يتخلّى مصمّم الأزياء الهندي Gaurav Gupta عن كتب القواعد ويلعب لعبته عن ظهر قلب. إنطلاقاً من أنماطه ومراحل عملياته الإبداعيّة، فإنّ تقنيّاته المبتكرة في تصميم الأزياء تغزو عالم الموضة، وهذا سبب وجيه للوقوع في حبّ كلّ ما يفعله.
يقول Gaurav Gupta: "لطالما كانت امرأة GG عالميّة، حيث تجسّد سحراً سريالياً يشبه الخيال". تنطبق كلماته على كلّ امرأة ارتدت إحدى قطع الأزياء الراقية الفنّية الخاصة به ـ حيث ترغب كلّ واحدة منها في أن يتمّ نحتها بشكلٍ وانسيابية، ورسمها مثل لوحة قماشيّة، وتمثيلها في شكلٍ من أشكال الألوهية السريالية. Gaurav، المتخرّج من سنترال سانت مارتينز، هو رجل يحظى بالاهتمام ليس فقط بفضل مهارته، ولكن أيضاً لقدرته الفريدة على التحدّي وتجاوز الحدود، ومع ذلك يظلّ متجذّراً في الثقافة.
يشرح قائلاً: "تتضمّن عمليّتي الإبداعية الاستفادة من عقلي الغريزي، والدراسة والتعمّق في المعرفة الفيدية القديمة التي تقدّمها الهند. وهذا يساعدني على صناعة تطريزات مبتكرة وأعمال فنيّة نيزكية". فهو يدمج تكامل الجماليات العالمية مع التراث الهندي، توقيعه هو ختمه. يشتهر بفستان الساري المنحوت الذي ارتدته بيونسيه والذي لفت انتباه الجميع، وكذلك انتباه النساء الشهيرات، كلّ واحدة منهنّ تتوق إلى الشعور بقوّة ثنيه ـ كارينا كابور خان، كاردي بي، شاكيرا، أيشواريا راي باتشان ـ والقائمة تستمرّ بالنمو.
يقول: "إنّ النحت المميّز الخاص بنا هو جوهر تعبيرنا الإبداعي، حيث نقوم بتصميم الأقمشة لتشكيل مواد يمكننا نحتها، ولفّها، وطيّها على الأجسام، باستخدام تقنيات النحت المختلفة"، وهو لا يشير فقط إلى عمليّة الإبداع. خلف رؤيته ونهجه، ترتكز "مبادرة صفر هدر" على إعادة تدوير النفايات واستبدال البلاستيك ببلاستيك الفاكهة احتراماً للطبيعة الأم. فكّري في الأقمشة المصنوعة من الحلوى والأغلفة المقرمشة، إلى النفايات المستخدمة من المحيط ومدافن النفايات، وسرعان ما ترين كيف أنّ قطع الأزياء الراقية الخاصة به موجّهة للواعين وذوي الضمائر الحيّة. في الآونة الأخيرة، عندما قدّم أول عرض له في الشرق الأوسط، ترك المصمّم جمهوره مفتوناً، حيث عرض أحدث مجموعاته من الأزياء الراقية مباشرةً بعد الكشف الكبير عنها في أسبوع الأزياء الراقية في باريس. تحمل المجموعة عنوان Aarohanam وهي مشتقة من كلمة سنسكريتية، وتعكس ارتباط Gaurav بالتراث والثقافة والروحانية.
تعني كلمة Aarohanam "الصعود"، وهي رحلة روحية من الدنيوية إلى السّمو، ممّا يعكس جوهر المجموعة. فهو يلخّص فكرة التخلّص من البناءات القديمة لاحتضان وعي أعلى، مثلما يحدث مع تساقط جلد الثعبان من أجل الظهور من جديد. إنّ فهم النساء في العالم العربي هو ما يتطلّع إليه مصمّم الأزياء، حيث يصمّم قطعاً تحتفي بالمنطقة. فقد كانت رحلة اكتشاف بالنسبة له، وهي تمثّل بداية فصلٍ جديد. يستعدّ الآن لظهوره الرابع في أسبوع الأزياء الراقية في باريس في شهر يونيو المقبل، وهو متشوّق لرؤية الملابس التقليديّة تتطوّر مسترشدةً بذوقه في البذخ والحداثة.
ويقول: "الهدف هو إنشاء قطع تتجاوز الصيحات، وتتطوّر إلى إرث يروي قصة من الحرفية والابتكار والأناقة الخالدة"، ولم يعد يسعنا الانتظار لرؤية ما سيتكشّف من سيد الأزياء الراقية المعاصرة.
