مقابلة حصرية مع بوراك شاكماك

بوراك شاكماك، الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء، يشاركنا رؤاه حول برنامج "١٠٠ علامة تجارية سعودية" الرائد، وتأثيره على صناعة الأزياء المحلية، ودوره في رعاية المواهب السعودية على الساحة العالمية.

 

تشهد المملكة العربية السعودية تطوّراً ثقافياً واقتصادياً، وخاصةً في ما يتعلّق بالموضة، وهو قطاع مزدهر في المملكة. كيف تصف مشهد الموضة في البلاد الآن؟

إنّه مزدهر وبلغة تصميم متنوّعة، ويشمل مجموعة واسعة من فئات المنتجات المستوحاة من التراث الغني للمملكة. ومع النمو المتزايد لقطاع التجزئة، إلى جانب ظهور فرص ترفيهية وسياحية جديدة، يشهد قطاع الموضة تطوّراً مثيراً، ويعد بلحظات أعظم في المستقبل، ملؤها الابتكار والإبداع ولم يسبق لها مثيل في أيّ مكان في العالم حتى الآن.

 

قد لعبت "هيئة الأزياء" دوراً كبيراً في رعاية المواهب المحلية ومنحها منصّة عبر برنامج "١٠٠ علامة تجارية سعودية". هل يمكنك أن تخبرنا كيف بدأ كلّ شيء؟

كان الدافع وراء البرنامج هو الاعتراف بوجود فجوة في البرامج التعليمية المحلية لتعزيز تطوير العلامة التجارية. ولتلبية هذه الحاجة، اتخذت هيئة الأزياء زمام المبادرة لإنشاء منصّة مخصّصة لتحديد المواهب ورعايتها، وتوفير الدعم الحيوي لنمو العلامات التجارية المحلية مع رؤية لتنمية نظام بيئي مزدهر. لم تعالج هيئة الأزياء حاجة ملحّة داخل الصناعة فحسب، بل أطلقت أيضاً حركة تحويلية من شأنها إعادة تحديد مسار الموضة السعودية. ومن خلال هذه المبادرة، وجد المصمّمون الطموحون أنفسهم مجهّزين بالأدوات، والمعرفة، وفرص التواصل الضرورية لإطلاق العنان لإمكاناتهم كلّها وتحقيق خطوات هادفة نحو الاعتراف الدولي.

 

كيف تطوّرت المنصّة حتى الآن؟

منذ بدايتها، شهدت المنصّة تطوّراً ملحوظاً. ومع أكثر من ٣٠٠ مشارك في ثلاثة مواسم، فقد اكتسبت شهرة محلية ودولية، مما أحدث ضجة في أسابيع الموضة المرموقة في جميع أنحاء العالم. علاوةً على ذلك، فقد سهّلت تطوير خطط البيع بالجملة الشاملة لكلّ علامة تجارية، وسهّلت اجتماعات المشترين المهمة، ووفّرت عرضاً محليّاً لا يقدّر بثمن من خلال أَحداثٍ معيّنة مثل معرض كأس السعودية، والمعرض الرمضاني المؤقت للبيع بالتجزئة، مما عزّز مكانتها كحجر زاوية في مشهد الموضة السعودي.

 

هل يمكنك مشاركة بعض الأفكار حول عملية الاختيار للـ ١٠٠ علامة تجارية سعودية؟

إنّ الأمر دقيق للغاية. يدعم البرنامج معياراً لا هوادة فيه، مع مجموعة أولية تضمّ أكثر من ١٣٠٠ طلباً في العام الافتتاحي وحده، ويشهد كلّ عامٍ لاحق عملية إعادة تقييم صارمة حيث يجب على جميع المتقدّمين إعادة التقديم ليتمّ النظر في اختيارهم. يخضع المرشّحون المختارون لمقابلات شخصية، يتمّ خلالها مراجعة منتجاتهم واستراتيجيات أعمالهم بدقّة. علاوةً على ذلك، للتأهّل، يجب على المتقدّمين أن يكونوا حاصلين على تسجيل شركة سعودية وأن يمتلكوا الجنسية السعودية، مما يضمن بقاء البرنامج مخصّصاً لتمكين المواهب المحلية وتعزيز نمو صناعة الأزياء المحلية.

