أن نوكل إلى أشخاص غير أكفاء مهمّة "تجميلنا" أمر قد يؤدّي إلى حالات كارثية. بالرغم من ذلك تبقى الممارسة جارية في كثير من البلدان.
"فيلير"، حقن بوتوكس، لايزر... يزداد يوماً بعد يوم عدد الصالونات التي تستغلّ شغف الناس حيال تلك الأسلحة المحاربة للعمر كما تستفيد من سذاجة بعض الزبائن لبيع خدماتها من دون التحلي بالكفاءة اللازمة.
كانت آنا تفكّر منذ زمن بعيد باللجوء إلى تقنية إزالة الشعر النهائية، وقد اتخذت قرارها لدى رؤية إعلان لايزر في أحد صالونات تصفيف الشعر. وهو قرار ندمت عليه منذ الجلسة الأولى فقد احترقت بشرتها.
أمّا مايا باز الهاني وهي شريكة في عيادة في بيروت، فقد شاهدت العديد من النساء اللواتي وقعنَ ضحية عمليات التجميل لدرجة أنّها لا تعرف من أيّ حال تبدأ. "يأتي 20 في المئة من الزبونات إلى عيادتنا لتصحيح خطأ مرتكب في أحد صالونات التجميل. أتذكر سيدة خضعت لتقنية "التعبئة" (تسمح بإعادة تشكيل دائرة الوجه وخاصة الوجنتين والصدغين) على يد مزيِّنة. وقد ظهر خراج في خدها فوصل بتلك المزيّنة أن حقنتها بمضاد للالتهاب! وقد كبر الخرّاج بشكل فظيع لدرجة أن اضطررنا إلى إرسالها للمستشفى".
لقد أصبح الوضع مقلقاً في كثير من البلدان العربية ومنها لبنان لدرجة أن قرّر رئيس الجمعية اللبنانية للجراحة التجميلية نبيل حكيّم وطبيب الجلد داني توما نصّ سلسلة من الإجراءات الجديدة وإبلاغها لنقابة الأطباء من أجل تقييد هذه الممارسة. "إنّها آفة حقيقية! وقد صارت شأن الصحة العامة"، حسب رأي د. داني توما.
الإبرة "الناعمة" بين يديْ المزيّنة التجميلية
لم تُنجَز بعد إحصائيات عن عدد الأخطاء الطبية المرتكبة خلال عمليات التجميل، حتى إنّ من الصعب إحصاء عدد مراكز التجميل المنتشرة في كل بلد، لكن كثير من أطباء التجميل يؤكدون على معالجة ثلاث أو أربع حالات في الأسبوع، أخطاء ناجمة عن مراكز غير طبية. "تتحلى المزيِّنة بقدرة أكبر من الطبيب على إقناع الزبائن الذين يحسون بأنّ العملية تبدو مبسّطة أكثر داخل مركز التجميل"، كما يشرح د. توما. "إنّ الإبرة في مركز التجميل تؤلم أقل من إبرة الطبيب، ففي العيادة نشعر بضغط أكبر. وإنّ تبسيط العملية وجعلها تبدو سخيفة وسهلة يزيد من ثقة النساء ويدفعهنّ إلى القبول. كذلك، للمال دور في هذه المسألة بلا شك، إذ إنّ التكلفة في مركز التجميل هي أقل منها طبعاً في العيادات الطبية"، حسب نبيل حكيّم. بيد أنّ التداعيات قد تكون كارثية بالفعل على الصعيدين النفسي والجسدي على حدٍّ سواء. "تصاب بعض السيدات بالإرهاق ويفقدنَ جرأتهنّ على الخروج من المنزل، فيما أخريات يتناولنَ المهدّئات للتمكن من النوم"، وفقاً للطبيب الجرّاح.
بين التضليل والتنظيم
في كثير من البلدان العربية هناك مشاريع تنظيم هذا العمل في المراكز التي تفتح أبوابها في كل مكان وأيضاً تنظيم بيع المنتجات كالبوتوكس تحديداً. كذلك، هناك رغبة في تنظيم أفضل على مستوى الإعلان فاليوم يحق لمراكز التجميل القيام بحملات إعلانية لعملياتها التجميلية. وقد لاقت هذه الاقتراحات موافقةً من عدد كبير من نقابات الأطباء ووزارات الصحة.