ينفرد مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، في نسخته الخامسة المقرر إقامتها في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، في الفترة من 8 وحتى 13 أكتوبر الجاري، بتقديم العرض الأول في دولة الإمارات والشرق الأوسط لسبعة أفلام من أبرز ما أنتجته السينما العالمية، لنخبة من المخرجين الحائزين على جوائز عالمية.
وتتناول الأفلام السبعة، مواضيع تجمع بين الخيال الواسع والتفاصيل الكثيرة، لتجذب الأطفال والشباب
إلى القضايا التي تهم نظرائهم حول العالم، مثل الحرب، والسلام، والهوية، والأحلام، دون أن ينسى مخرجو ومنتجو هذه الأفلام القيم والمفاهيم التي يتشاطرها الجميع، وإن كانت نظرة كل واحد منهم إليها مختلفة، ومن بينها الصداقة، والعائلة، والسعادة، والأحلام، لتشكل مصدر إلهام لهم للتعرف على معالم الحياة المحيطة بهم، واكتشاف أهمية التعامل بأفق أوسع مع الأحداث التي نظن أنها عابرة أو غير مهمة.
ويشكل فيلم "ألبيون: الخيل السحري"، فاتحة مهرجان هذا العام، حيث تدور أحداثه بين الواقع والخيال لنتتبع فيه مسيرة إيفي، الفتاة الواقفة على عتبة سن المراهقة، وصاحبة الطموح العالي، والمسؤولية الكبيرة، العاشقة للخيل وتربيتها، فهي تقوم برعاية والدها المقعد، الذي اعتادت على الاستماع إلى حكاياته عن عالم "ألبيون" الخيالي، الذي تنتقل إليه إيفي فجأة على ظهر حصان أسود اللون، حيث تبدأ باكتشاف هذا العالم وتلمس ملامحه بطريقةٍ طفولية، لتعلم لاحقاً أنها هي الوحيدة التي تمتلك مفتاح هذا العالم السحريّ. وقد حصل الفيلم على تقييم 93% من قبل الجمهور عندما عرض في مهرجان بنتونفيل السينمائي بولاية أركنساس، وفاز بجائزة "لجنة التحكيم الكبرى" لأفضل فيلم روائي في مهرجان إكوس السينمائي بنيويورك.
وتتحدث آن ماري فليمينغ، المخرجة الكندية ذات الأصول اليابانية، في فيلمها "نافذة الخيول"، عن بناء جسر يربط الانقسامات الثقافية و يشجع على الانفتاح على الأفكار والثقافات الأخرى، بما يسمح باكتشاف الذات عن طريق الكلمة الجميلة، حيث يروي حكاية شاعرة كندية شابة تدعى روزي مينغ، تعيش مع جدّها وجدتها منذ الصغر وتتمنى الذهاب إلى باريس، لكن سرعان ما تنقلب الأمور ويتم دعوتها لإلقاء قصائدها الشعرية في مهرجان للشعر في إيران، وهنا تبدأ المغامرة، خصوصاً أنها لم تكن قد سافرت وحدها من قبل، وفي أثناء وجودها هناك تلتقي روزي بشعراء فارسيين ما أجبرها على مواجهة ماضيها.
يبحث المخرج الأثيوبي السويسري ستيفان جاقار، مع أنطون سومر، بطل فيلمه "سومر الكبير"، الذي يعيش في ضواحي مدينة سويسرية محترفاً لصناعة (السكوينجن (- وهي صناعة يدوية سويسرية قديمة، عن السعادة، ويظل كذلك حتى يسافر للمرة الأولى في حياته إلى اليابان، مع صبي نصف ياباني، وهناك يعيد اكتشاف الحياة ويجد طريقها ويتغلب على وحدته، فهل سيشعره ذلك بالسعادة؟ وكان المخرج جاقار قد فاز في عام 2015، بجائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، عن فيلمه "الأفق الجميل".
ومستندة على رواية للكاتب جوك فان ليوين تحمل الاسم ذاته "اليوم الذي أصبح فيه والدي شجيرة"، تحلّق المخرجة نيكول فان كليسدونك في فضاءات تودا، الطفلة الصغيرة التي تعودت على العيش في أحضان والدها الخباز، وفي أحد الأيام تدق الحرب طبولها، ويضطر والدها إلى تركها برعاية جدتها، ليتمكن من الذهاب إلى الحدود والدفاع عن الوطن، وفي تلك الأثناء تقوم تودا برحلة طويلة نحو البلدة المجاورة من أجل العثور على والدتها، خلالها تتعرف على مغامرات وشخصيات جديدة، وتقيم علاقات صداقة مختلفة.
أما فيلم "على مستوى العين"، فيسعى فيه الفتى اليتيم مايكل جاهداً للعثور على والده، توم، الذي لا يعرف شيئا عن وجوده، وما أن يعثر الابن على والده، حتى يكتشف أنه قزم، الأمر الذي يدخله في دوّامة، بين الرغبة في امتلاك عائلة، وقبول اختلاف والده الذي يعيش هو الآخر تحدّياً من نوع آخر يسمّى "الأبوّة"، يترك المخرج الألماني ايفي جولدبرانر، ومواطنه المؤلف يواخيم دولهوبف بصمتهما الفذّة على هذا العمل.
بدوره يحمل سادس الأفلام، "بالاد من التبت" لمخرجه الصيني تشانغ واي، جمهور المهرجان في رحلة خصبة بالمفردات البصرية إلى التبت، حيث يعاني عدد من الأطفال من اختلال وظيفي في عيونهم، لكنهم يسعون جاهدين لرؤية العالم قبل أن يغرقوا في بحار من الظلام تماماً، ومن هنا تبدأ الحكاية، فلكل واحد من الشخصيات في الفيلم طموحاته وأحلامه الخاصة، فدروما، الفتاة الجميلة تحاول أن تثبت لجدتها أنها لا تزال قادرة على المشاركة في برنامج تلفزيوني، فيما يسعى سونام الذي يعمل أخصائي رشاقة، إلى التخلص من وظيفته المملة، لينطلق نحو آفاق أوسع، بينما يلاحق الصبي كالسانغ الآخرين من خلال الصوت.
أما خاتمة العروض، فستكون مع فيلم "مصّاص الدماء الصغير" لمخرجه الألماني ريتشارد كلاوس، الذي يتناول أحداث سلسلة القصص الأكثر مبيعاً والتي تحمل نفس العنوان للكاتبة الألمانية أنجيلا زومر بودنبيرغ، حيث يتطرق الفيلم إلى قصة رودلف، وهو مصاص دماء صغير يبلغ من العمر 13 عاماً، تقع عائلته تحت تهديد مصاص دماء متوحش، ويلتقي رودلف بصبيّ من البشر بنفس عمره يُدعى طوني، يهوى القلاع القديمة والمقابر ومصاصي الدماء، ويتساعدان أثناء مواجهة خصومهما في معركة ملؤها الإثارة والتشويق والكوميديا، وينجحان بإنقاذ عائلة رودولف، ويصبحان صديقين مخلصين.