قد يلاحظ البعض أنهم يقضون يومهم بالتردّد المستمر إلى الحمام مع إخراج كميات كبيرة من البول، وأحياناً يكون البول شديد الصفاء كالماء. إذا استمر هذا الوضع لعدّة أيام، فقد لا يكون الأمر عادياً بل مؤشراً على حالة تُعرف بـ البولوريا Polyurie ، التي قد تخفي وراءها أمراضاً مثل السكّري أو مشكلات في الكلى.
ما هي البولوريا؟
البولوريا تعني التبوّل المفرط من حيث الكمية وليس فقط التكرار. فهي تُعرّف علمياً بإخراج أكثر من 3 لترات من البول يومياً لدى البالغين، مقارنةً بالمعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 1.5 و2 لتر.
يشرح الأطباء أن المصاب بالبولوريا غالباً ما يصف يومه بأنه سلسلة من الزيارات المتكررة إلى الحمام، مع بول غزير قد يكون فاتح اللون جداً، وأحياناً يضطر للاستيقاظ عدّة مرات ليلاً، مما ينعكس سلباً على النوم ونوعية الحياة.
الفرق بين البولوريا وكثرة التردّد إلى الحمام
هناك فرق كبير بين هاتين الحالتين: فالتبوّل بكثرة أو البولوريا يعني إخراج كميات كبيرة من البول في كل مرة، ما يرفع الحجم الكلي للبول خلال اليوم. أما كثرة التردّد إلى الحمام أو البولاكيوريا Pollakiurie فهي الحاجة المتكرّرة للتبوّل لكن مع كميات صغيرة، فيبقى الحجم الكلي للبول طبيعياً.
غالباً ما ترتبط البولاكيوريا بالتهابات المثانة أو فرط نشاطها، بينما ترتبط البولوريا بأسباب أخرى تتعلّق بكمية السوائل أو بوظائف الكلى والغدد.
الأسباب المحتملة للبولوريا
تتنوّع الأسباب المحتملة للإصابة بالبولوريا، وهي تنقسم إلى أسباب بسيطة وموقّتة وأسباب أكثر خطورة:
أسباب بسيطة ومؤقتة
تشمل هذه الأسباب الإكثار من شرب السوائل كالماء أو الشاي أو القهوة... وتختفي الأعراض بمجرد تقليل الاستهلاك. وتناول الأدوية المدِرّة للبول التي تُعطى لمرضى ارتفاع الضغط أو قصور القلب وتُسبّب زيادة طبيعية في كمية البول.
أسباب طبية أكثر خطورة
أما الأسباب الطبية والأكثر خطورة فتشمل:
- السكري غير المسيطر عليه، إذ إن ارتفاع مستوى السكر في الدم يجعل الجلوكوز يخرج مع البول حاملاً الماء معه، ما يسبب بولاً غزيراً وعطشاً شديداً مع تعب ونقص وزن.
- السكري الكاذب Diabète insipide وهو مشكلة تتعلّق بغياب أو عدم فاعلية الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH)، ما يؤدي إلى فقدان قدرة الكلى على تركيز البول. قد يشرب المريض 8–10 لترات ماء يومياً لتعويض الفاقد.
- العطش النفسي أو السلوكي Polydipsie primaireوالذي يعني حاجة قهرية لشرب كميات هائلة من الماء بسبب اضطرابات نفسية أو سلوكية.
- أمراض الكلى واضطراب توازن الأملاح مثل أمراض الأنبوبة الكلوية أو فرط الكالسيوم في الدم، التي تعيق تركيز البول.