احتفل المصوّر باتريك صوايا بحفل عيد ميلاده في قرية لبنانيّة، اختارتها الجمعيّة العامة لمنظّمة السياحة العالميّة، لتكون على قائمة أفضل القرى السياحيّة في العالم للعام 2023، وهي قرية "دوما" الواقعة في قضاء البترون في شمال لبنان.
حضر الحفل الذي طغت عليه الأجواء القرويّة اللبنانيّة التقليديّة، عدد من الشخصيّات الفنيّة البارزة الذين تجمعهم صداقة قويّة بباتريك الذي يُعرَف بتصوير المشاهير في فعاليات كثيرة يحضرونها، في لبنان ودول مختلفة من العالم. ومن خلال هذا الحفل، سلّط الضوء على روعة هذه القرية، وعلى التراث الرائع للبنان، من خلال عرض الكثير من المنتوجات والأعمال الحرفيّة التي يشتهر بها البلد، وقرية دوما خاصة. فما الذي تتميّز به هذه القرية والذي جعلها تستحقّ لقب واحدة من أفضل البلدات السياحيّة في العالم؟
تتميّز دوما بموقعها المميّز، إذ تحيط من جوانبها الثلاث القمم والأودية، الأمر الذي يجعل الرطلالات الطبيعيّة الرائعة تحدّها من كلّ مكان. ومن العناصر التي تجعلها مقصدًا سياحيًّا، أسواقها القديمة التي يهتمّ القيّمون على البلدة بترميمها باستمرار، والتي تضمّ دكاكين وحوانيت صغيرة، معظمها يبيع القطع الحرفيّة ومنتوجات المونة. كذلك، تضمّ دوما مقاهي صغيرة يعود إنشاءها لسنوات طويلة، حيث يمكن اكتشاف الكثير عن التراث الذي بناه الأجداد فيها فور دخولها والتمعّن في أحجارها القديمة، هذا إضافة إلى منازلها التراثيّة المتوَّجة بالقرميد.
نشأت بلدة دوما في فترة الاستعمار الرومانيّ، وفيها، تمّ إنشاء أوّل صيدليّة في بلاد الشام، وذلك في العام 1867، وتأسّس في العام 1895 فيها المسرح الدومانيّ الذي استمرّ حتّى العام 1975، حيث تدمّر الكثير منه خلال الحرب الأهليّة التي بدأت في ذلك العام.
وتحتوي دوما الكثير من المعالم الأثريّة التي تشهد على تاريخها الطويل، مثل الناووس الرومانيّ، إضافة إلى الكثير من المعابد الوثنيّة التي تحوّلت اليوم كنائس، ومنها معبد إله الصحّة "إسكلابيوس" الرومانيّ. أمّا منازلها التراثيّة، فهي تمزج بين الفن المعماريّ اليونانيّ والتوسكانيّ واللبنانيّ، وتتميّز بالزخرفات والقناطر والمندلون والنوافذ الكبيرة والعالية، وشرفاتها ومساحاتها الواسعة.