 

برأيك، ما هي التحدّيات الرئيسية التي تواجهها علامات الأزياء السعودية في الحصول على الاعتراف الدولي؟

سبب هذه التحدّيات ينبع من حداثتها في الأسواق الخارجية. يتطلّب تحقيق الاعتراف بالعلامة التجارية في الخارج استثماراً كبيراً للوقت، وهو يمتدّ عادةً لثلاثة مواسم على الأقل، حيث يتعرّف المشترون على هوية العلامة التجارية الفريدة وعروضها. علاوةً على ذلك، فإنّ الجدولة المميّزة لأحداث الموضة السعودية، مثل نافذة البيع بالتجزئة في شهر رمضان، تمثّل عقبة إضافية، حيث تتطلّب من العلامات التجارية تصميم مجموعاتها لتناسب السياقات الثقافية والموسمية المتنوّعة.

 

كيف تعتقد أنّه من الممكن التغلّب على هذه العقبات؟

تمّ تصميم برنامج "١٠٠ علامة تجارية سعودية" بشكلٍ استراتيجي ليكون بمثابة منارة لدعم ماركات الأزياء السعودية التي تبحر في المياه الغادرة لصناعة الأزياء العالمية. ومن خلال نهجٍ متعدّد الأوجه، يهدف البرنامج إلى معالجة التحدّيات التي لا تعدّ ولا تحصى التي تواجهها هذه العلامات التجارية بشكلٍ مباشر. ويقدّم البرنامج إرشادات وتوجيهات لا تقدّر بثمن للعلامات التجارية المشاركة، ويقدّم رؤى حول الاستراتيجيات الفعّالة لاختراق الأسواق العالمية. ومن خلال تعزيز بيئة تعاونية وتسهيل فرص التواصل مع خبراء الصناعة، يعمل البرنامج على تمكين العلامات التجارية من التغلّب على تعقيدات التوسّع الدولي بثقةٍ واتزان.

 

ماذا تقول للأشخاص الذين يسألون ما الذي يحتّم عليهم الاهتمام بالأزياء القادمة من المملكة العربية السعودية؟

إنّ الاهتمام لا يقتصر فقط على أن تشهد لصالح اتجاهٍ ما، بل يتعلّق أيضاً بالتعرّف على فجر حقبة جديدة. هذا السوق يعجّ بمناظير ووجهات نظر جديدة وعقول شابة مبدعة، ويقدّم أفكار ورؤى لا تقدّر بثمن حول ثقافة لطالما كان يكتنفها الغموض بالنسبة للكثيرين. ومن خلال مبادرات مثل برنامج "١٠٠ علامة تجارية سعودية"، يسخّر المصمّمون إبداعاتهم لإعادة تعريف الروايات التقليدية وعرض نسيج الثقافة السعودية الغني وتقديمه للعالم.

 

هل تعتقد أنّ المملكة قادرة على أن تصبح رائدة في مجال الموضة العالمية؟

تمتلك المملكة العربية السعودية جميع المقوّمات الأساسية للنمو ولكي تصبح رائدة عالمياً في مجال الأزياء قريباً. ومع ازدهار حجم السوق ووفرة الأفراد الموهوبين، والشباب، والمتعلّمين المثقّفين، تستعدّ المملكة العربية السعودية لتحقيق خطوات واسعة في صناعة الأزياء. وتوفّر المبادرات الكثيرة مثل برنامج "١٠٠ علامة تجارية سعودية"، الذي تدعمه هيئات مثل "هيئة الأزياء"، دعماً حيوياً وموارد لرعاية المواهب المحلية ودفعها إلى الساحة الدولية.

 
المزيد
back to top button