ساهمت انجي شلهوب، الرئيس والمدير الإداري لمجموعة Etoile Group ، لسنوات عديدة في قطاع التجزئة الفاخرة في منطقة الشرق الأوسط، إذ ادخلت منذ عام 1983 ، أكثر من 200 علامة تجارية عالمية فاخرة إلى المنطقة بما في ذلك شانيل وفالنتينو ورالف لورين وتودز وجون غاليانو. في عام 2005، أسست انجي متجرها الخاص، Etoile La Boutique ، والذي يضم مجموعة متنوعة من مصممي الأزياء المتميزين تحت سقف واحد. وفي عام 2009، قررت انجي شلهوب دخول عالم الإبداع وإطلاق علامتها الخاصة INGIE Paris والتي سنتعرّف عليها أكثر من خلال هذا اللقاء.
ELLE Arabia: أخبرينا عن بدايتك، فقد عملت في مجال الأعمال التجارية لفترة طويلة ولكن من أي جاءت فكرة التصميم؟
انجي شلهوب: كما تعلمون منذ البداية، كنت أساعد مصممي الأزياء الفاخرة لتوضيح طريقة تفكير النساءفي الشرق الأوسط وكيف تخترن ملابسهن. نصحني إحد الأصدقاء المقرّبين في تأسيس علاماتي التجارية الخاصة نظراً إن لدي القدرة والرؤية على القيام ذلك. تردّدت في البداية ولكن اصرار صديقي لمدة 5 سنوات، زاد من ثقتي بنفسي وبقدرتي على القيام بذلك. من ثم، حصلت على مساعدة خبير استشاري والذي نصحني بتأسيس العلامة تحت اسمي كي تعكس شخصيّتي ويكون لها هويتها الخاصة. فكرت في إنشاء مجموعات كبسولية، فمن المعروف أني كنت الأولى في جلب العديد من أفضل المصممين العالميين للأزياء الراقية إلى المنطقة. في البدء، أردت تسميت علاماتي التجارية إيتوال Etoile. ولكنني اعتمدت على تسميتها إنجي باريس INGIE Paris وأناحريصة جدا على نجاحها خاصةً أنها تحمل أسمي. إذن ، هكذا بدأت...
E.A: لماذا فقط INGIE Paris ، وليس INGIE Couture أو أي شيء آخر؟ ما هو الرابط مع العاصمة الفرنسية باريس؟
أ.ش: لسنوات عديدة، كنت الرائدة في إحضار وتقديم علامات الأزياء الفرنسية الراقية الى المنطقة، والتي لا تقتصر على تصميم الأزياء الراقية فحسب، بل على معظم العلامات التجارية الفرنسية. عشت بين الشرق الأوسط وفرنسا، منذ طفولتي وإلى أن بدأت في العمل، كما أني حصلت على الجنسية الفرنسية. هدفي هو إنشاء متجر إيتوال في باريس. أردت أن يعرف الناس أنني أحمل الحرف اليدوية في تصاميمي وأقوم بدمجها مع الحرف الأخرى سعياً للإتقان. تعكس مجموعتي جذوري وأصولي فقط لا غير...
E.A: ما الذي يجعل تصميماتك مختلفة عن غيرها؟
أ.ش: تصاميم إنجي باريس هي الوحيدة التي تفهم حقًا الثقافة الحقيقية لكلا العالمين. نشأت وتعلّمت في أجواء فرنسية ولكن ضمن عادات وقيم شرقية ولبنانية بالتحديد. وبما أنّي نشأت واختبرت الحياة في العالم الغربي في سن مبكرة، فمن الطبيعي أن تنعكس هذه الثقافات المختلفة في تصميماتي. أحرص على المزج بين الأناقة والكلاسيكية ولكن بأسلوب متطوّر ومنفرد في نفس الوقت. تتميّز جميع تصاميمي بلمسة أنثوية راقية وفريدة من نوعها. لذلك، قد تلاحظين في مجموعتي توازن دقيق بين الحضارتين، الشرقية والغربية.
