في حديث مع Mathilde Laurent، صانعة العطور لدى Cartier، حول مجموعة الدار الجديدة Les Bases à Parfumer.
ما الذي ألهمك لابتكار Les Bases à Parfumer لدى Cartier؟
أردت أن أقدّم مجموعة عالمية للجسم خالية من العطور والتي من شأنها أن تكمل جميع عطورنا أو أي عطر آخر. إنّ الحصول على منتج للجسم محايد من الناحية العطرية هو أفضل مكمّل للعطر. أعتقد أنّ هذه هي حقاً أفضل طريقة للحصول على أرقى وأروع العطور. بالنسبة لي، يتمثّل دور Maison Cartier في مجال العطور في إظهار طقوس الجمال الأكثر أناقة وعطريّة. هو أن تكوني قادرة على وضع عطرك الخاص وحده دون سواه، وأن تسمحي للعطر بالتعبير عن نفسه بالكامل دون تدخّل أي رائحة أخرى.
هل يمكنك أن تشرحي لنا المفهوم الكامن وراء Les Bases à Parfumer؟
يتمثّل المفهوم في تقديم منتج مرطّب في شكل كريم أو زيت أكثر سيولة وأسهل في التطبيق، ومحايد تماماً لجهة الرائحة. برائحة محايدة، أي بدون رائحة المكوّنات التي يحتويها، يمكنك وضعه مع أي من عطورنا. ويمكنك تعديل طقوسك العطرية بشكلٍ كامل. أولاً، يمكنك تطبيق الأساسيات: Crème Pure أو Huile Pure بطريقة محايدة. ثمّ قومي برشّ عطرك الخاص للسماح له بالتعبير عن نفسه بشكلٍ كامل دون أي تدخّل عطري آخر. في نفس النطاق، من الممكن أيضاً تعطير نفسك من خلال تطبيق Les Gouttes de Parfum Concentré على نقطة النبض. تتوفّر أربعة عطور: La Panthère و Oud & Santal و L'Heure Diaphane و Pure Rose. بالنسبة لزبائننا الأوفياء، المدمنين على هذه العطور، من الممكن أيضاً مزج Les Gouttes de Parfum Concentré مباشرةً مع Crème Pure أو Huile Pure والتحكّم في كثافته. يمكنك ابتكار طقوس للجسم، خاصة بك. من خلال إضافة ٢ أو ٥ أو ١٠ قطرات من العطر المركّز، يمكنك ابتداع الكريم الخاص بك اعتماداً على ما إذا كنت تريدين عطراً ناعماً خجولاً أو قويّاً وغامراً للغاية. يمكنك استخدام كريم La Panthère كلّ يوم لأنّك ستعطّريه مرة واحدة وإلى الأبد.
ماذا عن عملية التطوير؟
لقد كان من الصعب جداً العثور على مكوّنات عديمة الرائحة تماماً. أي دون تواجد روائح جوهرية. غالباً ما تكون للكريمات غير المعطّرة رائحة مثل الزبادي أو رائحة طازجة. فرائحتها تشبه رائحة مكوّناتها. لقد كانت عملية كاملة بدءاً من اختيار مكوّنات عديمة الرائحة واكتشاف هذا الزيت المذهل، زيت المورينغا بيريغرينا، الذي جاء إلينا بالصدفة، بأعجوبة تقريباً، بل أودّ أن أقول إنّ ذلك بفضل فريق البحوث والفريق العلمي في مشروع العلا. قرّرنا صنع هذا الزيت على الرغم من أنّه كان لدي عشرة زيوت نباتية أو أكثر من أجل الإختبارات العطرية. وعلمت أنّه من بين هذه الزيوت، كنت سأحتفظ بأربعة منها كانت الأقل عطراً، ومع ذلك كانت لا تزال لها رائحة. لذلك، لم أكن مرتاحة جداً، لأنّني كنت أخطّط منذ فترة طويلة للعثور على زيت دون رائحة لصنع هذا الكريم العديم الرائحة. يتمتّع زيت بيريغرينا بخصوصية كونه عديم الطعم والرائحة، وكونه ثميناً لأنّه مثالي للحصول على أجود الخلاصات دون تغييرها أو استنزافها. فهو يخلق هالة من الجمال المشرق. يعزّز زيت بيريغرينا العطر عشرة أضعاف لأنّه يتمتّع بتقارب مذهل مع الرائحة.
كيف تتناسب هذه المجموعة الفريدة مع رؤيتك الشاملة لصناعة العطور؟
هذه المجموعة، التي آمل أن تنمو بمراجع جديدة من المنتجات الرائعة والفعّالة، تتماشى تماماً مع رؤيتي. الرؤية التي كنت أدافع عنها لفترة طويلة جداً في كارتييه هي أنّ العطر يعتبر عملاً فنياً. فلن نستخدمه بكلّ أشكاله وفي أي مكان، على أي نحو. في النهاية، الطريقة الأكثر إثارة للاهتمام لاستخدام العطر هي رشّه بعد الإنتهاء من طقوس الجسم، أو أثناء القيام بها. وطبعاً لتقديم العطر نقيّاً دون الإضرار به، وليس العمل على تقديم نسخة بطريقة ثابتة في شكل كريم. رؤيتي كصانعة عطور هي في الواقع الحفاظ على العطر كعطر، والحصول على نطاقات للجسم يمكن تعطيرها، مع تحقيق أقصى إمكاناتها أيضاً.
