المشكلات الزوجية والروتين اليومي والخصام بين الأزواج هي من الأمور الطبيعية في حياة معظم الأزواج، ولكن ماذا لو تجاوزت هذه الأمور حدود المعقول وتراكمت مع مرور الوقت؟ لحياة زوجية سعيدة قائمة على الحب والتفاهم وحسن التعامل والاحترام، يقدم البروفسور الكويتي الأستاذ الدكتور راشد السهل أستاذ دكتور الصحة النفسية والإرشاد النفسي في جامعة الكويت، " الأسرار السبعة لنجاح العلاقة الزوجية"، وهي كالتالي:
السر الأول: فن حل المشكلات
في العلاقات الزوجية دائماً يوجد مشكلات، ودائماً يوجد حلول لهذه المشكلات، ولكن لا يوجد حل واحد كامل لكافة المشكلات، وينصح الدكتور راشد الزوجين بضرورة الاعتقاد بوجود حل مناسب لكل مشكلة، والتي بدورها تفتح باب الأمل، وتخفض من حالة القلق، ويقول على الزوجين عدم الاستعجال في اتخاذ الحل المطروح وإعطاء فرصة للبحث في حلول بديلة.
السّر الثاني: رعاية العلاقة الزوجية
تمثل العلاقة الزوجية محور الحياة الزوجية، إذا صلحت صلح الزواج وإذا فسدت فسد الزواج. ويشبه البروفسور العلاقة الزوجية بحياة الإنسان، التي تبدأ وليداً يحتاج إلى العناية والرعاية وتكبر وتنضج وتبلغ الرشد والشيخوخة ثم تمرض وتموت. ويقول أن طبيعة العلاقة الزوجية تدل على مؤشر مرض الزواج وصحته، في المقابل العلاقة الزوجية الناجحة دليل على حياة زوجية سعيدة. ومن هذا المنطلق على الزوجين الحرص على رعاية علاقتهم الزوجية وحمايتها حتى تدوم بدون أمراض.
السّر الثالث : تقييم العلاقة الزوجية
إن انفعالات الناس وتصرفاتهم تخضع لتفسيراتهم للأحداث من حولهم، ما يدفع الناس لشعور معين كالغضب أو الحزن أو الخوف أو غيرها ليس بالضرورة المواقف ذاتها، وإنما تفسيراتهم المعرفية لهذه المواقف. والفرضية الأساسية التي تحدد اتجاه العلاقة الزوجية تتوقف على محتوى الأفكار التي يحملها كل طرف عن الآخر، وتقييم العلاقة الزوجية على ثلاثة محاور أساسية، وهي: الأفكار والمشاعر والتصرفات عند كل طرف.
تؤثر أفكار الإنسان على حالته المزاجية وفي الكثير من الحالات يتعرض الإنسان لأفكار تسمى بالأفكار الآلية Automatic Thoughts وهي أفكار ترد إلى ذهنه دون أن يدركها، وإنما يدرك ما تتركه من مشاعر. ويتم استثارة هذه الأفكار من خلال مواقف معينة تسمى محفزات. وعادةً أفكار الإنسان هي التي تحرك مشاعره وتجعله مسرورا أو مهموما أكثر من الحدث نفسه الذي يمر به.
تشترك الأفكار الآلية بعدد من الخصائص، وهي أنها تظهر مع تدفق أفكار أخرى، وتظهر بصورة تلقائية، ولا يمكن ملاحظتها بسهولة، لكنها تقترن بانفعال واضح، ودائما تكون مختصرة وسريعة، وتكون عند صاحبها مقبولة كحقيقة دون محاولة تقييمها، وعندما يحاول الإنسان تحديدها وتقييم مدى صحتها ، فأن الاستجابة الواقعية لهذه الأفكار تُحدث تغيير في الشعور والتفاعل.
السر الرابع: التصريح بالمشاعر
إن التصريح بالمشاعر عن طريق الكلام والأفعال يعزز العلاقة ويعطيها قيمة أكبر عند كل طرف، وتحويل المشاعر إلى سلوكيات يمكن ملاحظتها، ومن عوامل إظهار المشاعر في صورة سلوكيات التأكيد على حاجة الانتماء، والتي تعني بأن كل طرف في حاجة إلى الطرف الآخر، وكذلك يعني وجود شعور عند كل طرف بأنه جزء من الطرف الآخر وأن الطرف الآخر جزء منه.
السر الخامس: فن الحوار الناجح
العلاقة الزوجية تنمو وتستمر بناءا على طبيعة التفاعل بين الزوجين، وبالتأكيد التفاعل بينهما يتوقف بدرجة كبيرة على نوع الحوار بينهما. فالحوار يجعل الزوجين أكثر قربا، و أكثر ألفة وتفهما لبعضهما البعض. كما ويزيل الحوار المستمر سوء الفهم بين الزوجين، ومع استمرار الحوار بين الزوجين يجعلهما يتمرسان عليه ويؤمنان به في حل مشاكلهما. وأكثر ما يحطم التواصل الزوجي هو سوء الحوار بين الزوجين، فعندما يعتقد الزوجان أو أحدهما بفشل الحوار بينهما في حل مشاكلهما، فأنهما يحكمان على علاقتهما الزوجية بالمرض أو الموت.
وهناك خمس قواعد للحوار الناجح، وهي: تحديد مسبق لموضوع الحوار، وتحديد الزمان والمكان، وعلى الزوجين الإنصات وتجنب مقاطعة أحاديث كل منهما الآخر، وتقديم مجموعة بدائل أو اختيارات، والخروج بنقاط محددة قابلة للتطبيق.
السر السادس: عدم السماح بإطالة فترة الخصام
من أهم الأسباب التي تؤدي إلى إضعاف العلاقة بين الزوجين، السماح بإطالة فترة الخصام بينهما لأي مشكلة، لأن طول فترة الخصام يسمح بمرور الكثير من الأفكار الخاطئة والسلبية عند كل من الزوجين.
السر السابع: تنشيط العلاقة الزوجية
قد يتعرض الزوجان أو أحدهما إلى الملل والضجر في علاقته مع الطرف الآخر مما يوجد لديه سرعة الاستثارة ويثور على الطرف الآخر لأتفه الأسباب. وتزداد الأفكار السلبية في أجواء الضيق والملل والحياة الروتينية، ويمكن أن تكون سبباً لتفاقم المشكلات الزوجية، وليس الملل والروتين علاقة بعدد سنوات الزواج.
وينصح الزوجين ببعض الأمور من أجل تنشيط الحياة الزوجية بعيداً عن الروتين، وهي كالتالي:
- يتفق الزوجان على وضع جدول أسبوعي أو شهري أو كل فترة زمنية محددة يتم خلالها خروجهما معا لقضاء وقت ممتع.
- استثمار كل المناسبات الجميلة التي يمران بها مثل الأعياد الدينية أو المناسبات الأخرى مثل تاريخ زواجهما أو تاريخ أول مولود لهما حتى لو كانت تتعلق بالوظيفة كالحصول على ترقية أو منصب ...
- التهادي بين الزوجين من فترة إلى أخرى، كأن يأتي الزوج بهدية مفاجأة لزوجته، وكذلك الأمر بالنسبة للزوجة.
تحقيق رنا إبراهيم