هو الحظ الذي ابستم لاحد جامعي التحف القديمة ، ووضع في طريقه لوحة تساوي ملايين الدولارات عن طريق الخطأ في إحدى المزارع في الولايات المتحدة الاميركية.
وفي التفاصيل، فقد عثر ، ألبرت ب. روبرتس الذي كان جامعًا متحمسًا لجمع القطع المفقودة، على لوحة زيتية في سقيفة مزرعة في منطقة كيندرهوك Kinderhook بمقاطعة كولومبيا في نيويورك حيث بدت اللوحة مهملة ومغطاة بفضلات الطيور والروث.
وقد ظلت اللوحة الأثرية لنحو 4 قرون في المزرعة ، قبل أن يتم العثور عليها ليتبين لاحقا انها تعود لرسام بلجيكي شهير هو أنتوني فان ديك Van Dyck والملفت أن اللوحة التي تعود لأواخر القرن العشرين ، هي عبارة عن رجل مسن جالس على كرسي، وقد تم استخدام اللوجة كدراسة شخصية لعمل فان ديك الشهير "سانت جيروم" .
وقد وصف روبرت مجموعته الفنية الفريدة التي عثر عليها بدار أيتام للفنون المفقودة التي عانت من الإهمال. واللافت أن روبرتس الذي عمل على الاحتفاظ باللوحة المهجورة واعادتها الى طبيعتها دفع فقط 600 دولار، لكنه فوجئ بعد فترة وجيزة، بأن مؤرخة الفن سوزان جيه بارنز بُهرت باللوحة ثم كتبت مقالًا وحددت القطعة على أنها من إبداعات فان ديك "المحفوظة جيدًا بشكل مدهش" ليتم بعدها بيع اللوحة بمزاد علني مقابل 3.1 مليون دولار.
ووصفت عالمون بهذا المجال اللوحة، بأنها تجسّد محاولات فان دايك لفهم التشريح البشري وعرضه بشكل مقنع في الفضاء. يشار الى أنه تم تأريخ اللوحة وفقًا للخبراء للفترة من 1618-1620 حيث عمد ديك لتقديم الكثير من العضلات في رسوماته الجسدية بشكل موحد، وقد كان يرسم لوحاته بحيث يتم وضع الذراع اليمنى للرجل (الموديل) بشكل متماثل تقريبًا، علما انه في هذه اللوحة تم توجيهه أكثر قليلاً إلى اليسار، حيث لم ينفذ فان ديك هذا العمل كقالب للوحة، بل لفهم التشريح البشري وعرضه بشكل مقنع في الفضاء.