التدليك أو المساج هي مهنة علاجية في المقام الأول شأنها في ذلك شأن العلاج الطبيعي، أنشأت على إثرها العديد من المراكز المتخصصة في ذلك.. لكن ما يمكن ملاحظته لجوء بعض المراكز على استخدام هذه المهنة تحت نشاطات أخرى هدفها الأساسي هو الحصول على المال بطريقة غير شرعية، تعتمد على ممارسة الرذيلة وإغراء الشباب. فما هو واقع وجود هذه الظاهرة في الإمارات؟
يلحظ أحمد عبد السلام، هذه الظاهرة بشكل يومي في منطقة الإنترناشونال سيتي- دبي، ويقول: " يومياً تصلني بطاقات خاصة بمحلات المساج والتدليك، بالإضافة إلى بطاقات توضح وجود خدمة المساج في المنازل، وما يلفت الانتباه أن الأعداد في تزايد كما وأن معظم القائمين على هذه المهنة من الجنسية الآسيوية والروسية، وأذكر من فترة وجيزة اتصلت بإحدى مراكز المساج، وسألتهم عن خدمة المنازل وقالوا لي أن الساعة بـ 200 درهم، وبإمكان الموظفة الحضور إلى المنزل بأي وقت أحتاج، بالتأكيد هذه القضية تحتاج إلى ضبط من قبل الجهات المسؤولة، وخاصة وأن المنطقة التي يترددون عليها تشهد سكن شباب، وبالتالي بوابة الوقوع بالمحظور واردة وبشكل كبير".
في المقابل يرى أحمد شكري، المقيم في إمارة الشارقة بأن الظاهرة غير موجودة بالإمارة، ويذكر من فترة ، ذهب إلى سوق نايف- دبي، وإذا برجل يقدم له بطاقة مرسوم عليها امرأة تدلك رجلاً، ويقول له أنها خدمة مخصصة للرجال، يعلق أحمد ويقول: " ما يثير غيظي أن تلك الفئة تستهدف الشباب، وأنا متأكد أن المكان الذي يجري به التدليك غير نظيف، فالتدليك يعتمد على معدات وإشراف فريق متخصص بمهنة التدليك وليس وجود فتاه جميلة يعني أن التدليك فعال! لذلك أنصح الشباب بالابتعاد عن هذه المراكز وعدم مجارات القائمين على هذه المهنة، لأنها بالنهاية تستنزف عقول الشباب نحو الانحراف".
أماكن محدودة
يرى عباس محمد، أن ظاهرة المساج محدودة وتستهدف أماكن معينة في الدولة، ويقول: " لا يمكن تعميم الظاهرة في الإمارات، في السابق كنت ألاحظ هذه الظاهرة بكثرة، ومع الوقت بدأت تتلاشى تلك الظاهرة، فدائماً أرى الملصقات والبطاقات الدالة على خدمة المساج في أماكن تجمعات الفلل والمساكن الشعبية، لكن اليوم لم يعد هناك ملصقات بفضل جهود رجال الأمن في مكافحة تلك الظاهرة".
من جانبه تقول نبيل محمد، المقيمة في إمارة عجمان – دائماً يوضع في باب سيارتي بطاقات خاصة بخدمة المساج، تقريباُ في كل أسبوع توضع بطاقة أو بطاقتين، وبصفه عامة مكتوب على البطاقة رقم هاتف متحرك و صورة لفتاه فاتنة غالباً ما تكون من دول شرق آسيا، وترتدي ملابس ملفته للنظر وفي وضعيات غير مقبولة اجتماعياً".
ظاهرة دخيلة
يعتبر حازم إبراهيم هذه الظاهرة بالدخيلة على مجتمع دولة الإمارات، ويقول: " كثرت عدد الآسيويات ساعد على زيادة هذه الظاهرة في المجتمع، وخاصة وأن تلك النساء لايملكن المهن فيلجأن إلى كسب الأموال بطرق غير شرعية، تحت مسمى " المساج"، وهذا ما لاحظته حين ذهبت إلى إحدى محلات المساج، وكان الوضع غير مطمئن، فالغرف منعزلة ومظلمة ومعظم العاملات من النساء الحسناوات، عدا عن ذلك استقبالهن الحميم للزبائن، وتمسكهن به كل هذا جعلني أضع العديد من علامات الاستفهام حول المعزي من هذه المهنة!".
توضح ميثاء خالد بأن ظاهرة فتيات المساج لا تقتصر على توزيع البطاقات على المنازل والسيارات إنما يتم الترويج لها وبشكل كبير عبر الإنترنت والمواقع الإلكترونية، وتقول: " دائماً يصلني عبر بريدي الإلكتروني وصلات وإعلانات عن المساج، لاسيما وتلك الوصلات تحتوي على صور تمس ديننا وأخلاقنا الفضيلة، فأتمنى مراقبة تلك الفئة القائمة على نشر تلك الإعلانات الوضيعة التي تؤثر على مستقبل شبابنا".
أما أم حازم الغندور، ترى أن فتيات المساج ما هي إلا دخيلة على ثقافة ومجتمع دولة الإمارات، وتقول: " لم أشاهد هذه الظاهرة في السابق، لكن أبنائي يخبرونني بأمور أخرى أشد فظاعة من هذه الظاهرة، أعتقد أن الانفتاح على العالم الخارجي وتنوع عدد الجنسيات والأديان في المجتمع، مع غياب الرقابة أي لوجود هذه الفئة في المجتمع".
تحقيق رنا إبراهيم