يروي عطر Cuir Grenat حكايةً تعود جذورها إلى الشرق، تلك المنطقة التي شكلّت بالنسبة إلى Jean Laporte مهداً للعطور، حيث أحب السفر إليها لاختبار عبق الطبيعة هناك والتعرف إلى ثقافتها وسكانها قبل تأسيسه لدار L' Artisan Parfumeur. ولعلّ الشغف المشترك بالتراث والنفحات الشرقية بين Jean Laporte وChristophe Raynaud هو ما ألهم الأخير لإبداع عطر Cuir Grenat، وهو سادس إصدار ضمن مجموعة Les Merveilles الشهيرة، احتفالاً بالثقافة والتقاليد الغنية للمشرق الساطع.
ويجد صانع العطر في الشطر الممتد من أبواب الشرق الأوسط إلى أقاصي الصين آفاقاً لا تنتهي، صحارى مترامية وطبيعة غنية ومكونات فاخرة ومشاهد ملوّنة تثري المخيّلة وتدفعها نحو المدى.
وتكشف عطور Les Merveilles عن مكونات متناغمة ونفحات نابضة تتماهى مع البشرة بلمسات شرقية مرهفة. كما يمكن تطبيقها مع بعضها بما يعكس شخصية صاحبها ويتماشى مع الثقافة الشرقية التي تعتمد على دمج النفحات العطرية المتنوعة كتجسيدٍ للتميز والتفرّد. ويعبّر Christophe Raynaud عن ذاته بلغة العطور، حيث يصوّر من خلال Les Merveilles مشاهد من الروايات الأسطورية والمناظر الطبيعية الآسرة والمكونات الراقية التي يتغنّى به الشرق، ليقدّم إبداعات ملهمة لكل منها سرديتها الخاصة وعالمها المفعم بالعاطفة والحيوية.
خلال رحلته إلى المغرب، عثر Raynaud بالصدفة على ورشة لتصنيع الجلود، حيث أخذ يراقب الحرفي وهو يتعامل بمهارة مع الجلود الحمراء التي تعبق رائحتها في أرجاء المكان. بينما شكّلت الغرفة المعتمة مشهداً متناقضاً مع الضوء الساطع في الخارج، لتمنح صانع العطور إحساساً بالتباين اللوني، كما لو أنه دخل إلى لوحة رسام مستشرق. وبعد أن سيطر عليه الإلهام، تملّكته الرغبة في إبداع عطر يستكشف التفاعل بين الضوء والظل باستعمال عبق الجلد والتوت الأحمر. وشكّلت رائحة الفواكه السِمة الغالبة على إبداعات الدار منذ طرحها لتشكيلة Mûre et Musc. ولأن قوام التوت يحاكي أشكال الجلود البارزة واللمسة المخملية لجلد الغزال، أراد Raynaud دمج هذا التكوين المتباين في تركيبة بسيطة تحافظ على رائحتها الطبيعية الخام، مهما بلغت كمية العطر المطبّقة. وهكذا ابتكر رائحة الجلد اللاذعة من العنبر المطعّم بنفحات التوت. ولتعويض الزيوت العطرية التي لا يمكن استخلاصها من التوت والجلد، استعان Raynaud بمواد أولية فاخرة تعيد ابتكار رائحة هذا المكوّن الثنائي بطريقةٍ تستحضر العبق القادم من ورشة المغرب. مما حرّك عاطفةً ملهمةً دفعت العطّار إلى توظيف مشاعره الحسية في قالب إبداعي، ليبدأ في تجسيد ملامح Cuir Grenat خطوةً بخطوة، كرسام يدوّن ذكرياته على اللوحات بريشة الألوان.