الدكتور قاسم شميساني Kassem Shmaissany أخصائي في جراحة التورم الخبيث، جراحة المنظار والروبوت، جراحة أورام الثدي التجميلية والترميم، طبيب شاب طموح ومتميز بعمله، كان لنا معه فرصة إجراء لقاء مميز نتحدث فيه أكثر عن بدايته، وعن مجال إختصاصه، وليشاركنا بأهم النصائح الطبية للمرأة!
Elle Arabia: حدثنا عن بدايتك؟
Dr. Kassem Shmaissany: كنت متفوق في مدرستي مما خولني أن أدخل مجال الطب، تخصصت في لبنان طب عام، ثم سافرت الى إيطاليا- ميلانو ودرست جراحة الأورام هناك فتخصصت في European Institute of Oncology affiliated with University Delgi Studi di Milano في هذا المجال (الأورام الخبيثة في كل أعضاء الجسم طبعاً)، ثم ذهبت الى أمريكا- نيويورك وتخصصت أكثر في جامعة Memorial Sloan Kettering Cancer Center in New York (واحدة من أهم الجامعات في هذا الإختصاص بالعالم)، في مجال مرض السرطان وغصت في جميع أنواعه وأمراضه، ثم عدت الى لبنان، والأن هذا هو مجالي جراحة التورم الخبيث بالإضافة الى الجراحة العامة.
Elle Arabia: لماذا إخترت هذا الإختصاص؟
Dr. Kassem Shmaissany: إخترته لأنني أحب التحدي، لم أرد أن اكون طبيب عادي، كان لي حب للجراحة التجميلية، وخصوصاً أن بالنسبة لأمراض السرطان هو عملية ليست منتهية إنه في طور الإكتشاف، خصوصاً أن نسبة الإصابة بالمرض تزيد، وبحكم وجود دراسات متنوعة كل يوم حالات الشفاء تزيد، لذا أحببت أن اكون في هذا المجال من خلال الجراحة، ومتابعة الابحاث وتطوير كل الأمور المتعلقة بهذا المرض الخبيث.
هو إختصاص مميز، أي جراح عام ونسائي ممكن أن يستأصل الورم، ولكن ليس الجميع يستطيع أن يستأصلها بالطريقة الملازمة لذا هنا يأتي دور جراح الأورام الأكثر تخصصاً.
إنه مجال واسع، طرق العلاج متنوعة وكل يوم هناك بحث جديد، وفرص الشفاء باتت كثيرة، ودورنا هنا أن نعطي الأمل للمريض.
Elle Arabia: هل يمكنك أن تذكر باختصار نبذة عن مجال خبرتك، وفي أي التخصصات تشعر أنك أقوى؟
Dr. Kassem Shmaissany: كما سبق وذكرت أنا أخصائي في جراحة العامة، وأخصائي جراحة تورم خبيثي عموماً يعني أجري جميع أنواع عمليات التورم في جميع أعضاء الجسم، والعمليات النسائية والتجميلية (جراحات المعدة والحوّض).
في القديم كنا نقوم بفتح تام للمعدة عند إجراء العملية، مما يؤدي الى الكثير من التعقيدات خصوصاً بعد العملية، اما اليوم أنا لدي جراحة الروبوت الحديثة والمنظار أي نستطيع أن ندخل الى داخل جسم الإنسان من خلال جرح لا يزيد طوله عن 1 cm بالإضافة الى عملية دقيقة أكثر مع كاميرا 3D تساعد الجراح على أن يرى بطريقة أوضح.
لذا في هذا الوقت نحن بحالة أفضل طبعاً، حتى تحسن وتعافي المريض يكون أسرع وأضمن، وأكثر صحي لسلامة المريض.
أما جراحات الثدي فموضوع مختلف. في القدم كانوا يستأصلون الثدي كله مع الغدد الليمفاوية، أما حالياً في مجال تخصصي (جراحة الثدي التجميلية)، تتم المحافظة على شكل الثدي ، ومعالجة الغدد المتضررة فقط، وهذا يساعد المريضة كثيراً خصوصاً من الناحية النفسية، وكيفية مواجهتها للمرض.
