امرأة عربية قادمة من صحراء الخليج العربي تحطّ رحالها حديثاً في عالم الموضة العربية وقريباً العالمية، حيث تُعتبر أول سعودية تشارك في أسبوع الموضة في نيويورك والذي سيُقام في شهر شباط/ فبراير المقبل. دخلت عالم مميّز لم يسبقها إليه أحد في منطقة الشرق الأوسط، إنه عالم الفرو الفاخر بكل ما للكلمة من معنى. معالي العودة مصمّمة سعودية مبدعة لا تشبه إلا نفسها، تسعى دائماً لتحقيق حلمها في عالم التصاميم الفاخرة، التقينا بها وأجرينا معها هذه المقابلة الحصرية.
أهلاً بك في مجلة "إل العربية"
ELLE ARABIA: لقد عرفنا للتو أنك ستشاركين في أسبوع نيويورك للموضة الذي سيقام الشهر المقبل. فما هو شعوركِ بالمشاركة في إحدى أهمّ أحداث الموضة العالمية؟
معالي العودة: انا في قمة السعادة والامتنان لكل من أعطاني المساندة والتشجيع، والتحديات مستمرة وشيّقة بالتأكيد. إنها فرصة سماوية لي، وأودّ ان اشكر كل من ساعدني ومن استفز طموحي. وسوف أتواصل معكم لمزيد من الأخبار، وأشكرك عزيزتي ميريانا لذوقك وحرفيتك.
E.A.: متى بدأت مسيرتك في عالم التصميم، وما الذي دفعك لإطلاق خط خاص بكِ؟
م.ع.: بدأت التصميم عام ٢٠١١ من تجارب والانتشار في محيط العائلة والأصدقاء. تصميم الفرو الطبيعي كان رغبة قديمة منذ الطفولة لتعلّقي بالفراء والإحساس الذي يرافق ارتداء سترة من الفرو الطبيعي. وقد تطورت رغبتي في التصميم خاصة عندما كنت أتسوق إذ أنني كنت أشعر بأن كل الموديلات المعروضة مملّة ولم أجد ما يناسب نظام حياتي من حيث العملية والبساطة.
E.A.: ما هي قصتك مع الفرو، وما الذي دفعك لدخول هذا العالم رغم أنك فتاة قادمة من السعودية حيث درجة الحرارة مرتفعة طوال أيام السنة؟
م.ع.: عشقي للفراء الطبيعي بدأ عندما جلب لي أبي من موسكو هدية عبارة عن سترة من الفرو باللون الأبيض منقّط بالرمادي، ومنذ هذه اللحظة بدأت علاقتي المميّزة مع الفرو. فالفرو يرمز للدفئ ولحياة الترف والاناقة، وجميع ما سبق يمثلني.
صحيح أنني فتاة قادمة من السعودية، ولكن البرد قارس وجاف في فصل الشتاء وهي البيئة الأفضل لارتداء الفرو الطبيعي حيث المطر قليل، بدليل ان الرجال والنساء لدينا يلبسون الفرو المصنوع من شعر الخروف لانه الوحيد القادر على مواجهة برد الصحراء.
E.A.: أنتِ تعيشين اليوم في الكويت. هل زبائنك كلهنّ كويتيات؟
م.ع.: زبائني من النساء والرجال على حدّ سواء، منهم من الكويت ومنهم من الخليج العربي حيث الاناقة ليست بشيء غريب عن الفتاة الخليجية، خصوصاً مع زيادة نسبة السفر إلى الخارج. وقد تلقيت طلبات لشراء الفرو من السويد وبريطانيا بعد نشر مقابلة لي في إحدى المجلات وانا فخورة جداً بذلك. إنه من الجميل ان تقوم فتاة سعودية كويتية بالتصميم لفتيات أوروبيات، الذي برأيي من الخطأ ان يكون محصوراً بالغرب.
E.A.: من أين استمدّيت إلهامك؟
م.ع.: استمدّيت إلهامي من فيلم قديم من منطقة ريفية في رومانيا سافرت اليها إذ انني اعشق السفر والتعرف على ثقافات جديدة، فالثقافة الرومانية كنز لجميع المصممين وأيضاً للفنانيين. فالإلهام قد يأتي من فتاة مجهولة في الشارع.
E.A.: ألا تجدين بأن عالم تصميم الفرو محدود إلى حدّ ما؟
م.ع.: تصميم الفرو هو السهل الممتنع حيث ان الإبداع فيه إلى حدّ ما محدود، ولكن روح المغامرة موجودة فيَّ وهذا يبدو جلياً في مجموعة 2015/2016 الجديدة التي تبرز فيها الكثير من التحديات والخروج عن المألوف. فقد كنت في السابق كلاسيكية بعض الشيء، الى ان بدأ الناس يعرفون من هي معالي وما هي ماليمو Malimo، طبعاً بالاضافة الى الخط الكلاسيكي الذي سيكون متوفراً طوال أيام السنة وتحت الطلب.
