يعيد إيلي فهد تشكيل مشهد السينما اللبنانية، ويثبت أنّ المخرج يمكن أن يكون صاحب رؤية وراوٍ للقصص. بعين الأصالة وشغف باستكشاف التجربة الإنسانية، يتحدّث إلينا فهد كما لم يسبق له مثيل...
أحياناً أفكّر في نقطة الصفر حيث لا توجد أغاني أو أفلام، مثل موقف سيارات فارغ، مثل مطعم بلا طاولات، مثل مبنى بلا سكان.
أجلس على كرسيي، أنتظر، أنتظر أول نغمة موسيقية - كيف تبدو، ماذا تشبه؟ من ابتكرها؟ وإلى أين ستصل وتقودنا؟ نقطة الصفر فيها صمت، لا صوت، لا نبض قلب.
على الكرسي هذا نفسه، أفكّر في أول فيلم أُطلق ـ كيف كان شكله، وما هي قصّته، ومن هم أبطاله؟
نقطة الصفر ليس فيها ضوء، ولا صورة، ولا نَفَسْ. ثمّ ظهرت هذه العناصر كلّها، وحينها اكتشفتُ أنّ الأفلام والموسيقى هي الحياة.
على الكرسي ذاته أجلس اليوم، أتأمّل الأفلام التي غيّرت حياتي وجعلتني أحلم كلّ يوم ـ أحلامٌ ببلدان وحكايات لم أزرها من قبل، أحلامٌ عن الحبّ على الجانب الآخر من الكوكب، أحلامُ حياةٍ بلا حرب.
وعلى هذا الكرسي نفسه، سمعت موسيقى جعلت رأسي يدور، ودقّات قلبي تتسارع، وعينيّ تضحك. آه، يا لعالم الموسيقى، كم يمكن أن يغيّر العالم!
على هذا الكرسي، كتبت هذا النص، على أمل أن يرغب شخص ما في صنع فيلم، مع العلم أنّ ما عليه إلّا أن يبدأ، وربما لدى شخص آخر موسيقى تمثّل حلماً، وهي مخبّأة في قعر أحد الأدراج، مع العلم أنّ الوقت قد حان ليسمعها العالم.