تعددت استخدامات التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي التي من المفترض أن كون أداة للتقارب بين فئات المجتمع والأزواج على صفه خاصة، إذ اصبحت مواقع التواصل ومنها وتطبيق "الواتساب" وسيلة لنقل رسالة " انتِ طالق"، فهل يؤخذ بهذا الطلاق وهل يجوز شرعاً؟
يجيب عن السؤال المحامي والمستشار القانوني الإماراتي يوسف البحر، ويقول: " المقرر بنص المادة 2/99 من قانون الأحوال الشخصية الإتحادي رقم 28 لسنة 2005، التي تنص على التالي: " يقع الطلاق باللفظ أو بالكتابة، وعند العجز عنها فبالاشارة المفهومة". وبالتالي فإن الرسالة المرسلة عبر الواتساب يقع فيها الطلاق، ويعد إقرار منه بالطلاق كتابة، فتجرى عليه أحكام كتابة الطلاق، فإن كتبه عازماً عليه وقع كما لو تلفظ، كما نص عليه العلامة ابن الحاجب في مختصره بقول: ( وإذا كتب بالطلاق عازماً عليه وقع ناجزاً)، وبما أن هذه الكتابة واضحة بإيقاع الطلاق، فهذا دليل على العزم الواضح على إرادته".
من جهة أخرى، أكدت هيئـة كبار العلماء برئاسة الدكتور حمد الشيباني المدير العام لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، أن كتابة لفظة "الطلاق" من الزوج وإرسالها عن طريق رسـالة نصية من الهاتف هو طلاق صريح لإقرار الزوج بالكتابة وإرادته الطلاق.
زوج ضعيف الشخصية
وحول شخصية الزوج الذي يستخدم هذا الأسلوب لإنهاء حياته الزوجية، يقول دكتور علم الاجتماع محمد أنور: " غالباً يستخدم الرجال هذا النوع من الوسائل سواء أكان واتساب أو رسائل نصية عبر الهاتف أو حتى رسائل مكتوبة، إذا كان الزوج يعاني من ضعف شخصية يخشى فيها مواجهة زوجته بالإنفصال، أو إذا كان لا يريد أن يرى الحزن في عيون زوجته ولا يريد رؤية حزنها من صدمتها بالطلاق، والبعض منهم يستخدم هذه الطريقة حتى يعفي نفسه من مسألة النقاش وتبادل التهم، وخاصة إذا كان متأكد انه السبب في الخلافات الزوجية".
آراء متباينة
ترى زهرة الغندور، متزوجة، أن الرجل الذي يستخدم هذا الأسلوب هو ضعيف الشخصية ولا يملك الجرأة لمواجهة زوجته بقرار الطلاق، وتنصح الزوجات اللاتي يتطلقن بهذا الطريقة، بأن لا يحزن على طلاقهن، وأن لا يناقشن أزواجهن بالأسباب، لأن الزوج الذي يستخدم هذا الأسلوب يكون قد راجع نفسة ألف مره قبل إتخاذ هذه الخطوة، في حين الرجل الذي يطلق زوجتة شفيهاً ربما يكون قد تسرع في قراره.
بيما يرى عوض محمد، متزوج، أن الطلاق عبر الواتساب ربما يريد به الرجل أن يهذب زوجته وفيه رسالة لتحذير زوجته، ويجب أن لا تؤخذ بمحط الجد، ويقول: " بعض الرجال لديهم مشكلات كثيرة مع زوجاتهم، ويكون الواتساب هو الأداة التي يستخدمونها في حل خلافاتهم، وربما تكون المشكلات زادت عن حدها وقد ينفعل الزوج ويقول لزوجته " أنتِ طالق" بهدف تهذيب زوجته أو تهديدها، ولا اعتقد أن الطلاق يجوز في تلك الحالة".
ويرى نبيل خضر، متزوج، أن الطلاق عبر الواتساب أصبح موضة في مجتمعنا، بسبب غياب العلاقات الزوجية المباشرة، وتوجد الكثير من القضايا في المحاكم بسبب هذا النوع من الطلاق. ويرى نبيل أن الزوج الذي يستخدم هذا الأسلوب هو شخص متصالح مع نفسه ويأخذ الأمور ببساطة ودون تصعيد لذلك يستخدم الواتساب كأداة لإصدار قرار "الطلاق" بدلاً من المواجهة مع الزوجة.
أما نورة خالد، عازبة، ترى أن هذا الأسلوب من الطلاق هو "موضة" وكلمة "طالق" عبر الواتساب تعادل كلمة "طالق" التي يقولها الزوج بشكل مباشر، وترى أن تأثير الطلاق هو واحد على الزوجة مع الاختلاف في استخدام الوسيلة، ولكنها ترى أن الطلاق المباشر بين الزوج والزوجة، يتيح للزوجة فرصة للتنفيس عن غضبها وانفعالها بوجد الزوج.
تحقيق رنا إبراهيم