E.A.: حدثينا قليلاً عن مجموعتك الجديدة. ماذا تتضمّن وما هو نوع الفرو المستخدم؟
م.ع.: كنت دائماً حريصة على استخدام أغلى انواع الفرو مثل السابل Sable والشينشيلا Chinchilla والمينك Mink وألوان نادرة من فرو الثعلب، لكنني في مجموعتي القادمة سوف استخدم فرو الارنب ولو أنني كنت رافضة لاستخدامه في السابق، إلا أن الرغبة الشديدة في اقتنائه وسعره المقبول نوعاً ما مقارنة مع أنواع الفرو الباقية، هي التي دفعتني للتفكير في اعتماده في مجموعتي المقبلة. سأقوم بصبغ بعض الفُريرات مع أنني أرفض هذه الطريقة إنما سأقوم بذلك بهدف الخروج عن المألوف، وسأختار ألوان متعددة لمجموعتي القادمة حيث ستزيد الاختيارات لكل الأذواق وأساليب الحياة المختلفة.
E.A.: كيف تنظرين إلى الموضة العالمية وهل تتقيّدين بها؟
م.ع.: الموضة شي جميل ومتجدد ولكن الاختيار يكون دائما لما يناسب شكل الجسم واُسلوب الحياة وميزانية المرأة التي تريد اقتناء قطعة من الفرو. فذوق المرأة يجب، من وجهة نظري، أن يعكس شخصيتها والتقليد لمجرد التقليد شيء مرفوض تماماً عندي إذ أنني احترم دوماً الاصالة، الانفراد بالذوق، والاكسسوارات، وفي الوقت نفسه يجب ان لا يعلَق الشخص بحقبة معيّنة من الزمن.
E.A.: أنت تعتمدين في تصاميمك بشكل أساسي على الفرو الطبيعي. أين أنتِ من الجدل القائم حول حقوق الحيوان وأهمية الحفاظ على جلودها، وهل تواجهين معارضة؟
م.ع.: انا انسانة احب الحيوانات واربّي في منزلي حيوان أليف ولكنني احب الهامبرغر و آكل الستيك، اذا فالموضوع فيه كثير من عدم الوضوح. كلّ الفرو الذي استخدمه أشتريه من مزارع معروفة وتحت رقابة الدولة حيث القوانين الصارمة لحماية الحيوانات. كما أن جميع تصاميمي تحمل العلامة التجارية التي تصرّح بمصدر اسم المزرعة وكل من لديه شك في الأمر يستطيع البحث على موقع جوجل والتحري عن هذه المزارع. انا انسانة مؤمنة بان الله سخّر لنا باقي المخلوقات ولكن بمراعاة عدم التعذيب وذلك مخافة من الله قبل القوانين.
وللعلم ان الفراء الصناعي ضار بالبيئة مثل البلاستيك ومن يريد المحافظة على كوكب الارض لأطول فترة ممكنة، يجب عليه عدم تشجيع الفراء الصناعي. فنحن من الطبيعة والى الطبيعة.
E.A.: من هي المرأة التي ترتدي من تصاميمك؟
م.ع.: المرأة الحريصة على اقتناء ما هو ثمين وجميل وانيق وعملي وكل من ترغب أن يكون لديها استثمار عائلي، إذ تستطيع ان تورث اي قطعة من ماليمو لبناتها وزوجات ابنائها.
E.A.: ما هو نوع الفراء المفضل لديك ولماذا؟
م.ع.: اعشق السابل Sable لانه اثمن وارقى انواع الفرو لنعومته وكمية الشعر. كما أن لمعته دافئة. أما النوع الثاني فهو المنك حيث العملية والرقي في الوقت نفسه بالإضافة إلى السهولة في التصميم حيث تتوفر فيه المرونة إلى حدّ كبير.
E.A.: من المعروف أن الغوص في عالم تصميم الأزياء ليس بالأمر السهل. هل واجهت تحديات أو عوائق، وما هي نصيحتك للشباب الصاعد الذي يودّ خوض هذه التجربة؟
م.ع.: كل مجال في العالم له تحدياته. أما في مجال الأزياء فالتحدي الأكبر بالنسبة لي، هو العلاقات إذ أن من يعرفني يعرف ان معالي لا تتحمل وجود اكثر من شخصين معها في نفس الوقت، ولكن بحكم طبيعة عملي كإمراة اعمال وكمصممة فإن التحدي موجود كل يوم. لكن مع مرور الوقت، تمكنت من إيجاد المتعة في هذا المجال، والإيجابية هي محط تركيزي في كل أسلوب حياتي. نصيحتي للشباب الصاعد مع أنني لا احب النصح، إلا أنني أقترح بكل جديّة على كل مبتدىء ان يكون نفسه ولا يقلّد احد، لانه سوف يضيع عند نقطة معينة ولن يجد نفسه.
E.A.: ما هي مشاريعك المستقبلية؟
م.ع.: مشاريعي كثيرة، احتاج اكثر من مقابلة لحصرها. الطموح ليس له حدود عند ماليمو.
حاورتها ميريانا عون
إضغطي هنا لمشاهدة مجموعة ماليمو كاملة، والمتوفرة حصرياً لدى متاجر هارفي نيكولز في الكويت.