E.A: ما هو مصدر الهامك؟
أ.ش: استوحيت مجموعتي الأخيرة التي قدّمتها قبل بضعة أيام في الشرق الأوسط، من فيلم وثائقي كنت اشاهده في فرنسا، وجذبتني شخصيّة كليوباترا التي تدمج بين شخصيّتين مختلفتين، ملكة مصر والمرأة المحاربة! بمعنى آخر، تجمع كليوبترا في شخصيتها بين المرأة المفعمة بالأنوثة والشخصية القوية والصلبة. ومن ناحية أخرى، وبما أني ولدت في مصر، فقد شدّتني جذوري المصرية أيضًا إلى أسلوب حياتها. لذلك، أشعر أنّ جميع هذه الثقافات، اللبنانية والمصرية والفرنسية، تجري في عروقي. شعرت أن هناك رابط بيني وبين كليوباترا. تخيّلت كليوبترا في عالمنا اليوم وقرّرت احضارها إلى عالمنا الحديث، وسألت نفسي: ماذا سترتدي كليوبترا اليوم وفي هذا العصر؟ ومن هنا بدأت الفكرة وأخذت أجزاء من التاريخ وأعدت إحيائها من جديد.
E.A: ما الذي يأتي أولاً ، الفكرة ، الإلهام أم النسيج؟
أ.ش: لا يوجد قاعدة ثابتة. يأتي الإلهام من أي مكان، من اللوحات، من السفر، من الافلام، من الطبيعة. كل ما نحتاج إليه هو أن نفتح عقولنا لتحويل هذه الصور إلى أفكار خاصة بنا. وبالرغم أني أشعر أن أفكاري متميّزة إلاّ أنها قد تشبه في بعض الأحيان تصاميم مبدعين آخرين، وهذا أمر طبيعي في عالم الابداع. يمكن أن تتطابق الأفكار لأنه يوجد نوع من الترابط الفكري عند المبدعين.
E.A: هل تجدين اختلاف بين المرأة الشرقية والمرأة الغربية؟
أ.ش: هذا ليس صحيحًا. عندما بدأت في العمل في عالم الموضة، لم يؤمن حينها المصممون الفرنسيون أو الأمريكيون بإمكانيات منطقتنا ولم يكن أحد مهتمًا باستثمار الوقت والمال. لكن اصراري في عملي جعلهم يؤمنون بقدراتنا وعاداتنا وقواعدنا في الشرق الأوسط. لا تختلف الأمور في الكويت وقطر والبحرين والامارات، انها ثقافة واحدة قد تختلف فقط في تفاصيلها الصغيرة. لقد عشت في بلاد مختلفة ولدي القدرة على التميز بين الحضارات. على الرغم من ثقافتي الفرنسية واصولي العربية، هدفي الأساسي هو في أن أكون قادرة على تلبية أذواق النساء في جميع انحاء العالم ومن مختلف الجنسيات والأعمار. تصاميمي تحاكي جميع النساء وأهدف أن تصبح عالمية. فلقد ارتدت تصاميمي نساء من مختلف انحاء العالم، الأمريكيات والخليجيات والأوروبيات والصينيات، عبر الإنترنت أو في متجر دبي مول. إنه شعور رائع للغاية. هذا هو بالضبط المكان الذي أريد أن أصل إليه.
E.A: برأيك، من هي أيقونة الموضة؟
أ.ش: هذا سؤال صعب للغاية (تضحك). من الصعب الإجابة عليه لأن لدي الكثير من أيقونات الموضة، على سبيل المثال، الملكة رانيا والتي أكنّ لها الكثير من الاحترام. ولكن في الواقع ، أنا معجبة بأي امرأة تعرف كيف توازن بين الأناقة والمرح.
E.A: هل تتمنّين أن ترتدي الملكة رانيا من تصاميمك؟
أ.ش: انه حلمي! طبعاً، أحب أن أراها في تصاميمي لأني أعشق أسلوب البسيط والأنيق.
E.A: و ما بعد كليوباترا؟
أ.ش: صدقاً، اعتبر تأسيس متجراً خاصاً لعلامتي في دبي مول ركن أساسي ومهم جداً بالنسبة لي. انها المرة الأولى التي استطيع فيها فيها تقديم مجموعتي كاملةً في مكان واحد. احتفلت اليوم مع مجموعة كليوبترا بعامنا الأول لتأسيس أنجي باريس، وأهدف إلى العالمية. أعتقد أن اطلاق إنجي باريس من مول دبي بالتحديد هو خطوة جيدة لأنه أكبر مركز تجاري على الإطلاق، ويقدم للعالم أفضل دور الأزياء والعلامات التجارية العالمية والمحليّة. أردت حقاً أن أبدأ من هنا. نصحني العديد من الناس الانطلاق من باريس ولكنني أصرّيت على أن تكون دبي نقطة انطلاقي. دبي قبل أوروبا، أريد التواصل مع عملائي بشكل أفضل من أجل تنمية مجموعتي أيضًا. لذلك، أنا أركز على دبي في الوقت الحالي.
