لا يختلف اثنان حول أهمية اللقاحات في مجال الطبّ وما حقّقته من نجاحات ومساهمات في القضاء على العديد من الأمراض التي كانت تعتبر فتّاكة، منها الجدري والحصبة وشلل الأطفال... ولكن رغم منافعها، تحوم تساؤلات كثيرة حول التأثيرات السلبية المحتلمة لهذه اللقاحات على صحّة الإنسان. فما صحّة هذه التساؤلات؟
دور اللقاحات
تعمل اللقاحات على تحفيز الجهاز المناعي عن طريق إدخال أجزاء من الفيروس أو البكتيريا أو نسخة ضعيفة منها إلى الجسم، ما يسمح للجهاز المناعي بالتعرّف على العامل الممرّض ومكافحته في حال التعرّض له مستقبلًا، مما يمنح الجسم مناعة طويلة الأمد. وغالباً ما يترافق اللقاح بعض التأثيرات الجانبية الخفيفة والموقّت، التي تعتبر استجابة طبيعية من الجسم، مثل الشعور بالألم وظهور احمرار مكان الحقن، أو إصابة الشخص الملقّح بحرارة خفيفة تدلّ على استجابة الجهاز المناعي، أو الشعور بالإرهاق والصداع وهو أيضاً نتيجة طبيعية لتنشيط الجهاز المناعي.
تأثيرات سلبية نادرة
التأثيرات السلبية التي ذكرناها سابقاً، هي الأكثر ظهوراً على المريض بعد تناوله أي لقاح. إلا أن هناك بعض التأثيرات السلبية التي تكون أكثر خطورة ولكن حصولها نادر جداً:
- حصول رد فعل تحسّسي شديد، يظهر عادة خلال دقائق من تلقي اللقاح ويمكن علاجه بشكل فوري.
- ظهور بعض المشاكل العصبية مثل التهاب الأعصاب أو متلازمة غيلان باريه Guillain-Barré Syndrome المرتبطة ببعض اللقاحات مثل لقاح الإنفلونزا، ولكن هذه الحالات نادرة للغاية.
- آثار جانبية نادرة أخرى يمكن أن تتعلق ببعض مكوّنات اللقاح مثل المواد الحافظة أو المثبتات.
معلومات خاطئة
بالإضافة إلى التساؤلات التي تحوم حول اللقاحات، يبدو أن هناك العديد من المعلومات الخاطئة التي تنتشر بين الأشخاص والتي يتمّ تبنّيها من دون أي مراجعة أو بحث عميق. من هذه المعلومات أو الشائعات، القول بأن اللقاحات تسبّب التوحّد، وهو ادعاء ظهر من دراسة تم سحبها لاحقًا لعدم صحتها، وقد أثبتت الدراسات العلمية المكثفة أنه لا يوجد أي علاقة بين اللقاحات والتوحد. كذلك بالنسبة إلى المخاوف المحيطة بمادة الثيميروسال وهي مادة حافظة، والتي لم يعد لها مبرّر بعد أن تمت إزالة هذه المادة من معظم اللقاحات كإجراء احترازي، ولم تثبت الدراسات أي ضرر مرتبط بها. أما في ما يتعلّق بتأثير اللقاحات على الخصوبة، فلا يوجد دليل علمي يدعم هذه الادعاءات، كما أن جميع اللقاحات المعتمدة تخضع لاختبارات صارمة قبل الاستخدام.