Elle Arabia: ما هي الصعاب التي تواجهها؟
Dr. Kassem Shmaissany: أولاً فكرة تقبل الناس لهذا المرض صعبة جداً، حتى انهم يعتبرون بمجرد وجود ورم يعني أن حياتهم ستنتهي وسوف يتعذبون، ولكن الحقيقة عكس ذلك، فإذا أكتشف الأمر بوقت مبكر، يساعد هذا على إستئصال الورم وتلقي العلاج المناسب مما سيؤدي للشفاء التام بنسبة عالية جداً.
أنا مستاء جداً بسبب عدم وجود حملات توعية لتساعد الناس على الخضوع للفحوصات المطلوبة بطريقة دائمة، مما يساعدهم على إكتشاف المرض بمراحل مبكرة والعمل على المعالجة بطريقة سريعة، مثلاً فحص الثدي، والفحص الزجاجي، وغيرهم من الكثير من الفحوصات السنوية المهمة!
كل ما كان الإكتشاف مبكر كل ما كان الضرر أقل، والتدخل الطبي أقل، وإحتمال الشفاء أكبر.
لذا الصعوبة الأساسية التي أوجهها هي، عندما يأتي المريض ويكون في حالة حرجة أو في مرحلة متأخرة بسبب الإستهتار أو عدم الخضوع للفحوصات الدائمة.
Elle Arabia: ما هي الأسئلة الشائعة التي يطرحها المرضى؟
Dr. Kassem Shmaissany: أكيد أول سؤال يطرحه المريض هو نسبة نجاته وشفائه من هذا المرض، ولكن طبعاً هذا يختلف بحسب العضوّ المتضرر، عمره، ونسبة نوع المرض وحدثاته وأي مرحلة هو.
أيضاً السؤال الثاني، هو مرحلة الورم، أو درجة خباثته فهناك عدة أنواع بدرجات مختلفة، لذا يكون المريض قلق ويحب الاستفسار عن مدى خطورة وضعه.
يسألون عن السبب، ولوقتنا الحالي لا يوجد سبب واحد أو مؤكد، نحن نعرف العوامل التي تؤدي (مثلاً صحة الإنسان، عاداته، البيئة المحيطة به، عوامل وراثية جينية..)، ولكن ليس هناك سبب معين.
كما إمكانية العمل الجراحي، فبعض الأنواع لا يمكن أن تخضع لأعمال جراحية، وما هي الطريقة لعلاج المريض.
بالنسبة للنساء عندهم قلق كثير إثر عوارض العلاج الكيميائي، وجراحة الثدي وإستئصاله.
وأكرر هذا نسبي بحسب الشخص والعضو ونوع ودرجة المرض، و طرق العلاج الذي سوف نتبعها.
أيضاً يستفسرون عن العامل الوراثي.. هناك أسئلة كثيرة ولكن هذه هي الأكثر شيوعاً.
Elle Arabia: حدثنا عن أحدث التقنيات بالنسبة لجراحة الأورام عموماً، وجراحة اورام الثدي التجميلية على صعيد خاص؟
Dr. Kassem Shmaissany: سبق وذكرت ان جراحة الأورام في السابق كانت تتبع سياسية وطريقة مختلفةعن يومنا هذا، أما اليوم تطور العلاج الإشعاعي، الكيميائي، والهرموني، حتة أنواع الفحوصات والبحوثات تغيرة وتطورت.. فوصلنا الى نتيجة لعدم ضرورة هذا الإستئصال الشامل، وحتى باتت العمليات والمعدات والتقنيات أكثر دقة، اليوم نستطيع أن نصل الى اماكن لم يكن بإستطاعة الطبيب الوصول إليها في السابق.
كل شيء تطور اليوم وسوف يتطور أكثر وأكثر، ولكن كل هذه الأشياء تعتمد بالشكل الأساسي على الجراحين المتمرسين والمتخصصين في هذا المجال بالتحديد.