هل يمكنك توضيح المكوّنات والخصائص الفريدة لكلّ من الزيت والكريم؟
إنّها صيغة بسيطة تحتوي على عدد قليل جداً من المكوّنات. يحتوي كلّ منتج في المجموعة على زيت تراثي فريد من نوعه: زيت بيريغرينا. هذا الزيت مستخرج من شجرة المورينغا بيريغرينا التي تنمو في منطقة العلا بالمملكة العربية السعودية، وهو معروف بفضائله العديدة، وخاصة الترطيب. في الواقع، لقد أصبح هذا الزيت نادراً وقد تمّ استخراجه بالفعل في العصور القديمة، عندما كان استخدام الزيت مخصّصاً في البداية للنطاقين الإلهي والملكي، ثمّ انتشر لفضائله في الطبخ والجمال. إنّه زيت نباتي تركيبته قريبة من الزيوت الحيوانية، وهو ما يفسّر تقاربه مع جلد الإنسان وامتصاصه المذهل. أما بالنسبة إلى Huile Pure، فلا يوجد فيه سوى مكوّن واحد لأنّه زيت نقي وطبيعي تضمن كارتييه جودته وأصله الطبيعي بنسبة ١٠٠%. كريم الجسم المرطّب، Crème Pure، كريمي وذائب، غني بزيت بيريغرينا ويتكوّن من أكثر من ٩٧% من المكوّنات الطبيعية.
كيف تعتقدين أنّ Les Bases à Parfumer تُمكّن الأفراد من التعبير عن هويتهم العطرية الفريدة؟
نظراً لأنّ هذه الكريمات محايدة تماماً، فإنّها لا تلوّث الأسلوب الذي تريدين أن تمنحيه لنفسك من خلال وضع عطر واحد أو مزج عدّة عطور معاً. وفي النهاية، فإنّ وضع الكريم المعطّر يشبه إضافة طبقة إلى الطبقة التي طوّرتيها خصيصاً لشخصيتك. بفضل Bases à Parfumer، يمكنك إنشاء طقوس بطبقات جديدة. على سبيل المثال، يمكنك تعطير كريمك باستخدام La Panthère Eau de Parfum ورشّ La Panthère Eau de Toilette للحصول على أقصى استفادة من عطر الأزهار. في الواقع، عند كارتييه، تتوافق جميع إصداراتنا العطرية مع نفس الأصل، وهو ماء العطر. هذا يعني أنّه يمكنك مزج الأشكال المختلفة دون أي مخاطرة.
ما هو الدور الذي تلعبه الشمولية في إبداعاتك العطرية وفي Les Bases à Parfumer؟
هل تلبّي احتياجات جمهور معيّن أو أنواع البشرة المتنوعة؟ من المهم جداً التأكيد على أنّ Les Bases à Parfumer مخصّصة لأي شخص بغض النظر عن الجنس. إنّها مخصّصة لأي شخص يريد العناية ببشرته باستخدام كريم محايد. وبالتالي السماح له بوضع عطره مع العناية ببشرته، أو حتى عدم وضع العطر. تحترم Les Bases à Parfumer جميع الاستخدامات والعلاقات التي يمكن أن يتمتّع بها الشخص مع جسده وعطوره. إنّها تحترم الطريقة التي يرغب بها المرء في تعطير نفسه. يمكن للمرء أن يكون امرأة تضع عطوراً رجالية، أو رجلاً يضع عطوراً نسائية، أو حتى شخصاً لا يريد أن يتمّ تصنيفه بحسب عطره. في الواقع، هذه منتجات تتكيّف مع جميع الأجسام وجميع الثقافات.
هل ترين أنّ القواعد المحايدة مثل Les Bases à Parfumer ستصبح اتجاهاً مستقبلياً في صناعة العطور؟
أنا متأكدة تماماً من هذا لعدّة أسباب. العودة إلى الأساسيات تتماشى مع عصرنا، مع التركيز على الغرض الحقيقي للكريم، وهو الترطيب والعناية، وليس التعطير. وبعد ذلك، سنرى أيضاً أنّ القوانين والأنظمة في مجال التجميل تسير في هذا الاتجاه. في النهاية، قد يكون هذا مفيداً لأنّه قد يسمح لنا بمواصلة إنتاج العطور بجميع المكوّنات التي نحتاجها. من خلال فصل الأنظمة المتعلقة بعطور الرشّ ومنتجات التجميل، ومن خلال تقليل مستحضرات التجميل المعطّرة، يمكننا الحفاظ على فنّ صناعة العطور الراقية.
هل هناك أي مجموعات عطرية محدّدة تجدينها مناسبة بشكلٍ خاص لـ Les Bases à Parfumer؟
لا شيء محدّد في الواقع، تمّ تصميم Les Bases à Parfumer للتناغم مع جميع العطور بما فيها Oud Vanillé و Déclaration و Heure Brillante و Pasha. عندما يتعلّق الأمر بالتبخير المسبق لكريم Crème Pure أو Huile Pure، فإنّ Les Gouttes de Parfum Concentré مثالية لأنّها تتكوّن من ٥٠% من مركّز العطور و٥٠% من زيت بيريغرينا، وفوق كلّ شيء، فهي خالية من الكحول.
