تتحدّث الفنانة الإماراتية شمّا العامري عن الفن والثقافة والحوار واللغة.
عندما قرّرت الفنانة الإماراتية شمّا العامري متابعة أحلامها، لم تكن تبحث حقاً عن عمل وعن الأمان التي توفّره المهنة، بحيث كانت تستمتع بالفعل بهذا الجانب من حياتها. بدلاً من ذلك، أرادت استكشاف ما يعنيه الفن بالنسبة لها، من حيث الثقافة، ضمن المشهد الفني المعاصر المتطوّر. كان أعظم دعم لها هو عائلتها، وخاصة والدتها، التي كانت تؤمن بشغفها لاستكشاف جوانب مختلفة من هويتها من خلال الفن.
على الرغم من الدعم، بقيت الرحلة في البداية صعوداً شاقاً، كما تتذكر: "الفن ليس عملية سهلة ويتطلّب الكثير من الأعمال والتّجارب الفاشلة، والنتائج ليست مضمونة؛ إنّها ممارسة زلقة تتطلّب الكثير من الدعم الخارجي لكي تستمرّ". وتقول إنّ التّحدي الأصعب كان التعامل مع أشخاص من داخل الصناعة لا يبدو أنّهم يقدّرون العمل الشّاق الذي يواجهه الفنّانون الناشئون ومقدار الجهد المبذول في كل قطعة فنّيّة. بمجرّد أن وجدت موطئ قدمها في نهاية المطاف، اكتشفت شمّا إمكانيّات عديدة لتوسيع نطاق نموها داخل المشهد الثقافي والفني للمنطقة، وعلى المسرح العالمي. تمّ تطوير العديد من المشاريع التي أسّستها خلال مسيرتها الفنيّة بناءً على حاجة اللحظة.
"كان مشروعي الأول عام ٢٠١٠ هو إنشاء مساحة تجريبيّة إختباريّة جعلت الفن قريباً من الناس وخلقت عندهم علاقة جديدة معه، مقابل المساحات والمعارض التي كانت تبدو حصرية في ذلك الوقت"، كما تقول. على مرّ السّنين، أسّست شمّا مجلة الـ "مجهول"، وهي منصّة لمناقشة الفن المعاصر بلغتها الأم التي كانت غائبة في ذلك الوقت.
في وقت لاحق، أنشأت Bleep ـ وهي منصة لتقديم الإرشاد للفنانين والتي تشجّع على النقد والبحث، لمساعدتهم في رحلتهم والتي وجدوها مفيدة للغاية. بعدها، أتت Art Estate ـ وهي مبادرة تعمل مع الفنانين المحليين وتوفّر لهم الفرص من خلال ربطهم بالصناعة من خلال اللجان والمشاريع. وتواصل من خلال معرضها الأخير So To Speak بحثها المستمرّ في اللغة، والذي يقدَّم في مجموعة متنوّعة من الوسائط، بدءاً من المعدن والخشب مروراً بالحبر على الورق والمطبوعات وصولاً إلى الأشعة فوق البنفسجية على زجاج شبكي (بليكسي).
روائع كلمات الفنانة الإماراتية شمّا العامري
"الثقافة شيءٌ عضوي وهي تنمو وتتوسّع مع احتياجات شعوبها".
"أهمّ لحظة في مسيرتي المهنيّة، بعد أن أكملت درجة الماجستير في الصّناعات الثّقافيّة هنا في الإمارات العربيّة المتّحدة، كانت عندما قرّرت متابعة دراساتي في الفن المعاصر في الخارج وقُبلت في برنامج الكليّة الملكيّة للفنون. كانت هذه لحظة حاسمة في عملي الفني".
"معرضي الأخير So To Speak يدور حول منظار وتعريفات ومعايير الحقيقة والحرية والمعنى".
"الهدف من وراء صالون الفن العربي الذي شاركت في تأسيسه كان بدافع الضرورة. جاءت هذه المبادرة لأنّ العديد من الطلاب الذين كانوا يدرسون في المملكة المتحدة في ذلك الوقت أرادوا إنشاء مساحة خاصة للحوار خارج الخطاب المليء بالتحديات والذي يحرّكه الغرب، والذي غالباً ما يتمّ تقديمه في برامجنا".
"لقد انجذبت بشدّة إلى التّصميم والمصمّمين، إلى جانب الفن. أحبّ جمع القطع الفنيّة وأقدّر قطع التّصميم العملية لفنانين محليين والتي تدمج الإحساس بالبيئة والتاريخ في أعمالهم".
"لا أرى الفن كمجرّد مساهمة في التّجارب العابرة للثقافات، وهذا أمر ضروري. بدلاً من ذلك، أرى أنّه أداة أساسيّة لفحص هويّة المرء وموقعه والتحقيق فيهما، إلى جانب النواحي المختلفة للثقافة وعلم الاجتماع من الداخل".
"أنا أستوحي من المفكّرين والفنّانين الذين يستثمرون الوقت والبحث في ممارستهم لعملهم، ليس فقط بالمعنى المفاهيمي ولكن أيضاً بالمعنى المادي. هذا يستغرق ساعات من الانضباط والمثابرة".
"لم أفكّر مطلقاً في أنّني سأواصل الفن كمهنة. كنت مهتمّة بالتّاريخ والأدب ودرست ذلك. لدي أيضاً اهتمام كبير بالعمارة والتّصميم، ولكن كممارسة، كنت منجذبة جداً للفن والمشهد الفنّي المعاصر بسبب المساحة الغنيّة جداً التي يوفّرها لاستكشاف الأفكار والمفاهيم بشكل لا حدود له، بعيداً عن المألوف".