"تزوجوا تصحوا" هي مقولة متوارثة في مجتمعاتنا العربية، فما هي علاقة الزاوج بالصحة؟ وهل الزواج فعلاً مفيد لصحة الإنسان؟ كشفت دراسة بريطانية حديثة تفيد بأن الزواج مفيد للصحة، ويساعد على الشفاء من الأمراض. وأوضح الباحثون أن نتائج الدراسة التي شملت نحو مليون بالغ في بريطانيا، تبين أن الزوج المحب قد يجبر زوجه على العناية بنفسه بشكل أفضل، مما يساعده على الحفاظ على صحته والوقاية من الامراض. وكشف الدكتور "بول كارتر" المشرف على البحث، وزملاؤه من كلية أستون الطبية أن للزواج علاقة وثيقة باحتمالات النجاة من النوبات القلبية، حيث أكدوا أن النساء والرجال في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من أعمارهم والمصابين بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم من المتزوجين، كان لديهم فرص أكبر للبقاء على قيد الحياة عند نهاية الدراسة التي استغرقت 14 سنة. ولم يتعين هنا الباحثون إلى ما إذا كانت الزيجة سعيدة أم لا، ويقولون إنهم يعتقدون بأن المهم هو وجود شخص خاص ومتميز في حياة الشخص. وأشار كارتر إلى أن البحث مازال جاريًا، ولكنه تيقن إلى وجود شيئا ما يتعلق بالزواج يحمي صحة الفرد... فما هو رأي الأزواج العرب بهذه الدراسة؟
ترى أسماء ابو راس- فلسطينية- أن هذه الداراسة فيها نوع من الصحة، وتقول: " ربما إذا كانت الحياة الزوجية سعيدة ستكون مفيده للصحة بعيداً عن المنغصات التي قد تجلب بعض الأمراض وأبرزها الضغط وأمراض القلب وغيرها، وأرى أن الزواج مفيد للصحة في حال كان هناك توافق بين الزوجين واحترام متبادل، وهذا ما نراه في الأزواج الأجانب الذين يعمران لسنوات طويلة ويعيشان بإنسجام تام وحب ووفاق، بعكس الأزواج العرب، الذين عادة لا يعمران لسنوات طويلة، فإما الزوجة أرملة أو العكس، عدا عن الأمراض التي يصاب بها كلا الزوجين، والتي تسببها بالدرجة الأولى المشكلات الزوجية ومنغصات الحياة".
ويوافقها الرأي، لؤي خليل- سوري- الذي يرى بأن هذه الدراسة ممكن تعميمها على المجتمعات الغربية فقط، في حين المجتمعات العربية تفتقر إلى الحب والانسجام في العلاقات الزوجية، ويقول: " بعض العلاقات الزوجية أشبه بالجحيم وتكون عبارة عن أداة هلاك، تهلك الجسم والعقل والجيب، وهنا نرى أن الرجل يشيب وهو في سنوات شبابة الأولى، عدا عن ذلك العامل المادي الذي يلعب دوراً كبيراً في تحقيق السعادة الزوجية والأسرية، والتي بدورها تنعكس على صحة الإنسان".
بين الحب والمال
ويقول ماجد محمد- بحريني- "قد يكون الزواج مفيد للصحة إذا كان الزوجين تربطهما علاقة حب وتفاهم في جميع أمور الحياة، كما للتعليم والحالة المادية دوراً مهمة في تحقيق السعادة والوقاية من الأمراض، إن صحة الإنسان تعتمد على العامل النفسي بالدرجة الأولى وأحد مسبباتها هو الرفاه المادي، والإستقرار النفسي، فإذا تحققان فحتماً سيكون الزواج مفيدة للصحة".
ويرى ماهر أنس- مصري- أن الزواج يهذب النفس ويمنح صاحبها الاستقرار النفسي وتكوين الأسرة، وتتحول أهدافه من شخصية إلى أسرية وبالتالي يصبح الشخص له أهداف في الحياة ومنها تكوين أسرة وتربية أبناء يضع فيهم كل حلامه التي سقطت منه في أيام الصبا والطفولة، وهنا قد يكون الزواج مفيد لصحة الانسان النفسية بالدرجة الاولى، ولكن في الحقيقة الزواج هو كـ "البطيخة" فإما تكون حمراء أو بيضاء بلا طعم وهنا يحدث العكس، وفي النهاية الزواج يعتمد على الحظ بالدرجة الأولى وبعدها التخطيط السليم.
وبنظره سوداء للحياة يقول عدنان خليل- فلسطيني- " مستحيل أن تكون هذه الدراسة واقعية وخاصة في مجتمعنا العربي، فالزواج اشبه بمرض "السرطان" الذي يقتل صاحبة ولكن بالتدريج، فلا أعتقد أن ثمة زوج يعيش حياة سعيدة بدون منغصات وأمراض نفسية وصحية، إلا من رحم ربي".
تحقيق رنا إبراهيم