بالنسبة لجراحة الثدي، الإستئصال الكلي للثدي بات اليوم ممنوع إلا إذا كان له ضرورة، خصوصاً أن الثدي عضّو خارجي يخوّل المرأة للإكتشاف المبكر من خلال ملاحظتها للورم بشكل واضح على عكس الأعضاء الأخرى. هنا يمكن للطبيب أن يستأصل الجزء المضرر وأن يرمم الصدر ، من خلال جراحة تجميلية أثناء العملية يساعدها على الحفاظ على شكل صدرها.
وحتى اليوم أصبح هناك جراحات ترميمية للمرضى اللواتي خضعنا لعملية إستئصال الثدي في القدم، لمساعدتهن وكل هذا له تأثير إيجابي كبير على المريضة!
Elle Arabia: ما هي انواع الأورام الخبيثة الأكثر رواجاً والتي تصيب المرأة خلال مراحل حياتها؟
Dr. Kassem Shmaissany: طبعاً تركيبة جسم المرأة وأعضائها من الداخل غير الرجل، فمثلاُ أمراض وأورام التناسلية بشكل إستثنائي تخص المرأة، مثلاُ أمراض الرحم، عمق الرحم، المبيض. كما أن هناك أهم أورام تصيب المرأة كأورام الثدي، وسرطان الكولون، وسرطان الرئة والغدد الليمفاوية، هي 5 أمراض سراطانية رائجة عند النساء.
طبعاً تختلف نسبة النساء بحسب عمرهن، منها عن عمر مبكر وبحسب مرحلة إنقطاع الطمث لديها.
Elle Arabia: برأيك كيف على المرأة التعامل مع هذا المرض؟
Dr. Kassem Shmaissany: عليها أن تكون واعية فعصر الطب تطور، عليها أن تتعامل معه مثله مثل أي مرض، يجب أن لا تتردد في الخضوع للعلاج، ويجب ان لا تخاف وعلى الرغم من وجود عوارض سلبية للعلاجات يجب أن تنظر للأمر بصورة إيجابية أن هذا هو السبيل للشفاء. عليها أن تعتبره فترة صراع وحرب مع المرض ويجب أن تكون شجاعة لأن الوضع النفسي له تأثير كبير على محاربة المرض.
هي فترة صعبة وموجعة ولكن عليها ان تتحمل وتكون قوية!
العوارض السلبية التي تخشاها المرأة هي مؤقتة مثلاُ عوارض الأوجاع، فقدان الشعر، لعيان النفس وغيرهم كل هذه العوارض تنتهي عندمال تنتهي العلاج وتشفى بإذن الله!
Elle Arabia: ما هي الطريقة التي على المرأة إتباعها للحد من هذا المرض؟
Dr. Kassem Shmaissany: كما ذكرت، لا يوجد سبب مباشر، ولكن يجب أن تتمتع بنظام غذائي منظم وصحي، والإبتعاد عن الأكل السريع، والمعلبات، الإبتعاد عن التدخين وشرب الكحول بطريقة مفرطة، كما الرياضة عامل مهم.
وأهم طريقة هي ان تتابع مع طبيبها، وأن تجري الفحصوات اللازمة كل فترة وسنوياً (عمليات المسح الشامل)، ينبغي أن يكون إجراء الفحوصات واجب على الكل إتباعه حتى لو كان سليم، وبهذه الطريقة يمكنه أن يحد من جميع الأمراض ليس فقط السرطان.
وعلى المرأة أن تستشير طبيبها إذا شعرت بوجود أي عامل غريب (تغيير بالدورة الشهرية، ورم، دوخة...الخ)
Elle Arabia: هل أنت راضٍ عن المستوى الطبي في الشرق الأوسط؟
Dr. Kassem Shmaissany: من خلال خبرتي ودراستي، يعتبر لبنان من أهم بلدان العالم في المجال الطبي، وهذا ليس فقط من خلال الدراسات فأنا ألمس هذا الأمر بنفسي. فنرى الكثير من الأجانب يأتون الى لبنان من أجل الطبابة، كما أن هناك تجهيزات متطورة جداً، كما أن للطبيب اللبناني إنتشار واسع في جميع أنحاء العالم مما يؤكد كفاءته.
