القلق هو شعور بعدم الارتياح أو العصبية أو الخوف نواجهه جميعًا من وقت لآخر، وقد يؤدّي للشعور بعدم الراحة الجسدية أو التوتر. عندما تكون أشد حدة، يمكن أن تتفاقم العوارض الجسدية مثل الشعور بالغثيان أو الشعور بضيق في الصدر.
يمكن أن يؤثر القلق أيضًا على طريقة نظرتنا للأمور. فعند الشعور بالقلق، قد يبدو العالم وكأنه مكان مخيف وخطر ومن الطبيعي في هذه الحالة توقّع السلبيات بشكل منتظم. عندما تسيطر مشاعر القلق على جسمك وعقلك، قد تأثّر أيضاً على سلوكياتك. فعلى سبيل المثال، قد تتجنبي النشاطات الاجتماعية أو الذهاب إلى أماكن معينة، أو العمل لأوقات متأخرة. تؤدّي حالات القلق الشديد للمعاناة من القلق الاجتماعي والقلق الصحّي والرهاب المرتبط بالذعر ونوبات الهلع.
في ما يلي بعض النصائح للمساعدتك في التغلب على القلق:
1- التنفس العميق
يستجيب الجسم لا إرادياً لمشاعر القلق ولحمايته في المواقف الخطرة عن طريق سلسلة من التغييرات بما في ذلك إطلاق الأدرينالين وزيادة معدل ضربات القلب لمساعدتك على التحرك بشكل أسرع. هذه التجاوبات الجسدية والعضوية مفيدة للغاية في حال التعرّض للهجوم، ولكنها غير مفيدة في حالات القلق المبالغ فيها. لذلك، التنفّس العميق يساعد الجسم على الاستقرار في توازنه الطبيعي. خذي نفسًا عميقًا للسماح للرئتين بأخذ أقصى قدر من الهواء، ثم قومي باخراج هذا الهواء ببطىء. كرّري هذه العملية ثلاث مرات على التوالي.
2- التفكير
يمكن للعقل البشري خداعنا في حالة القلق وتشويش افكارنا. على سبيل المثال، قد تقودك رسالة بريد إلكتروني مفاجئة من رئيسك في العمل إلى الاعتقاد بأنك ارتكبت خطأً ما، أو عدم إجابة أحدى الصديقات على نص هاتفي وقد يدفعك إلى الاعتقاد بأنها لا تتحدث إليك. التسرّع في الاستنتاج سيغذّي بلا شك قلقك، لذلك عليك التمهّل والتفكير جيداً للتميز بين الاستنتاج والواقع قبل الاصابة بالهلع.
3- التجربة
في كثير من الأحيان، نشعر بالقلق إزاء الأشياء لم نجرّبها من قبل، فيصدر الدماغ تنبؤات سلبية بشأن ما سيحدث تؤدّي إلى الشعور بالقلق. غالباً ما نخاف من المجهول، ولكن التنبؤات السلبية لن تؤدّي سوى إلى ردّات فعل سيّئة تمنعك من القيام بالعديد من الأمور والتقدّم إلى الأمام. لا بأس باختبار الأمور بنفسك لتعرفي ما إذا كان تنبؤاتك صحيحة أم لا.
4- لا تقعي في فخ التجنّب
يسبّب القلق مشاعر غير مريحة توقعنا في فخ تجنب الأمور أو المواقف التي نخشاها والمسبّبة للقلق. فمثلاً، القلق من حوادث السير يمنعنا من عدم القيادة. لا يساعدتجنّب المواقف في التعامل مع القلق، على العكس، تصبح الحياة أكثر صعوبة لأننا نعمل بجد لتجنب كل ما نخشاه، وفي النهاية، الوقوع في دائرة مغلقة تحاولين فيها تجنّب المزيد والمزيد من الحالات وبالتالي تزايد القلق بسبب عدم التعامل مع الخوف. لذا، عليك مواجهة مخاوفك. إن مجواجهة المخاوف مرارًا وتكرارًا يساعد الجسم في التكيّف مع ما يخشاه والحد من عوارض القلق البدني.
5- التعامل مع مشاعر القلق
يعد القلق عاطفة طبيعية، وبغض النظر عن مقدار رغبتنا في التخلص منه، نشعر جميعًا بالقلق من وقت لآخر. علينا تقبّل مشاعر القلق والتعامل معها تماماً مثلما نتعامل مع مشاعر الخوف والحزن والغضب أوالسعادة. ومثل جميع المشاعر الأخرى، فإن الشعور بالقلق سيمر أيضاً. ومع ذلك، إذا كان قلقك طويل الأجل ويؤثر على حياتك اليومية، فعليك في هذه الحالة استشارة الطبيب النفسي لكي يساعدك على التغلّب على هذه المشاعر السلبية.