الجوارب مع الصندل، من خطأ في الموضة إلى أبرز صيحاتها

لطالما أثارت صيحة انتعال الصنادل مع الجوارب جدلاً واسعاً في عالم الموضة، لاعتبارها خطأ في الأناقة أو عدم مبالاة في حسن تنسيق الإطلالة. أما اليوم، فقد تحوّل هذا المشهد المستفزّ لعشّاق الأناقة، إلى واحدة من أبرز الصيحات التي تظهر على منصّات العروض وفي شوارع عواصم الموضة العالمية. فكيف نشأت هذه الصيحة وما الذي أدّى إلى تطوّرها بشكل كبير؟

 

جذور هذه الصيحة

يُعتقد أن جذور ارتداء الجوارب مع الصنادل تعود إلى ثقافات قديمة مثل الرومانية واليابانية، حيث كان تنسيق "التابي" (جوارب يابانية تقليدية تتميز بتصميمها الفريد، حيث تكون أصابع القدم منفصلة، مع وجود فتحة بين الإبهام وبقية الأصابع) مع الصنادل شائعاً لضرورات عملية وحماية من قساوة الطقس. مع تطوّر الموضة، أصبحت هذه الممارسة تُعتبر تقليدية ولم تُدمج ضمن مفاهيم الأناقة المعاصرة حتى منتصف القرن العشرين.

 

موضة السبعينات والثمانينات

في السبعينات والثمانينات، بدأت بعض دور الأزياء الكبرى استخدام الجوارب كجزء من الإطلالة الكاملة. ورغم ذلك، كانت هذه الصيحة تُعتبر جريئة أو متمرّدة، محصورة في إطار التجريب الفني ولم تجد طريقها إلى الإطلالات اليومية. ولكن مع بداية الألفية الثانية، شهدت الموضة تحولاً كبيراً نحو المزج بين الأساليب العملية والفنية. فشرع المصممون في إعادة تقديم الجوارب والصنادل كإطلالة تجمع بين الراحة والأناقة. كذلك لعبت الأزياء الرياضية دوراً في تعزيز هذه الصيحة، إذ مزجت بين الجوارب المميزة والصنادل الرياضية لإطلالات يومية عصرية.

 

استمرارية التطوّر

خلال السنوات الأخيرة، أصبحت هذه الصيحة جزءاً أساسياً في عروض الأزياء لأهم العلامات التجارية التي قدّمت تصميمات أنيقة من الصنادل المزيّنة بأحجار كريمة أو مزخرفة مع جوارب شفافة أو ملوّنة في تنسيقات أنيقة وغير تقليدية في الوقت نفسه. وساهمت ثقافة الموضة السريعة وشبكات التواصل الاجتماعي في تعزيز انتشار هذه الصيحة. إذ أصبح من الشائع رؤية مؤثرات الموضة يعتمدن هذه الصيحة وينتعلن أفخم الصنادل مع جوارب قطنية بيضاء مثلاً أو أي نوع من الجوارب الأخرى الملوّنة، وكأنها دعوة إلى التمرّد على قواعد الأناقة وفرض مفاهيم جديدة لها.

المزيد
back to top button