أثناء دراستي في ميلانو كلما رأوا طالب شاطر كانوا يسألون إذا هو لبناني، مما يثبت أنا الطب في لبنان متطور وكامل ولا ينقصه أي شيء.
Elle Arabia: بالنسبة للجراحة الروبوت، برأيك ما هي الإضافات التي احدثتها على جراحة الأورام بشكل خاص؟
Dr. Kassem Shmaissany:هي عبارة عن تكنولوجيا متطورة تعتبر آخر ما توصّلت التطورات في مجال الجراحة. فهي تسمح بإنجاز العمليات التي تجرى بالمنظار بشكل أسرع وأدق وبألم أقل ونتيجة أفضل.
لأشرح أكثر ان يد الجراح ومفاصله تعجز عن الدخول في أماكن معينة في تقنيات الجراحة الكلاسيكية. أما أذرع الروبوت فتعمل بدقة أكثر وتدخل إلى أي مكان يود الجراح أن يدخل إليه.
برأيي أنه الإكتشاف الأهم في مجال الطب وهو طريقة متطورة أكثر من المنظار لوحده، يمكننا أن نجري عمليات كبيرة وضخمة من خلال ثقوب صغيرة جداً، كاميرتها ال 3D مميزة جداً ودقيقة.
وطبعاً على الطبيب أن يكن مدرب على العمل من خلال هذه النظام، لا يستطيع أي طبيب أن يقوم بها!
Elle Arabia: ما رأيك بالمرأة العربية في يومنا هذا؟
Dr. Kassem Shmaissany: المرأة العربية تطورت وإستطاعت أن تثبت نفسها وتواكب العصر وتبرز عالمياً على جميع الأصعدة، الجمال، العلم، الثقافة، الطب، وكل شيء. حتى اليوم في الطب نرى عدد هائل من الطبيبات المتميزات خصوصاً في مجال الجراحة التي كانت في الأيام السابقة حكراً على الرجال.
اليوم المرأة وضعها جيد جداً وهي تطور أكثر وأكثر كل يوم.
Elle Arabia: نصيحة لكل النساء؟
Dr. Kassem Shmaissany: نصيحتي أنهن يجب أن يتابعن صحتهن وأن لا يهملنها، عليهن إستشار ةالطبيب فور شعورهن بأي عارض صحي. كما علين المشاركة بكل حملات المسح والتأكد من إجراء الفحوصات كل سنة.
Elle Arabia: أعمالك المستقبلية؟
Dr. Kassem Shmaissany: أنا حالياً أصب تركيزي على إجراء الأبحاث ومتابعة كل المستجدات لان هذا المجال متغيّر وكل يوم يتطور ويبرز عنصر ونقطة جديدة، بالإضافة لمشاركتي في العديد من الندوات والمؤتمرات الطبية.
كما على أمل أن يكون لي في المستقبل مركز سرطاني كبير متخصص أكثر وأوسع في هذا المرض وأنواعه بالإستعانة مع أهم الأطباء طبعاً. فالعمل الجماعي أفضل من العمل وحيداً، وإستشارة الاطباء في مختلف مجالاتهم يوصل لنتيجة أفضل تخدم المريض.
في لبنان نفتقر العمل الجماعي ولكن على أمل أن أستطيع أن أغير وأن يكون هناك مشاركة كل الأطباء في حالة مريض لكي يساعدوه ويتوصلوا لنتيجة أفضل.
Elle Arabia: كلمة أخيرة لقراء Elle Arabia ؟
Dr. Kassem Shmaissany: الأورام السرطانية موجودة منذ القدم، واليوم تطورنا وبات عصرنا متقدم أكثر على الصعيد الطبي، ولكن هذا وحده لا يكفي علينا أن نهتم يصحتنا ونتابع أنفسنا من قبل المختصين.
واحب أن اشكركم على هذه الفرصة المميزة!
*للتواصل مع الطبيب: kshmaissany@hammoudhospital.com
حاورته فدى رمضان