه اكتشاف "مثير للاهتمام بشكل غير عادي".
مزارع يعثر على فسيفساء بيزنطية في غزة
كما في اليونان كذلك في فلسطين، حيث فوجئ المزارع الفلسطيني، سليمان النباهين (52 عاماً)، بأرضيات فسيفسائية أثرية متناسقة الألوان والأشكال، داخل أرضه الزراعية الواقِعة شرقي مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين، وسط قطاع غزة.
وتعود الأرضيات الفسيفسائية إلى العهد البيزنطي، ويعتقد أنّ عمرها يفوق 1800 عام، وحافظت الأشكال والرسومات والزوايا والأطراف على وضوح معالمها.
العثور على سفينة "إندورانس"
ومن منا لا يتذكر الضجة التي اثير حول عثور فريق من المستكشفين في مارس الماضي على حطام السفينة الشراعية الاستكشافية "إندورانس" التي فقدت عام 1915 في القطب الجنوبي أثناء بعثة استكشافية بقيادة المستكشف البريطاني إرنست شاكلتون.
وقد وجد الفريق حطام السفينة على عمق 3008 أمتار من مياه القطب الجنوبي، حيث كانت تجلس عمودية في قاع البحر، وبدت سليمة إلى حد كبير مع بعض الأضرار التي لحقت بسطحها الأمامي.
كنز آخر من سانشيندوي
وشملت قائمة أكثر الاكتشافات الأثرية إثارة للاهتمام عام 2022، الصين حيث تم الكشف في موقع سانشيندوي الأثري الصيني، عن قطعة الأرض تبلغ مساحتها قرابة 12 كيلومتراً مربعاً وفيها آلاف الآثار.
وتضمنت آخر عملية بحث في حزيران الماضي إيجاد 3155 قطعة وصندوقاً على شكل صدفة سلحفاة ومذبح قرابين.