E.A: هل يمكنك أن تخبرينا عن الأعمال الخيرية التي تقومين بها حالياً؟
أ.ش: هذا شغفي! كمجموعة، كنا دائمًا منخرطين في المسؤوليات الاجتماعية، وقد تم اختيار زوجي لجائزة أفضل مؤثّر عالمي من بين 13 شخصاً. حين ذهبت معه إلى الأمم المتحدة في سبتمبر للحصول على الجائزة، تواصلت مع اليونيسف وطلبوا مني أن أكون جزءً من دائرة القيادة. سعدت للغاية ويشرّفني جداً أن أكون جزءً من هذه المبادرة النبيلة وأن أشارك بشكل مباشر، ليس فقط من الناحية المادّية، ولكن أيضًا من الناحية الشخصية. قريباً، سأقوم برحلة ميدانية إلى الأردن لزيارة مخيمات اللاجئين، وأنا متوترة للغاية لأنني عاطفية جداً. أعتقد أن هذه الرحلة ستمكّنني من الحصول على صورة أفضل لما أحتاج للقيام به بعد ذلك. أنا متأكّدة أنني سأعود من هذه الرحلة أنسانة مختلفة، الأمر الذي سيساعدني في العمل إيجابياً.
E.A: ما رأيك في الاتجاه الجديد للمؤثرين في العالم؟
أ.ش: من الصعب للغاية إبداء الرأي حول المؤثرين لأنهم جزء من الاتجاه الجديد العالمي، وبالتأكيد من الضروري ضبطهم بعض الشيء. أظن أن البعض يستحق هذا اللقب حقًا. هذا جزء من جيل الألفية والاتجاهات الجديدة، ونحن بحاجة إلى التكيّف وأن نكون أذكياء بما فيه الكفاية لاستخدامها لصالحنا. في السابق، كانت الممثلات هن المؤثّرات في عالم الموضة، ومن ثم، أي في الثمانينات، ظهرت عارضات الأزياء مثل سيندي كروفرد وكلوديا شيفر، والتي أصبحت المؤثرات في ذلك الوقت. تغير الزمن الآن، واليوم يمكن للجميع أن يصبح من المشاهير أو المؤثرين. نحن بحاجة إلى التكيّف مع هذا الوقت الجديد، إنه جزء من التكنولوجيا والتطوّر.
E.A: على أي أساس تختارين المؤثرين لعلامتك التجارية؟
أ.ش: يعتمد ذلك على الهدف أو كيفية تمثيلها لعلامتي. اختار كل أمرأة تشبه كليوبترا العصر الحديث.
E.A: ما هي نصيحتك للمصممين الجدد؟
أ.ش: لدي الكثير من النصائح! إنهم بحاجة حقًا لأن يكونوا أكثر حزماً، خاصة المصممين المحليين والعرب. إذا فعلوا ذلك فيمكنهم التنافس مع الغرب. فمن المستحيل التنافس مع العمالقة إذا لم تكوني حازمة. تستسلم الكثير من المواهب الشابة بسهولة. لا تستسلموا! فالأمر يتطلب الكثير من الجهد والعمل الجاد للوصول إلى الهدف. الحياة صراع، ونصيحتي لهم هي أن لا يستسلموا بسرعة. أعتقد أن المصممين المحليين يمكنهم أن يقطعوا شوطاً كبيراً لأنهم موهوبين للغاية.
E.A: ما هو شعارك في الحياة؟
أ.ش: أعتقد أنه يتوجّب علينا، عندما نحقق انجازاً ما في مرحلة معينة من حياتنا، رد الجميل. وهذا ما أريد أن أفعله الآن. ليس فقط من الناحية المادّية ولكن أيضًا الشخصية. ليس فقط لأطفالي ولكن أيضًا للعالم. أود توجيه المصممين الآخرين، المحليين أو الغربيين. أريد رد الجميل للمجتمع واليونيسيف.
بالنسبة للأزياء، كل ما أريده هو ابراز على جمال المرأة من الداخل إلى الخارج. لكل منا جماله ومهمتي التعبير عن هذا الجمال من خلال الموضة.
حاورتها ندى قبّاني